الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


إتحاد كونفدرالي بين كوردستان العراق وتركيا

سوزان ئاميدي

2015 / 8 / 15
مواضيع وابحاث سياسية


دعت الحاجة دول العالم الى البحث عن علاقات اتحاد فيما بينها كانت الغاية الاساسية منها الحصول على القوة بكل انواعها السياسية والاقتصادية والاجتماعية , وكذلك من اجل توخي الخطر الذي بات يهدد اغلب الدول ويجعل مستقبلها على المحك , بمعنى آخر ان الاتحاد وجد من اجل تعزيز القوة وليس الاضطراب والتهديد , كما هو الحال في العراق , إذ اصبح وضع اقليم كوردستان العراق مهددا بسبب ارتباطه بمركز ضعيف في كل مؤسساته وغير ملتزم بالقانون والدستور وتخوض حكومته معارك داخلية فاشلة مستمرة في محاولة استتباب الأمن داخل المدن العراقية , ودام هذا الحال اكثر من 12 سنة بعد سقوط نظام صدام حسين في 2003 حتى بات الأمر ينذر باحتمالية فشل العملية السياسية برمتها , وليس في الافق القريب على الأقل أية بوادر من شانها ان تمنح المواطن العراقي الثقة بحكومته او احتمالية تحقيق الأمن والرفاه و الاستقرار , لذا اصبحت كوردستان تحتاج الى وضع يضمن لها مستقبلاً آمنا ومزدهراً وأكثر استقرارا , كما انها بحاجة الى حلول ملموسة وفعلية , وأعتقد ان اتحاداً كونفدرالياً بين كوردستان العراق وتركيا هو الحل الامثل بعد ان اصبحت دول الاقليم والقوى الدولية الكبرى لاتدعم أي توجه لإعلان الكورد دولتهم مع انه حق مشروع لهم أقرته كل العهود والمواثيق الدولية . وعليه فإن الكونفدرالية يمكن اعتبارها خطوة متقدمة لهذا الطريق بمعنى انها خطوة في الطريق الى إعلان الدولة حتى تسنح الظروف الاقليمية والدولية بإعلان دولة كوردستان .
ونظرة سريعة للوضع مع دول الجوار , سنجد ان ايران وهي القوة الفعالة اقليميا في المنطقة لن تعارض إقامة مثل هذا الاتحاد طالما ان ذلك لايشكل تهديداً على وضعها الداخلي (فيما إذا غيرت ايران من سياستها الاجرامية والقمعية اتجاه الكورد) . اما العراق فهو بكل الاحوال يعتبر كوردستان بمثابة دولة فضلا عن ان وضعه المأساوي سيمنعه من اتخاذ اي موقف قوي ضد هذا الاتحاد , والامر نفسه ينطبق على سوريا . فلن يبقى إذاً إلا ان تبارك دول العالم هذا الإتحاد , خاصة دول الخليج التي ارى ان عليها ان تسبق كل الدول في ذلك لانها هي الأخرى تبحث عن اقامة اتحاد كونفدرالي بينها .
ان هذا الاتحاد سيشكل الملاذ الاقوى لكوردستان وتركيا على حدٍ سواء , وبإمكان الطرفين عمل معاهدة لتنظيم علاقاتهما الجديدة وليلجئوا بعد ذلك الى اعتماد دستور مشترك , وسأذكر بعض الجوانب الايجابية والسلبية على أن أعود وافصل الحديث في هذا الموضوع في مناسبة اخرى ومن خلال دراسة علمية :-
الايجابيات
1- يعطي هذا الاتحاد فرصة لكورد الجنوب (العراق) مع كورد الشمال (تركيا)ان يجتمعوا ضمن دولة واحدة وفي حال سمحت الظروف لكورد المنطقة الغربية (سوريا) بالانضمام لهذا الاتحاد ووجدت الرغبة عند جميع الأطراف فستصبح الاخرى جزءاً من هذا الاتحاد .
2- سيمنح هذا الاتحاد وانضمام الاجزاء الكوردية الاخرى بالتأكيد قوة للطرفين الكوردي والتركي خاصة وان تركيا ستتعامل مع جزء كوردي واحد بعد ان كانت تتعامل مع ثلاثة اجزاء , وتعلم تركيا ايضاً الامكانيات الاقتصادية والاجتماعية الهائلة التي تتمتع المناطق الكوردية الملحقة بها .
3- الخلاص من دولة العراق التي عانى الكورد منها الويل طوال سنوات تعاقبت فيها الحكومات العراقية التي وان فرقتها أشياء عديدة الا انها اجتمعت على محاربة الكورد وعجزت عن حل مشاكلها الكثيرة معهم , خاصة الادارية منها وتلك المتعلقة بالحقوق القومية والتاريخية للكورد , والامر ذاته يتكرر مع سوريا , أما مع تركيا فأعتقد ان الامر يمثل حلاً جذرياً لمشاكلها مع الكورد من جهة وللسيطرة على حدودها وضمان أمنها من جهة اخرى .
4- وستمنح الكونفدرالية كوردستان دولة مستقلة في المستقبل القريب من خلال ضمان استقلاليتها واقتصادها بعد ان يتم تحديد حدودها الجغرافية لان الكونفدرالية في الواقع تمثل رابطة أعضاؤها دول مستقلة .
5- سيسهم الاتحاد في تعزيز التنمية خاصة التعاون الاقتصادي والعمل على مشاريع مشتركة كمشروع ربط الكهرباء وسكك الحديد وانابيب النفط وانشاء سوق مشترك والعمل على ربط كمركي دون ان تعيقها اي شكل من أشكال البيروقراطية الحكومية .
6- يضمن الاتحاد لكوردستان القوة العسكرية لمواجهة اي عدوان خارجي كما ستتعزز القوة العسكرية لتركيا والتي ستكون قد ضمنت تحقيق جزء كبير من استقرارها وامنها من خلال موافقتها على الاتحاد الكونفدرالي , إلا انها ستحقق من خلال التعاون العسكري إمكانية التصدي لاي تهديدات خارجية والوقوف بوجه أية تدخلات خارجية في شؤونها الداخلية .
7- سيمنح الاتحاد لكوردستان الانفتاح على اوربا , وسينعكس بالتالي على المشاكل التي تحول دون انضمام تركيا للاتحاد الاوربي .
8- سيسجل التأريخ لحكومة اقليم كوردستان العراق من خلال اتخاذ هذه الخطوة موقفا وطنياً كونه الطرف الكوردي الأكثر مسؤولية وإمكانية .
السلبيات
1- اتساع رقعة الصراع على السلطة بالنسبة للطرف الكوردي .
2- ازدياد الخلافات بين السياسيين الكورد الذين تختلف رؤاهم السياسية الداخلية والخارجية والتي قد تحول دون امكانية القوى السياسية الكوردية على الاستجابة المطلوبة للقضايا المطروحة والملحة والتي تحتاج الى سرعة في الرد .
3- اختلاف المصالح والعلاقات الخارجية بين الكورد وتركيا سيسبب جملة من المشاكل التي قد تكون فرصة لبعض الدول لبث بذور الشقاق بين القوى السياسية لكلا الطرفين .
4- المجاملات بين بعض الاحزاب الكوردية والتركية ستفقد الاتحاد نقلته النوعية كما سيمنعه من تحقيق أهدافه الاستراتيجية ,وان استمر ذلك فسيتسبب من دون شك الى انهيار الاتحاد او على اقل تقدير فإنه سيسرع في انهياره .

للنقاش والبحث
1- يبدأ الاتحاد الكونفدرالي باتفاق مسبق وعمل هيئات مشتركة لتنسيق سياساتها في عدد من المجالات .
2- الاتحاد يحمل الجانبين التركي والكوردي عبئ ومسؤولية تغيير أنماط عمل كل مؤسساتها للرقي بالعمل النوعي لصالح الطرفين .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - مساءك عطر الاستاذة سوزان
نفس الواحد (الصعلوك) ( 2015 / 8 / 19 - 18:05 )
مساءك عطر الاستاذة سوزان

اخر الافلام

.. محمد الصمادي: كمين جباليا سيتم تدريسه في معاهد التدريب والكل


.. متظاهرون يطالبون با?لغاء مباراة للمنتخب الا?سراي?يلي للسيدات




.. ناشطة بيئية تضع ملصقاً أحمر على لوحة لـ-مونيه- في باريس


.. متظاهرون مؤيدون للفلسطينيين يهتفون -عار عليك- لبايدن أثناء م




.. متظاهرون يفاجئون ماثيو ميلر: كم طفلاً قتلت اليوم؟