الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


المعرفة بين سندان العنكبوت ومطرقة الترجمة

هشام محمد الحرك

2005 / 10 / 16
الطب , والعلوم


لم تعد ذمة العنكبوت مشغولة لنا بشىء إذ قدّم لنا مخزون لاينضب، وقال كلمته في الوقت المناسب وخطى خطواته ليترك بصماته في أذهاننا وقلوبنا مدى الايام ، وأراح فضولنا من سلوك كان يُشقي اهل العصور الغابرة ، شقاء أتلف قلوب النساء اللاتي تقدمتهن زوج سقراط عافاها الله مما أكنّت له وللكتاب وللمعرفة من حقد نسائي حذا بها لترمي عليه الفضلات تشفيا من تعلقه بالكتاب ، لكنها ايضا اورثت هذا الحقد او بعضه الى بعض زوجاتنا فاقتربن من سلوكها إلا قليلا .. وعجزت كل وسائل التقانة الحديثة من اقناع المرأة عامة بانزواء الرجل بعض الوقت بالكتاب ، مماحذا ببعضهن لإرباك اصهارها السبعة باشتراط قطع العلائق مع الكتاب ... حرصا على بناتها ان تؤول مصائرهن الى مصيرها .
قال برنارد شو لزوجته : انا افضل منك لأن الله خلقني قبلك ، فانتضت زوجته سيفا من غمد لسانها تريد الثأر لكرامتها فقالت بل انا الأفضل لأن الله خلقك قبلي لتتشرف باستقبالي .... ولدينا الآن العنكبوت والترجمة مسألتان تتصارعان في تقرير الاسبقية ليفوزا باحتساء نخب المعرفة ، ارى انهما شريكين اساسيين في انتاج المعرفة تلك التي نسميها –تجاوزا- ( سلعة ) وهذه السلعة هي من أكثر مستوردات العرب في العصر الحديث علما انها من اكثر ناتجات العرب قديما ، وللعرب صولتهم في ميدان هذه الصناعة التي سجلت لهم وسحبت منهم ضمن ظروف قد تكون سياسية وقد تكون سياحية او سياجية بالمعنى الفاضح للكلمة ، كتبت قبل ايام مقالة بعنوان ( تعريب عنونة الانترنت ) وفي احد المواقع الالكترونية التي نشرت المقالة وتركت بابا لتعليق القرّاء كتب قارىء تعليقا لطيفا جدا واحترمته لصدقه في التعليق فقال : لو ان الانترنت من نتاج العرب لكانت عنونتها معربة . وهذا فضل منه اشكره عليه لجرأته في قول الحقيقة ، لم ينتج بعض العرب في العصر الحديث سوى صناعة الكذب وهو آفة القيم يبتلعها بهدوء ويرتدي ثوب الناسك ، ومشكلتنا هنا ان المعرفة لاتتعامل مع هذه الصناعة بسبب أمانتها المطلقة ، ولدينا مدرس كان يعلمنا التربية الاسلامية في الثانوية وايا من الطلاب يسأله أي سؤال ويعترض عليه طالب آخر برأي جديد ومختلف يحسم المدرس المسألة ويقول عبارته المألوفة ( يجوز الوجهان ) وهذه العبارة من وجهة نظري عدوة الترجمة وحسما لنزاع دائر يحق لنا القول ان هذه معناها كذا ولها مرادفات كذا ... وهناك في مسألة الترجمة نقاط حساسة جدا لايجوز إغفالها او التغاضي عنها وفي موقع الجمعية الدولية للمترجمين العرب http://www.arabicwata.org/ رابط ضيف الجمعية الاستاذ علي باشا هذا المثال البسيط على الترجمة الحرفية وكيف توقع المترجم في أخطاء ومطبات كثيرة : إن عبارة ( il ya anguille sous roch) تعني حرفيا باللغة العربية ( يوجد حنكليسة تحت صخرة ) والحنكليسة هي نوع من السمك رفيعة وطويلة أشبه بالثعبان – بينما العبارة تعني بالفرنسية ( إن وراء الأكمة ما وراءها ) فلو أتيح للمترجم الدقة في الترجمة وقوة الاطلاع على دقائق وتراكيب اللغات الأجنبية لأفلح في الترجمة الصحيحة.
ينذر ظرفنا الراهن بعصر الانفجار المعرفي الذي ينعكس على واقع الترجمة ومنها العلمية بخاصة فيحيطها بإرباكات متعددة يتقدمها اننا نتلقى المعرفة العلمية أكثر مماننتجها ونتعثر كثيرا في عمليات التعريب فنسموا حينا ونُحبط باقي الاحيان ، خاصة في ترجمات البحوث الكونية والإلهية ، وكثيرا ما تُجهض الجهود في هذا المدخل وغيره مما يفرض علينا شخصيا وحكوميا بذل الكثير لننال الحد المقبول فقادمات الايام حبالى بعلوم ومصطلحات قد تقذف بنا الى جادة الأمية اللغوية وقد لانعرف مصير تلك الولادات ، التي قد تهدد ايضا بمصير استيراد المعرفة وبالتالي تحصيل حاصل فقوافل عصور الكهوف تنتظرنا على اول الطريق .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. عالم الإنترنت الخفي.. ما الفرق بين الديب ويب والدارك ويب الذ


.. السيسى: -فيه وظائف تكنولوجية بتعمل 100 ألف دولار فى السنة-




.. الري?يس السيسي عند ا?نشاء العاصمة الا?دارية سعينا لتحقيق الر


.. الري?يس السيسى يا مصريين علموا ولادكم من ابتداي?ى وا?عدادى ا




.. عروض شهر مايو | ناشونال جيوغرافيك أبوظبي