الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


تجارة الرياضة ومظاهرات الاصلاح

بشير ناظر حميد

2015 / 8 / 16
عالم الرياضة


بين الحين والأخر ومنذ زمن ليست بالقليل يتداول الناشطون في صفحات شبكات التواصل الاجتماعي منشور عبارة عن كاريكاتير يتحدث عن التجارة الرائجة هذه الأيام وهي التجارة بالدين، التجارة الأكثر رواجاً وانتشاراً لسهولة امتهانها للأسف في ظل هذه الصورة المشوهة عن الكثير من الثوابت، ويمثل داعش الدم صورتها الابشع والأكثر تطرفاً، وغيرها الكثير من الصور التي نراها في حياتنا اليومية. ولكن تجارة الرياضة قد تكون فاقت التجارة بالدين في بعض صورها، فهي تجارة تمتهنها الفئة الغالبة في الوسط الرياضي، الفئة المحتكرة للكثير من الأنشطة الرياضية بقادتها واداريها ومدربيها وفي جميع المجالات الرياضية بدءاً من لجنتها الأولمبية مروراً باتحاداتها المركزية، وصولاً إلى انديتها الرياضية والعابها التي غالباً ما يتم تفصيلها طبقاً لهوايات ومهارات أبناء قادة هذه الأندية، أو أن يتم فرض العاب معينة على الأبناء وذلك لوجود والده في هذا الموقع أو نتيجة لشبكة من العلاقات الاخطبوطية التي يتم من خلالها تسهيل هذه الأمور. هنا ومن خلال الاعلام الرياضي أتمنى أن تكون هناك مراجعة لجميع الأسماء في كافة المنتخبات الوطنية وبجميع الألعاب الفردية والفرقية، وأنا هنا أتحدى منصف واحد أن يجد أسماً من هذه الأسماء ليست لدية قريب في هذه اللعبة أو تلك، اللهم إلا ما ندر وفي بعض الاتحادات غير الأولمبية وبعض الألعاب الفردية، وأن كانت بعض هذه الاتحادات هي وابطالها ورئيسها لعائلة واحدة. أما الألعاب الجماعية وخصوصاً كرة القدم قد تكون فيها جميع الأسماء هي عائده لأشخاص محددين جداً ومن مناطق معينة أيضاً، لهذا غاب الإنجاز وأن حضر في اللعبة الأكثر شعبية في العالم فالتزوير هنا سيد الموقف. أتكلم عن ابطال وموهوبين في ملاعبنا الشعبية لا احد يراهم ليس لهم غير الله، أتكلم عن طارئين ومنتفعيين وبراغماتيين لا يفقهوا شيء في الرياضة إلا كونها مصدر دخل ومجال خصب للسفر، أتكلم عن أسماء كبيرة كان لها شأن في يوماً ما في الرياضة العراقية وهي اليوم مصدر خراب وفساد، أتكلم عن حملة شهادات عليا يتزاحمون ويتكتلون من اجل الحصول على منصب في هذا الاتحاد أو ذاك النادي، أتكلم عن عقود وهمية، وعن أسعار لاعبين غير حقيقة، أتكلم عن مؤسسة سفرائها من غير أهلها، وعن نسب من عقود اللاعبين لا أحد يعرف اين تذهب ولكن الأسواق الحرة في بعض المطارات تقص لنا حكاية بعضهم، وعن صحفيين هم شركاء في كل ذلك فهم يعلمون ويسمعون وينظرون ويقبضون ويصمتون، وفي ظل حكم هؤلاء التجار غاب الإنجاز في الكثير من الفعاليات الرياضية وخصوصاً في الألعاب الجماعية، فالقدم والسلة واليد والطائرة لم تعد تنافس على المراكز المتقدمة حتى على المستوى العربي. في ظل هذه المظاهرات التي يحلو للبعض أن يسميها (ثورة) لا بد من دعوة من أجل مراجعة حقيقية للكثير من مفاصل الرياضة العراقية، وللأعلام الرياضي هنا الدور الكبير في هذه الدعوة وأن كان هو بحاجة إلى مراجعة صادقة من أجل أن يكون الشخص المناسب في المكان المناسب، ومن أجل أن تتحدث وتتغير الكثير من الأفكار لدى بعضهم، ومن أجل أن تتغير نظرتهم إلى المجتمع، ولكي يكون شبابنا حاضراً أيضاً. وبهذا وبالتخطيط الصحيح والعمل الصادق نستطيع أن نخلق الانجاز في رياضتنا التي تحتضر. اللهم ليست لنا علم إلا ما علمتنا، وعشقي للرياضة وحبي للعراق من وراء القصد.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. أول سعودية تفوز بمنافسات كأس العلا.. قصة -شغف- ريما الحربي ب


.. أب أمريكي متهم بالتسبب في وفاة ابنه بسبب سوء المعاملة وإجبار




.. ولي العهد رئيس الوزراء يلتقي الملك تشارلز الثالث في جناح الب


.. الملاكمة المحترفة صوفيا نابت: حلمي أن أمثل المغرب




.. غولف من دون ملاعب.. كيف تطورت هذه الرياضة بالسعودية منذ فترة