الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


أخي . يامن فرقت الأيام بيننا

محمد التهامي بنيس

2015 / 8 / 14
اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المغرب العربي



هذه المرة الأولى التي أخاطب فيها شاهد حزبك . والدمع في المقلة على وشك أن تدرفه العين . لا زلت أقاوم أن أبكي تلك الأيام التي تعد من الزمن الجميل . ولكن دمعي يتمرد علي وقد يغلب إرادتي على حبسه . والآن وقد مرت أشهر على فراقنا . وأصبح غياب لقائنا عاديا لأن طريقينا لا يتقاطعان ولا يلتقيان . فإني أحصي محطات نضالنا المشترك . وأدرك أن كل محطة كانت وصلة جديدة تشدنا لبعض . لولا الأخطبوط الذي تمكن من إحكام قبضته عليك . بينما قدرلي أن أفلت بجلدي وفكري وقلمي وجزء من تاريخ نضالي . كانت وصلة تشكل موسوعة من الروابط والعواطف بين المناضلات والمناضلين بمختلف مواقعهم وشخصياتهم . الغامضة والواضحة . الجانحة والمنضبطة . المتشائمة والمتفائلة . المحبطة أو القادرة على التحدي . كانت الروابط متينة رغم التوتر والاستفزاز . والشك وجلد الذات وتأويل ما بين السطور وتحث الكلمات . إننا يا أخي إبان النضال الهادف المشترك . كنا نكتب قصة حياتنا السياسية وقصة نضال حزب أدى الضرائب بأغلى الأثمان . أقلها الاعتقال وأعنفها الاغتيال وأوسطها الاختطاف ومحاولة الاغتيال بعد أن غيظ نهر نضالنا وتلوثت ينابيعه . ودخل الكيان برمته أو في جزء كبير منه سوق النخاسة – ولا زال الألم يعصرني , لحظة تقدم يافعون ممن استعملوا للإنزال يوم انتخاب المؤتمرين للمؤتمر الوطني التاسع . يعرضون أصواتهم بخمس دراهم – ولم نفلح في عمل شيء ينقد الموقف . فقد كنا كمن يعطي ثروته النضالية لعابث . جيء به أجيرا وأعطى صوته لمستأجر هو بدوره كان مستأجرا . ومستأجره هو كذلك تبين مع توالي الأيام أنه معين مفوض ليقوض كيان الحزب ويمسح تاريخه ويشوه سمعته ويدوسه تحث الأقدام . وهي أقدام دينصور مكسوة بالأورام . من نجا من وطأتها , أصابه ورمها . ليقضي زمنا في العلاج واضعا رأسه بين كفيه يطفئ عنف سنين نضاله , كأنه يموت ميتة اليائس والغاضب . وزفير العجز لا يقوى على الاستمرار في نفس الخطأ وتنامي الأخطاء التي لا تنجب إلا أشباه مناضلين بؤساء يصيحون كالمجانين في ساحة اللامعقول . إنني يا أخي أحمل الدينصور والأخطبوط مسؤولية الغواية التي دفعت بتيار بكامله لشارع الانفصال لأنها عجزت عن احتضانه . لولا أن الشعب لوح له بكف أمين تلقفه فأحس برحابة صدره وحرارة النضال بين أهله وصدق معاملاتهم مع بعض وصدق ارتباطهم بقضايا الشعب وهموم الجماهير الشعبية لا تلموني يا أخي – حتى لو كان ما أقوله لك حلما – لأنه لا يلام موصول بتيار الانفتاح والديمقراطية المؤسس لحزب البديل الديمقراطي الذي يعوضنا ويعوض شعبنا عن خسارة أيامه مع حزب وهن وضعف حتى تمكن منه الأخطبوط وداسته أقدام الدينصور البشري . فلعلك تعلم أن للأخطبوط ثلاث قلوب , اثنان يضخان الدم لغلاصمه ومصالحه الخاصة , وثالث يضخ به ما فضل عليه لك ولباقي الجسم ( الجسد ) لا تلموني فأنا لست سفيها أو ضعيفا يعاتب جسدك المدثر بجنون محو الذاكرة . أنا لست سفيها لأتنكر كليا لتاريخي ونضال زعمائي الذين أرضعوني النضال عشقا لا يخبو توهجه . ربما بين ثنايا جسدك اليوم من لا يعرفني . أما أنا فأعرفهم من رائحة الخراب الذي حملوه إلى جسدكم . مستعينين بأذرع الأخطبوط التي تتمسك بكم . القادر على تغيير لونه ومواقفه مختبئا متربصا إلى أن يحقنكم بسمه فيشل حراككم . إنه لا يعترف بالخطأ حتى وهو يفقد ذراعا أو أكثر لأنه سينبث مكانه آخر . وإذا أحس بخطر ما . أفرز سحابة مظلمة تخفيه حتى يتمكن من الهرب ويترككم عرضة للافتراس . ذلك لأن نقطة ضعفه التي أوصلت الحزب لوهنه . أنه يعد اليوم أحد أهم الوجبات الشهية بالنسبة لسكان الأحزاب الأخرى لا ألومك أخي لأنب أعرف أني يوما ما من الأيام القريبة الآتية , ستشفى من سم الأخطبوط وستقوى على الحراك من جيد وستسافر نحوي على ضوء النجوم . تحمل حلمك وأملك متخلصا من قبضة ذلك الأناني الأبله , طالبا رعاية الكف الذي يحتضنني وأحضنه . وسنحزن سويا على الانهيار المدوي لذاك الجسد الحزبي المنهار الذي يبدو معاندا مقاوما , ولكنها مقاومة المحتضر فقط . واعلم أني لن ألومك على التأخر في الالتحاق والوصول إلى بيتنا الجديد . لن ألومك حتى لو حملت معك ألف عتاب قبيح . لن ألومك لأني أعرف أنك كنت مسلوب الإرادة أمام سطوة الأخطبوط . والأهم أنك استطعت التخلص منه وانتصرت فيك محبتك للحرية والتضامن وحرارة الأخوة وعنفوان الصداقة والنضال الصادق الذي لا يهاب الدينصور وعتوه . لن يلوم أحدنا الآخر لأننا سننهمك في البناء معا ما دامت سواعدنا يتقدمها كف البديل الديمقراطي . مستقبل وأمل الشعب بكل مكوناته
فاس . محمد التهامي بنيس 12 - 8 - 2015








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. صاروخ باليستي روسي يستهدف ميناء أوديسا


.. ما فاعلية سلاح الصواريخ والهاون التي تستخدمه القسام في قصف م




.. مراسل الجزيرة يرصد آثار القصف الإسرائيلي على منزل في حي الشي


.. خفر السواحل الصيني يطارد سفينة فلبينية في منطقة بحرية متنازع




.. كيف استغل ترمب الاحتجاجات الجامعية الأميركية؟