الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الإجهاض

ديفيد ج. كوج

2015 / 8 / 16
ملف : ظاهرة البغاء والمتاجرة بالجنس



ظل الكتّاب الصحفيين طوال الفترات الماضية يركزون فقط علي السياسة, وحتي الصحف كل اهتماماتها مرتكزة فقط علي السياسة واهملت جانب مهم في الحياة الا وهو المجتمع ومشاكله, خاصة مجتمع متفكك مثل مجتمعنا هذا. وكما يقول ارسطوطاليس ان الانسان كائن اجتماعي والذي يعيش خارج المجتمع اما إله او بهيمة!
ومع اننا نعيش في مجتمع يجمع بين المتناقضات ويعيش التناقض نفسه, الا اننا لم نعطوا الامر اهمية او جهد لتناول بعض القضايا الشائكة. مثل مشكلة الإجهاض, نعم هي فعلا مشكلة. وكما يقول مغني الريغي العاجي "الفا بلاندي" فان الإجهاض جريمة "Abortion is a Crime" ان الاجنة الابرياء الذين يقتلون كل يوم في هذا البلد, لم يأذوا احد او ارتكبوا اي جرم. لماذا يعاقبون علي جريمة لم يرتكبوها؟
ان ما يحدث حاليا نتاج طبيعي للفوضي العارمة – وفقدان البوصلة- الذي يمارسه الشباب تحت مسمي الحرية, الحرية التي تحولت الي الفوضي وليس الحرية بمعني الكلمة. ان الجنس علاقة مقدسة بين البشر ويمارس بما يليق به وبقدسيته, كما ان الانسان يعطيه خصوصيته وهو ما يجعله لا يمارسه في العلن. وهنا نختلف عن الحيوانات ايضا, الا ان هذا المفهوم اصبح يتراجع لدينا الان في الجنوب. حيث اصبح معظم الناس مثل الكلاب في ممارسة الجنس, خاصة في الملاهي الليلية المنتشرة علي طول وعرض العاصمة والتي يوجد علي شوارعها بائعات الهوي منذ التاسعة مساء وحتي وقت متأخر من الليل وايضا داخل الملاهي. حيث اصبح الحصول علي الجنس سهل جدا ولا يكلف احيانا سوي زجاجة بيرة واحدة, والنتيجة النهائية الحمل الذي لم يتم التخطيط له. وعندما يشعر الطرفان ان الطفل يهدد مستقبلهم ومصالحهم يلجأون الي الإجهاض كأمثل حل, وليس معتادي الملاهي فقط بل حتي الشباب العاديين والطلاب وبالاخص الجامعيين. الحياة الانسانية اهم واقيم من اي شئ في هذا الكون ولا يجب او ينبغي هدره دون ادني احساس بالذنب او الندم.
يبدو اننا نعاني من مشكلتين, الاولي المنظومة القيمية والتربوية لدينا متفككة وتكاد لا توجد اصلا. فالنظام التربوي لدينا لا يشجع الاطفال منذ الصغر علي تقديس الحياة الانسانية واحترامه, باعتباره اسمي مراحل الاخلاق والوجود الانساني في الكون, ان هم الاسر هو توفير الطعام والشراب للطفل دون تنمية الجانب الاخر منه. بالاضافة الي ذلك الوازع الاخلاقي او الضمير لدينا لا يعمل بشكل جيد وإلا فكيف نفسر انتشار ظاهرة الإجهاض في البلاد؟ ونحن نعيش في مجتمع يدعي التدين بالمسيحية واغلب سكانه كاثوليك؟
والمشكلة الثانية هي التشريع, وهذا يعود الي الاخلاق فالذين يعملون في العيادات وحتي المستشفيات ليسوا ملتزمين بالقسم الذين يؤدونه بحماية الحياة البشرية مهما كلف الامر. يجب علي الذين يمسكون بمقاليد الامور ان يقوموا بحملات ملاحقة ومداهمة الصيدليات والعيادات التي يوجد فيها (حبوب اغتيال الاطفال). ومحاكمة كل من يتورط, ومن الملاحظ ان من يتخصصون في (اغتيال الاطفال) والبراءة هم النساء بالاخص المتقدمات في السن وبمبالغ زهيدة تبلغ احيانا (300) ثلاثمائة جنيه سوداني جنوبي اي ما يقارب ثماني عشر دولارا او اقل.
طالما افتقد الناس للضمير والحس الانساني يجب علي المشرعين ان يعاقبوهم, اي كل الاطراف المتورطة. ابتداء من الطبيب او الممرض او المرأة الشريرة تلك التي تقوم بالعملية في (الحلة), وايضا الفتاة والشاب وكل من يشتبه بتورطه لان هذه جريمة في حق الانسانية. ان الاطفال الذين يموتون بسبب الإجهاض من الممكن ان يقدموا الكثير لمجتمعهم ويصنعوا الفرق في البلاد والانسانية جمعاء.
لماذا تقتلوهم وهم ابرياء؟ لم يرتكبوا اي جرم بحق احد, لماذا لا تعطوهم فرصة؟
ان مسألة الإجهاض بحاجة الي توقف ومراجعة موقفنا ونظرتنا للحياة والعالم, وكذلك قيمنا ونظامنا التربوي. وللابوين دور في الامر الا وهو تقصيرهم في تشحيذ ذهن الطفل منذ الصغر بالقيم الانسانية وحب الحياة وتقديسه. وايضا المجتمع عليه لعب دور في تقليل نسب الاجهاض المرتفعة. حتي وسائل الاعلام المختلفة عليها ان تعلب دور ايضا, في احياء الضمائر الميتة التي لم تعد تهتم بحياة انسان صغير خاصة الجنين الذي يقتل دون رحمة. Abortion is a Crime








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. مستشرق إسرائيلي يرفع الكوفية: أنا فلسطيني والقدس لنا | #السؤ


.. رئيسة جامعة كولومبيا.. أكاديمية أميركية من أصول مصرية في عين




.. فخ أميركي جديد لتهجير الفلسطينيين من قطاع غزة؟ | #التاسعة


.. أين مقر حماس الجديد؟ الحركة ورحلة العواصم الثلاث.. القصة الك




.. مستشفى الأمل يعيد تشغيل قسم الطوارئ والولادة وأقسام العمليات