الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


رسائل سياسية وراء صفقة الميغ 31

عمار عرب

2015 / 8 / 16
مواضيع وابحاث سياسية


رسائل سياسية وراء صفقة الميغ 31 :
ما رغبة الروس في تسليم النظام السوري طائرات ميغ 31 الروسية ذات القدرة الإعتراضية الهائلة في هذا الوقت الحرج وهي من أفضل الطائرات الإعتراضية في العالم إلا لإرسال رسالة سياسية إلى السعودية بالذات ومن ورائهم الأمريكان بعدم التهديد بزوبعة حزم جديدة في سوريا أملا في رضوخهم للشروط الروسية في التسوية السياسية في المنطقة وتأكيدا للأهمية الجيوستراتيجية لبقاء سوريا المستقبل خاضعة للنفوذ الروسي و ذلك في ظل تهديدات سعودية بعد مباحثات وزير الخارجية السعودي مع الروس بإسقاط الأسد عسكريا في حالة إصرار الروس على بقاء الأسد حاكما لسوريا ضمن مرحلة انتقالية تضم حكومة وحدة وطنية والاقتراح الروسي تشكيل جبهة لمحاربة داعش تضم سوريا والعراق والأردن والسعودية وهو ما رفضته الرياض جملة وتفصيلا ...
لن تكون هذه الأخبار سعيدة على الجانب السعودي وخصوصا في ظل تورطها في المستنقع اليمني الذي ارهق الرياض اقتصاديا وعسكريا و سياسيا ..حيث لا تظهر بوادر للحل السياسي ولا حتى للحسم العسكري ...
و بتحليل موضوعي لتقسيم مناطق النفوذ بالنسبة للمعارضة والموالاة في سوريا و اليمن على حد سواء مع الجمود النسبي والتطور البطيء في إمكانية تمدد إحداهما على حساب الآخر يظهر جليا الإتجاه في إلى ميل الأمور لصالح تقسيم البلدين إلى ثلاثة مناطق نفوذ وربما أكثر بين السلطة السياسية و المعارضة و حلفاء القاعدة ولا سيما بعد فشل الأطراف الرئيسية محليا وإقليميا في التوصل أو حتى الإقتراب من توقيع تسوية سياسية فيما بينها و هو ما سيصب حتما في النهاية في مصلحة القاعدة و اسرائيل على حد سواء في الهيمنة على المنطقة في ظل سلبية دولية مشبوهة ..
يبدو للمراقبين أن الكلام عن حسم عسكري لأحد الأطراف في سوريا الأقل بات أشبه بحلم بعيد المنال لعدة أسباب منها مايلي :
1 - إن من مصلحة القوى الكبرى إبقاء المنطقة في حالة صراع سني شيعي طويل الأمد يضعف كل الأطراف المحلية والإقليمية وفق سياسة تسمى في العلوم الإستراتيجية بالثقب الأسود حيث يتصارع كل أعداء الغرب فيما بينهم يكون بنتيجتها السيطرة والهيمنة على القرار السياسي لهذه الأطراف شيئا غاية في السهولة
2 - الهاء جميع الأطراف بمعارك جانبية تبعد الخطر المستقبلي لعشرات السنوات عن العدو الرئيسي إسرائيل
3 - تنشيط عمليات بيع السلاح النظامية وغير النظامية مما يعود بالنفع على إقتصاديات الدول الكبرى
4 - إعادة توزيع مناطق النفوذ في المنطقة فيما بينها وفق مخطط استراتيجي
أما الخاسر الوحيد من كل ما يجري فهو المواطن العربي المغلوب على أمره و الذي لم يكن يرغب من وراء الثورات العربية إلا العيش بكرامة في دولة الديمقراطية والمواطنة وهو ما أصبح حاليا حلما بعيد المنال لا يمكن تحقيقه ..و الرهان لازال على العقلاء للخروج ببلدانهم من وحل التقسيم و الضعف ولا احسبهم كثر ..والله المستعان

د. عمارعرب 15.08.2015








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. تركيا تدرس سحب قواتها من سوريا


.. أوضاع إنسانية صعبة في قطاع غزة وسط استمرار عمليات النزوح




.. انتقادات من الجمهوريين في الكونغرس لإدانة ترامب في قضية - أم


.. كتائب القسام تنشر صورة جندي إسرائيلي قتل في كمين جباليا




.. دريد محاسنة: قناة السويس تمثل الخط الرئيسي للامتداد والتزويد