الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


رحلة متأخرة مصيرها الفشل

طارق الحارس

2005 / 10 / 16
مواضيع وابحاث سياسية


يعتقد العراقيون بأغلبية ساحقة ( الشيعة والأكراد ) أن الفشل سيكون مصير الزيارة التي أصبحت في حكم المؤكدة التي سيقوم بها أمين عام الجامعة العربية عمرو موسى ، لاسيما بعد أن أنهى وفد الجامعة المنسق زيارته الى بغداد لأسباب عديدة يقف في مقدمتها أن هذه الزيارة قد جاءت متأخرة جدا وفضلا عن هذا السبب فان هذه الأغلبية تعتقد أن عمرو موسى وجامعته لم تلعب الدور الذي كان ينتظره الشعب العراقي منهم بعد سقوط النظام ، لاسيما في عدم ادانتهم الواضحة والصريحة للنظام السابق وجرائمه التي كشفت بعد سقوطه . أيضا من الأسباب التي ستؤدي الى فشل هذه الزيارة سوء اختيار الجامعة للوفد الذي وصل الى بغداد للتنسيق لزيارة أمين الجامعة ، ذلك الوفد الذي ترأسه مساعد الامين العام للشؤون السياسية أحمد بن حلي ، إذ من المعروف أن هناك خلافات كبيرة بين هذا الشخص وشخصيات وأحزاب عراقية تشكل نسبة كبيرة منها الحكومة العراقية الحالية . تأخر زيارة الأمين العام للجامعة العربية الى العراق الجديد تعد أيضا من الأسباب المهمة التي ربما ستساهم في فشل هذه الزيارة ، إذ كان من المفروض أن يزور الأمين العام للجامعة العربية العراق قبل هذا الوقت وقد مرت على العراق الجديد أكثر من مناسبة تستحق هذه الزيارة مثل تسلم السيادة من قبل الحكومة المؤقتة برئاسة الدكتور أياد علاوي وبعدها الانتخابات التي انبثقت منها تشكيل حكومة منتخبة وغيرها من المناسبات المهمة . كذلك من الممكن القول أن سبب الزيارة الذي أعلنته العديد من الوسائل الاعلامية وهو الاعداد لعقد ( مؤتمر مصالحة وطنية ) سيساهم في فشل هذه الزيارة ، إذ تعتقد جهات عراقية عديدة أن هذه المصالحة لن تتم إذا كان المقصود منها المصالحة مع الذين تعدهم أعداء العراق وشعبه من البعثيين الصداميين وأركان النظام السابق .
لقد أشارت وسائل الاعلام أن هذا الوفد سيرفع تقريره الى الأمين العام بعد عودته من بغداد وسيقرر الأمين العام على ضوء هذا التقرير فيما إذا كان سيقوم بهذه الزيارة أم لا . وعلى ضوء ما طرحناه وما أدلى به العديد من السياسيين العراقيين وكذلك على ضوء ما نشرته بعض وسائل الاعلام العراقية فنعتقد أن تقرير بن حلي سيكون سلبيا لأنه لم يجد الأرضية المناسبة لقبول الأفكار التي حملها معه ، لاسيما منها ما يتعلق بموضوع مؤتمر المصالحة الوطنية ، إذ ليس من المعقول أن توافق الأطراف السياسية العراقية ومن خلفها أغلبية أبناء الشعب العراقي بالموافقة على الجلوس مع القتلة والارهابيين الذين لا زالت تطلق الجامعة العربية عليهم تسمية " المقاومة العراقية " .
أما إذا كان القصد من المصالحة مع الجهات والأحزاب المعارضة للحكومة فنعتقد أنه لا توجد ضرورة لمثل هذه الدعوة ، إذ أن أغلب هذه الجهات والأحزاب ترتبط بعلاقات ودية مع أحزاب الحكومة وعادة ما تجري لقاءات واجتماعات بين الطرفين . لقد رأينا الدكتور أياد علاوي رئيس الوزراء السابق يجتمع ولمرات عدة مع هذه الأطراف وكذلك فعلت الحكومة الحالية ، إذ عقد الدكتور أحمد الجلبي اجتماعات عدة مع هذه الأطراف وكذلك فعل عبد العزيز الحكيم رئيس قائمة الائتلاف ومثله فعل الدكتور ابراهيم الجعفري رئيس الوزراء الحالي والشيء نفسه فعله الدكتور جلال الطالباني رئيس الجمهورية ومسعود البرزاني رئيس اقليم كردستان .
من الممكن أن تحدث خلافات وتباينات في وجهات النظر بين أحزاب الحكومة والجهات والأحزاب المعارضة ، لكن لا يعني ذلك بالضرورة أن هناك خصومات تصل الى حد الاقتتال بين هذه الأطراف ، إذ أن الجميع يعرف أن جميع الجهات والأحزاب الحكومية والمعارضة أعلنت رفضها وادانتها للأعمال الاجرامية التي يقترفها الصداميون وفلول القاعدة ضد أبناء الشعب العراقي ولهذا كله فليس هناك اي معنى لعقد مثل هذا المؤتمر بين هذه الأطراف ولا يمكن القبول بعقد مؤتمر مصالحة مع الارهابيين .
لقد أخطأت الجامعة العربية في تعاملها مع العراق الجديد ولابد لها من أن تبدأ بخطوات جدية لتحسين صورتها لدى أبناء الشعب وعدم الانجرار وراء شعارات مزيفة ترفعها بعض الجهات والقوى المجرمة التي تعودت على ممارسة قتل المواطن العراقي البريء . لا نريد هنا أن نذكر الجامعة العربية بالأعمال الاجرامية التي اقترفتها هذه الجهات ضد أبناء العراق ، لكن بودنا أن نشير الى الأعمال الجبانة التي اقترفوها مؤخرا ضد الحزب الاسلامي بعد اعلانه الموافقة على مسودة الدستور، إذ قاموا هؤلاء القتلة بحرق وتدمير مقرات هذا الحزب في أنحاء متفرقة من العراق .
العراق لا يحتاج من الجامعة العربية الى عقد مؤتمر مصالحة ، بل يحتاج منها الى مواقف حقيقية وصادقة تبدأها بادانة واضحة وصريحة للارهابيين والقتلة .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. حزب الله يعلن تنفيذ هجوم جوي على قاعدة إسرائيلية جنوب حيفا


.. من واشنطن | صدى حرب لبنان في الانتخابات الأمريكية




.. شبكات | هل قتلت إسرائيل هاشم صفي الدين في غارة الضاحية الجنو


.. شبكات | هل تقصف إسرائيل منشآت إيران النووية أم النفطية؟




.. شبكات | لماذا قصفت إسرائيل معبر المصنع الحدودي بين لبنان وسو