الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


حول هوية الشمال الإفريقي [1]

الطيب آيت حمودة

2015 / 8 / 15
اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المغرب العربي


°°°قراءة متأنية في هوية الشمال الإفريقي تظهر نوعا من الإحتواء الشمولي ، فإن كانت في حقيقتها بهوية [ مُركبة ] ، إلا أن طيفا من هويتها استحوذ على الكل، فرسخ قيم هويته في الوجدان على حساب الأطياف الأخرى ، بفعل الترسبات الدينية والإستعمارية ، فكان الناتج [هوية أُُحادية] شمولية احتوت الجميع واختزلته في بعد واحد تعسفا .
°°°تتصارع هويتان على الريادة في المغرب الكبير ، هوية عربية إسلامية وأخرى فرنسية علمانية ، وبقيت هوية الأصل[ الأمازيغية] حبيسة أدراج قصر الجمهورية في انتظار ترسيمها لتأخذ لنفسها بعدا ثالثا يثبتُ عدل الدولة ورساخة قيم المواطنة فيها ، باعتبارها دولة مدنية تنظر لجميع مكونها البشري بنظرة واحدة لا تمايز فبها .

°°°الدول الإستدمارية غايتها بارزة للعيان ، استيلاء على الأرض وقضم متدرج مركزٌ لمقدراتها ، وهيمنةٌ على سياستها وبخس لهويتها ، فأنا هاهنا أنظر للعرب والفرنسيين بنظرة واحدة فكلاهما حرص على انبناء امبراطورية لغوية تجعل من المستعمرات وإن استقلت تدور في فلكها ، وفي نماذج الدول [ الأنجلوفونية] و[الفرنكوفونية ] و[العروبية] و[الليتنة] في أمريكا الوسطى والجنوبية ، وهو ما أثاره وأشار إليه [ نيقولاس أوستلر] [1] في كتابه [ امباطوريات الكلمة] .
فأمبراطورية [الكلمة العربية ] رافقت المد الإسلامي وانتشرت عند الأمم التي وصلها الإسلام عنوة أ واختيارا ، فالشعوب الإسلامية الشرقية استطاعت أن تحافظ على ألسنتها الأصلية فكانت العربية رافدا جزئيا في ثقافتها وطيفا من أطيافها اللسانية ، فاللغة الرسمية في أكبر بلد إسلامي سكانا وهي اندونيسيا لغتها الرسمية هي [البهاسا الأندونيسية] وليس العربية ، وهو ما يُسقط فرضية الربط الإديولوجي بين اللغة العربية والإسلام ، فالعرب في ضفة والإسلام في ضفة ثانية ، بدليل وجود عرب لا صلة لهم بالإسلام أصلا ، فمؤسسوا [ قومية العرب] هم مارونيون مسيحيون على رأسهم ( ميشيل عفلق)[3] ، وأول مؤتمر تأسيسي عقدوه كان في باريس في 1913 نكاية في الخلافة العثمانية .
°°° صحيح وأن [ اللغة العربية] لها وقع متميز في نفوسنا ، فهي لغة ديننا ولغة مدرستنا ، لكن لا يجب منحها قداسة صورية صاغها [ ابن تيمية ] و[الشافعي ] بمنظور ديني ذاتي ، لا بمنظور دنيوي ، فقد حارب الأمازيغ أ نفسهم لسانهم الأصلي ، فرؤساء الجزائر الذين عربوا الوطن بعد الإستقلال( بن بلة ، بومدين ) هم أمازيغ ، ورجالات التنظير الفكري للتعريب هم أمازيغ كذلك فأدبيات علماء جمعية المسلمين طافحة ب[كُره الأنا ] بالطريقة التي عبر عنها ثيودور ليسنج [2] اليهودي في كتابه [كره الأنا ، LA HAINE DE SOI ] أو بتعبير آخر رفض أصوله اليهودية ، فنحن معشر الأمازيغ لا نختلف عن اليهود الذين رفضوا يهوديتهم ، بل نحن أشد كرها لذاتنا ، فقد شبهنا أحد الكتاب (محمد بودهان) [4] بأننا شبهاء بالشاذين جنسيا ، فنحن لم نقبل جنسنا الأصلي الأمازيغي فتبنينا جنسية العرب ولغتهم عن رغبة وطيب خاطر .
°°° [المغرب الإسلامي] وليس[ المغرب العربي ] .
منذ أن حط العرب رحالهم في بلاد الشمال الإفريقي منذ القرن السابع الميلادي ، ونحن في تساؤل ، هل جاء وا لتبليغ رسالة ؟ أم للإستيطان ؟؟ فاتضح بعد لأي أنهم مستوطنون مثلهم مثل الذين سبقوهم من الروم والوندال والبزنط ، فشن الأمازيغ حروبا ضد الوافدين ليس كراهة في الإسلام ، وإنما غُبنا من سياسة الإلحاق التي انتهجها ولاة المغرب الإسلامي ، الذين جعلوا المسلمين الأمازيغ طبقة مهيمن ٌ عليها ، فثارت [ ديهيا ] ، و[إكسل ] وبعدها [ميسرة المدغري ] ....وأخرون معه ، ضد الوالي بن الحبحاب [5] ، وأصبحت بلاد المغرب نارا تتلظى انتقل لفحها لبلاد الأندلس ،..... فقد هيمن الأمازيغ على بلادهم وأسسوا ممالك إسلامية كمملكة بن مدرار .... ، أو أنهم كانوا عنصرية انبنت عليها دول إسلامية [كالإدريسية ] و [الرستمية ] و [ الفاطمية ] ، فهي دول أمازيغية برأس غير أمازيغي ، أما بعدها فقد تكونت دول أمازيغية كبرى بدأ بالدولة [ االمرابطية التاشفينية] ، و [أمبراطورية الموحدين ] ، ودول أخرى أمازيغية حلت محلهما .
°°° أكبر مسخ تعرض لها الشمال الإفريقي في هويته هو [ الزحفة الهلالية ] التي شبهها ابن خلدون [ بزحف الجراد] ، وذلك بعد أربعة قرون من انتشار الإسلام في ربوعه ، فهل جاءوا لهدف ديني ؟(نشر الإسلام) أم دنيوي ( استيطاني تدميري)؟ ، فقد حلوا بغضهم وغضيضهم ، وبمذهبهم الباطني القرمطي العبيدي ، وساهموا في تعريب وتخريب المغرب الإسلامي ، وادخلوه في عصر الإنحطاط والفوضى عبر عنها بأسى وحزن [أبو الفضل جعفر بن محمد ، والرشيق القيرواني ] اللذان عاصرا [ نهب] بنو هلال لمدينة القيروان وقد أفرد [ غوتيي ][6] كتابا للملآلات السلبية التي تعرضت لها بلاد المغرب فعنون كتابه بعنوان : Les siecles obscures du Maghreb أي القرون المظلمة في تاريخ المنطقة .

====================================================
[1] http://d.gr-assets.com/books/1367620576l/12274276.jpg
[2] Theodor Lessing /La Haine de soi ،
[3] Michel Aflak مسيحي لبناني ، مؤسس البعث العربي .
[4] محمد بودهان كاتب مغربي مختص بالشأن الأمازيغي .
[5] ابن الحبحاب السلولي واحد من ولاة المغرب الثمانية عشر ، في عهد ولايته أضطربت البلاد وأثار الأمازيغ ضده بقيادة ميسرة المدغري .
[6] É-;-mile-Félix Gautier








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. اليمن.. حملة لإنقاذ سمعة -المانجو-! • فرانس 24 / FRANCE 24


.. ردا على الاحتجاجات المؤيدة للفلسطينيين: مجلس النواب الأمريكي




.. -العملاق الجديد-.. الصين تقتحم السوق العالمية للسيارات الكهر


.. عائلات الرهائن تمارس مزيدا من الضغط على نتنياهو وحكومته لإبر




.. أقمار صناعية تكشف.. الحوثيون يحفرون منشآت عسكرية جديدة وكبير