الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


أفنان القاسم بين التنوير والتجهيل 2

عبد القادر أنيس

2015 / 8 / 16
مواضيع وابحاث سياسية


أنهيت المقال السابق بهذه الفقرة: " لغريب أن يتجاهل الكاتب كيف أن الناس عندنا صوتوا بالأغلبية الساحقة، عام 1991، في الانتخابات التشريعية، لأحزاب إسلامية على رأسها الجبهة الإسلامية للإنقاذ، مع أن هذا الحزب الأخير كان لا يتحرج في التصريح بأن الديمقراطية كفر، وأن الانتخابات بيعة، والبيعة مرة واحدة في الإسلام. نعم قد يكون التساهل مع وجود أحزاب دينية جريمة نكراء في حق الديمقراطية وفي حق البلاد تتحملها الدولة، وقد يكون هدف السلطة الانقلاب على الديمقراطية من خلال إخراج الجن من القمقم، ولكن، هذا لا يفسر انسياق شعبنا بهذه الصورة المخجلة وراء أحزاب دينية تكفر قيم الحداثة وتدعو إلى العودة بالمجتمعات إلى عصور الظلام. وهذا ما يجب أن يكون في صميم أي جهد تنويري".
في الفقرة الثانية من مقاله
http://www.ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=480126
يكتب: "والحال هذه جعلت أمريكا (والغرب فرانسوا ميتيران بالذات الرئيس الفرنسي الاشتراكي بطل حقوق الإنسان) الجزائر لقمة سائغة للعساكر!"
هكذا إذن، هي أمريكا وراء كل مصائبنا.
"وأمريكا على الأسوار تهدي كل طفل لعبة للموت عنقودية
يا هيروشيما العاشق العربي أمريكا هي الطاعون ..
والطاعون أمريكا..
أمريكا وراء الباب أمريكا (محمود درويش)
لكن هل صحيح فعلا أن أمريكا جعلت الجزائر لقمة سائغة للعساكر! كما يرى أفنان. هل صحيح أن أمريكا هي التي أوعزت للجنرالات في الجزائر فألغوا الانتخابات في 11 يناير 1992 وحولوا الجزائر إلى أكبر مجزرة في التاريخ" ظلما وعدوانا فقط؟
حتى في مصر اليوم تقف أمريكا متهمة من كلا الطرفين أيضا: أنصار السيسي يشيطنون أمريكا ويرونها الداعم الرئيسي للإخوان (طارق حجي نموذجا)
http://www.ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=436880
http://www.ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=436880
وأنصار مرسي يرون العكس تماما. (موقف أفنان القاسم تقريبا عندما تحدث عن مصر وكيف برر الغرب العهر العسكري وصمت عن المجازر).
وهل صحيح أن ما جرى في الجزائر كان أكبر مجزرة في التاريخ؟ وهل صحيح أن أمريكا هي سبب فشلنا الذريع في كل شيء إلى حد عجزنا عن إدارة شؤون القمامة؟
هذا الكلام أبعد ما يكون عما وقع في الجزائر. المسؤولية الأولى والأخيرة يتحملها الجزائريون أنفسهم، وقد تعرضت لجانب من عوامل المأساة في المقالة السابقة. وبودي هنا أن أشير إلى مسؤولية الطبقة السياسية الجزائرية برمتها، في السلطة وفي المعارضة. كان الجميع، إسلاميين وغير إسلاميين (ماعدا بعض الاستثناءات) قد حسموا أمرهم حول المهمة الأولى التي يجب القيام بها في ظل التعددية الحزبية وهي الإطاحة بالنظام القائم (السيستام، كما نقول)، وهذا مشروع ومبرر من مهمة كل معارضة، لكن الجميع أيضا لم يكونوا على وفاق، حد التناقض الفاضح، حول الدولة الجديدة التي يجب أن تخلف تلك المطلوب رأسُها. الجميع كانوا متفقين على أمر واحد وهو الإقصاء المتبادل: إقصاء السيستام وإقصاء الآخرين، مع العمل على استنساخ النظام القائم بحذافيره: في البرامج، في التنظيم الداخلي للأحزاب وهو القائم على الاستبداد، في التوجهات السياسية التي تحدثت عن كل شيء ما عدا الاتفاق على طبيعة الدولة المنشودة. لكن الإقصاء عند الإسلاميين كان يعني النفي بكل بساطة. وعندما طرح أحد الأحزاب الديمقراطية مسألة العلمانية قامت عليه القيامة من الجميع باعتبارها كفرا بواحا أو باعتبارها، في أحسن الأحوال، مطلبا سابقا لأوانه، مع أن الديمقراطية بدون علمانية لا تعني إلا ديمقراطية عرجاء تفتقد لأهم شرط وهو تحقيق المواطنة التامة للجميع قبل إجراء أية انتخابات.
كان التنافس على أشده بين الأحزاب الأكثر تشددا ووعودا وهمية. وبما أن اليسار كان يحتضر بعد سقوط التجربة الاشتراكية بينما القوميون في الحزب الحاكم استنفدوا كل رصيدهم الوطني بعد أن قادوا البلاد نحو الإفلاس، فقد كانت الساحة جاهزة للفكر الإسلامي المتطرف الذي رعته مؤسسات الدولة المشرفة على التربية والتعليم نفسها، عن قصد أو عن غباء مستحكم، لعشرات السنين وازدادت الرعاية في عهد الشاذلي الذي استعان بالإسلاميين حتى صار راسبوتين الجزائر (الغزالي) من خلصائه، لتنظيف البلاد من المعارضة اليسارية والوطنية وتهيئة الأجواء لإجراء التعديلات الهيكلية في دواليب الاقتصاد والإدارة لفرض التوجهات (اللبرالية) والتخلص من القطاع العام عبر الإفلاس والخصخصة.
وليت التنازلات توقفت هنا، فقد جرى التساهل مع كل التجاوزات المتطرفة التي كانت في صلب الخطاب الديني حتى بلغ الأمر حدا جعل قادة الإسلاميين يتجرؤون على إصدار فتاوى بقتل المعارضين ثم بقتل رجال الأمن من شرطة ودرك وجيش. كل هذا كان يجري في غفلة مجرمة من النظام الحاكم والطبقة السياسية غير الإسلامية التي قبلت بالمشاركة في الانتخابات في ظروف تفتقر إلى أدنى شروط الرقابة والشفافية، مع غض الطرف عن كل الانتهاكات التي كان يقوم بها الإسلاميون نحو (أعداء الإسلام) أي نحو كل من يعارضهم (الغريب أن هذا ما وقع في مصر أيضا بعد عشرين عاما فقط). وهو ما أدى إلى ظهورهم بمظهر الطرف الوحيد القادر على هزيمة النظام القائم، وإنقاذ البلاد.
كل هذا حول البلاد إلى لقمة سائغة بين أيدي الإسلاميين الذين كان خطابهم يتزايد تشددا وتطرفا وعنفا مع تزايد جماهيريتهم وتعلق شرائح واسعة بهم باعتبارهم طوق النجاة الوحيد.
بعد ظهور نتائج الدور الأول وفوز الإسلاميين بالأغلبية، عبر قادة الجبهة الإسلامية للإنقاذ عن رأيهم الصريح !!!. قالوا للناس: "استعدوا لتغيير ملبسكم ومركبهم وتفكيركم وحياتكم، ومن لا يعجبه حكمنا، فعليه الالتحاق بفرنسا !!!".
في تلك الحرب الأهلية القذرة فقدت الجزائر عشرات الآلاف من نخبتها في مجالات التعليم والبحث العلمي والاقتصاد والإدارة والطب والفن والأدب وغيرها هاجرت مضطرة نحو بلاد الحرية. وهذه هي المجزرة الحقيقية لو تعلمون.
المجزرة التي وقعت بعد تدخل الجيش ووقف المسار الانتخابي هي مجرد (لعب عيال) مقارنة بالمجزرة التي كان الإسلاميون يتهيئون لارتكابها. كانت المجازر الرهيبة التي ارتكبها النظام الإسلامي الإيراني لا تزال ساخنة، حينها جرت تصفية عشرات الألوف من مناضلي المعارضة العلمانية اليسارية واللبرالية وهم مستسلمون.
من لا يصدق أحيله إلى ما كانت تنشره جريدة الجبهة الإسلامية للإنقاذ التي فازت بانتخابات 1991 التشريعية الملغاة على لسان علي بلحاج. هذا الرجل بلغ من تطرفه بل وجنونه، وجرأته على كل القوانين والقيم أن أصدر فتوى نشرها في جريدة الحزب أفتى فيها بجواز قتل أعوان الأمن إذا تعرضوا للإسلاميين في زحفهم نحو الاستيلاء على السلطة قبل إجراء الانتخابات التشريعية:
http://urlz.fr/2iZd
ويمكن قراءة بعض المقاطع منها في مقالي:
http://thevoiceofreason.de/article/12391
وفتوى أخرى نشرها في نفس الجريدة يكفر فيها الديمقراطية والحرية وكل القيم الغربية الحديثة التي اعتبرها بدعا يهودية مسيحية خطيرة على الإسلام والمسلمين كما اعتبر المنادين بها كفارا.
http://urlz.fr/2iZp
يمكن قراءة الفتوى الأخيرة في موقعه:
http://www.alibenhadj.net/play.php?catsmktba=367
ولكنها منقوصة بعد أن حذف مواقف كثيرة تدينه اليوم.
تحركت قوى سياسية ونقابية واجتماعية متعددة مطالبة بوقف هذه المسخرة وكان لها ذلك. بينما وقفت قوى أخرى ضد وقف المسار الانتخابي، وكان حزب القوى الاشتراكية القريب من الدوائر النيوكولونيالية الفرنسية بقيادة ميتيران ومباركة الأممية الاشتراكية من أشرس المدافعين عن حق الإسلاميين في الفوز وفي تولي مقاليد البلاد.
كما دعا بعض المثقفين إلى ذلك كنوع من "التقهقر المخصب" (régression féconde)، حسب تعبير عدي الهواري، مع ذلك سارع هو الآخر إلى الانتقال إلى العدوة الأخرى طلبا للسلامة والتفرج من بعيد، ولا يزال هناك. كذلك رأى الحسن الثاني ملك المغرب يومئذ نفس الرؤية عندما اقترح تمكين الإسلاميين في الجزائر من الحكم ليفشلوا وننتهي من شرهم. يعني كما يقول المثل الجزائري: "تعلمْ الحجامة في روس اليتامى".
تضحيات القوى الديمقراطية العلمانية التي وقفت ضد الإسلاميين كانت جسيمة، مئات الكتاب والصحفيين والمفكرين والفنانين جرى ذبحهم، لكنهم قليل من كثير من عشرات الآلاف من الجزائريين البسطاء دفعوا ضريبة الانسياق وراء الإسلاميين سواء بالسكوت أو الولاء أو المعارضة أو حتى الحياد.
من العار أن ننسى كل هذا ونقول مع أفنان القاسم: ""والحال هذه جعلت أمريكا (والغرب فرانسوا ميتيران بالذات الرئيس الفرنسي الاشتراكي بطل حقوق الإنسان) الجزائر لقمة سائغة للعساكر!"
نعم كانت مجزرة. كانت مجزرة بحق الشعب الجزائري أولا، ارتكبها الإسلاميون عن عمد وسبق إصرار، كما فعلوا طوال تاريخهم، وكما يفعلون اليوم في العراق وسوريا، بل وفي العالم الإسلامي ، وكانت أيضا مجزرة بحق الإسلاميين نفذها الجيش. لكن يجب أن نعترف أن الإسلاميين كانوا قد اكتووا بالنار التي أشعلوها مصداقا لقرآنهم: "اتقوا فتنة لا تصيبن الذين ظلموا منكم خاصة".
يتبع








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - المعلم
عدلي جندي ( 2015 / 8 / 16 - 06:14 )
في مصر نقول
اللي إيدو (يده ) في الميه( المياه) ليس كالإيدو في النار
من تعامل مع مجتمعات تعتنق الليبرالية من الصعب أن يتعرف عما يدور في عقول المجتمعات الدينية
التغيير يجب أن يتم بالتنوير أولا وبدءا بالنشء وليس بأحلام تكوين سوق مشتركة أو وحدة خط ثقافة وسياسة الغرب
تحياتي


2 - التنافس الثقافي
nasha ( 2015 / 8 / 16 - 07:28 )
اقتباس من المقال (وفتوى أخرى نشرها في نفس الجريدة يكفر فيها الديمقراطية والحرية وكل القيم الغربية الحديثة التي اعتبرها بدعا يهودية مسيحية خطيرة على الإسلام والمسلمين كما اعتبر المنادين بها كفارا.)
هذه الفقرة تبين السبب الرأيسي لفشل انظمة الحكم الاسلامية جميعها من نظم جمهورية قومية اشتراكية اونظم ملكية رأسمالية .
الدول الاسلامية لم تبدع انظمة سياسية اجتماعية حديثة ولكنها قلدت التجارب الغربية الشيوعية والليبرالية وخلطتها مع النظام الديني الاسلامي بسبب الحاجز النفسي بين الثقافة الغربية والثقافة الاسلامية.
هذا الفشل شجع الاسلاميين وبعد غسل عقول الناس بالدين على القفز على السلطة بحجة ان سبب الفشل هو ابعاد الدين عن السياسة.
ولكن الحقيقة هي تماماً بالعكس لان الدين ببناءه الاساس هو قمة الاستبداد والدكتاتورية.
اما اتهام الغرب بالتآمر فما هو الاّ لتبرير الفشل والضحك على النفس وخداع عاطفي غير منطقي.
تحياتي


3 - تعليق اول
سناء نعيم ( 2015 / 8 / 16 - 07:45 )
ساعود لاحقا للتعليق على المقال لكن قبل ذلك أرجو ان تكون اطلعت على مقال السيد عبدلله مطلق القحطاني المعنون-الدكتور أفنان القاسم بين الشخصنة والتهجم-
والسؤال الذي يحيرني ولا اجد له جوابا :الا يعلم هؤلاء بالفكر الاقصائي الذي يحمله الاسلاميون والذي ينافي أي حق من حقوق الانسان الحديث رغم ادعاء بعض الاسلاميين باحترام هذه الحقوق أم انهم يمسكون العصا من النصف حتى لايغضبوا هذا الطرف او ذلك ؟
كل يوم ازداد يقينا ان مصيبة اوطاننا تاتي من امثال هؤلاء-التنويريين-الذي يداهنون التيار الاسلامي على حساب الحقيقة رغم اقتناعي التام بان الاسلامي لن يرض عن العلماني مهما تنازل أو انبطح


4 - هو يقول تنوير ولكنني اعتبره تقبير
نيسان سمو الهوزي ( 2015 / 8 / 16 - 08:31 )
راودتني فكرة في كتابة كلمة بهذا الخصوص ولكنك وقيت وكفيت وقد الغي الفكرة ومع هذا ذكرتُ في كلمتي ماقبل الاخيرة عن رأي الاستاذ افنان عندما قال : سوف لا نحاكم السيسي بل نطالب الشعب المصري بأن يبصق على وجهه هو يرتدي النظارات السوداء في حلقته الرابعة عن مصر ....
كان سؤالي له : انت كاتب او استاذ او حتى فيلسوف هارب الى فرنسا وتقول مثل هذا الكلام عن رئيس اكبر دولة عربية وتنعته مع ملك الاردن بهذا النعت فكيف لو كنتَ انت في مكان السيسي او ملك الاردن فماذا كنت ستفعل إذاً!!!
طبعاً لم يرد على اي من مداخلاتي .. سيدي الكريم المنطقة تمر بمنعطف خطير جداً ومصر دولة كبيرة وشعب مختلف المذاهب والاعراق ونصفه امي فلو انزلق في منحدر العراق او سوريا او ليبيا فستكون العواقب وخيمة جداً اكثر ما يستوعبها او يدركها الجالس في شوارع باريس او غيرها من العواصم الاوربية ..
إذا كان هذا هو اسلوب وثقافة المثقف العربي فكيف سيكون الحال لو استلم المتخلف السلطة !
اننا شعوب حاقدة وكاره لا اكثر ولا اقل ...
تحية طيبة


5 - عدلي جندي
عبد القادر أنيس ( 2015 / 8 / 16 - 08:49 )
صحيح -اللي إيدو في الميه ليس كاللي إيدو في النار-. أراد لنا البعض في الجزائر ألا نقاوم الإسلاميين ولا نطالب بوقف المسار الانتخابي المغشوش من البداية غلى النهاية. وأن نقدم رقابنا طائعين محتسبين لسيافي الإسلام السياسي. قالوا لنا أتركوا الإسلاميين يحكمون، يذبحون، يعيثون فسادا في الأرض كشرط وحيد لينتبه الشعب من غفلته ويبتعد عنهم ويقوم ضدهم. أرادوا لنا أن نجرب الموت، وكأنهم لا يعلمون أن الموت مرة واحدة فقط. تصرفوا معنا وكأننا لا نعرف الإسلاميين، وكأنهم لا يعرفون الإسلاميين، باعة الأوهام وحملة أيديولوجيا دينية إرهابية عاثت في الأرض فسادا منذ نشأتها قبل قرون.
طبعا نظرية -التقهقر المخصب- التي قال بها السسيولوجي الجزائر عَدِّي الهواري، كانت أصلا شكلا من اليأس والاحتجاج على تصرف شعوبنا المنساقة وراء باعة الأوهام من كل شاكلة. لكن المسؤولية الأولى تتحملها النخب التي كذبت طويلا على هذه الشعوب.
مع ذلك لا يجب أن نعمم، فهناك مثقفون أقاموا في الغرب مضطرين، وساهموا، بسبب مناخات الحريات هناك، في إنتاج تراث تنويري حقيقي.
مبادئ أفنان القاسم التي قدمها كحلول لأزماتنا ستكون محل مقال أو أكثر لي لاحقا.
شكرا


6 - ناشا
عبد القادر أنيس ( 2015 / 8 / 16 - 09:01 )
في قولك: - الدول الاسلامية لم تبدع انظمة سياسية اجتماعية حديثة ولكنها قلدت التجارب الغربية الشيوعية والليبرالية وخلطتها مع النظام الديني الاسلامي بسبب الحاجز النفسي بين الثقافة الغربية والثقافة الاسلامية-.
في هذا القول حقيقية لا ينتبه إليها الكثيرون. كان الانبهار بالغرب الصاعد قد دفع النخبة العربية الإسلامية منذ القرن التاسع عشر إلى المناداة بالأخذ عن الغرب. لكن أغلب المنادين رأوا في الغرب مجرد تكنولوجيا، بل وتكنولوجيا حربية حصرا، ولم يروا ما وراءها من قيم حديثة كانت في صلب إنتاج هذه التكنولوجيا، لهذا لم يروا من المفيد إجراء القطيعة (التي أجراها الغرب) مع الموروث القديم البالي الديني وغيره. قالوا للناس: نحن في حاجة إلى الجانب المادي في الثقافة الغربية، أما الجانب الروحي الثقافي فعندنا الخير والبركة. كذبوا على الناس فقالوا لهم: حقوق الإنسان في الإسلام أفضل. بل حتى المنادين بالأخذ بأساليب الحكم الديمقراطي، لم يروا ضرورة في الأخذ بمستلزمات الديمقراطية الأخرى مثل العلمانية ومبادئ حقوق الإنسان وإطلاق الحريات.
شكرا


7 - سناء نعيم
عبد القادر أنيس ( 2015 / 8 / 16 - 09:31 )
نعم، صديقتي سناء، قرأت مقال القحطاني، ولكني لم أر فيه ما يعنيني. خطأه أنه ينتقد أشباحا اتهمها بالشخصنة والإساءة إلى قامة الدكتور أفنان القاسم وأغلق باب الحوار بإحكام شديد من الجهتين. كان الأفضل لو بذل مجهودا أكبر وفَلَى ما كُتِب عن أفنان القاسم وقدم لنا نماذج عن هذه الشخصنة، باعتبار الشخصنة مخلة بالنقد النزيه عن حق.
فعلا حديث القحطاني عن الإقصاء في غير محله. في الجزائر، كما تعلمين، كان معارضو الإسلام السياسي يتهمون الديمقراطيين العلمانيين بالإقصاء والاستئصال. وهي تهمة غريبة، وغرابتها متأتية من أنني لو رفضت إقصاء واستئصال الإسلاميين لغيرهم باعتبارهم كفارا وأعداء بالضرورة، فأنا، في نظرهم، إقصائي استئصالي. بينما الإسلاميون يومئذ كانوا يقولون بصراحة: نحن ضد الديمقراطية والحريات وسوف نلغيها ما أن نتمكّن، وإذا كنتم من الغباء بحيث قبلتم بنا كشريك سياسي فنحن لن نتعامل معكم بالمثل، وإذا عارضتم وصولنا إلى السلطة فأنتم لستم ديمقراطيين، باعتبار الديمقراطية في أذهانهم، بيعة والبيعة مرة واحد في الإسلام ومعارضة الحاكم فتنة وحرابة تستوجب القتل كما يقول الفقه الإسلامي.
خالص مودتي


8 - نيسان سمو الهوزي
عبد القادر أنيس ( 2015 / 8 / 16 - 09:54 )
لو جاز لي أن أبصق على أحد، فلن يكون السيسي. المتهم الأول في ما آلت إليه الأوضاع في مصر، هي الطبقة السياسية والفكرية. لقد تعامل الجميع مع الإسلاميين بسذاجة أو جبن أو خساسة منقطة النظير وكأنهم لا يعرفونهم، لا يعرفون أن تاريخهم منذ النشأة الأولى على يد حسن البنا كان عبارة عن معاداة دائمة للحريات، للديمقراطية، للعلمانية، للمرأة لغير المسلم، للمسلم من غير مذهبهم، ثم بين عشية وضحايا تحولوا إلى ديمقراطيين. بخ بخ إذن. ما أحلى التوبة والرجوع إليك !!!. لكن هل تابوا فعلا. عندما نصحهم أردوغان بعدم الخوف من العلمانية أنزلوه من عليائه بعد أن نصبوه خليفة على المسلمين، رغم أن الرجل أخٌ و مخاتل وكان ينصحهم بتوخي الحيلة والخديعة للتمكن فقط.
الطبقة السياسية المصرية فرطت في كل الحقوق، على رأسها اشتراط دستور علماني ديمقراطي يحقق المواطنة التامة بين جميع المصريين، وهو ما يعني ببساطة منع تشكيل أحزاب دينية، ويضعون هذا الشرط كلازمة لأي دخول مع الإسلاميين في أية (لعبة) ديمقراطية. لكنهم لم يفعلوا. وعندما شعروا بأن حكم الإسلاميين صار مسألة جدية، هرعوا إلى العسكر يستنجدون بهم. فمن يستحق أن يُبْصَق في وجهه؟
شكرا لك


9 - تعليق ثان
سناء نعيم ( 2015 / 8 / 16 - 11:36 )
تحياتي لك وللحضور
من سخرية الأقدار ان يتحدث علي بنحاج اليوم،كغالبية الاسلاميين،عن الديمقراطية وحقوق الانسان وهو المعروف بتاريخه التكفيري عبر خطاباته المقرفة
وهدا مايتغاضى عنه الكثير من التنويريين ويعتبرون نقدهم تجنيا ومحاولة لاقصائهم من طرف العلمانيين.فهل يؤمن الاسلاميون بالديمقراطية الحقيقة وهل يؤمن بحق المختلف عنهم في التفكير والتعبير بعيدا عن سيف الوصاية المسلط على الناس؟
شخصيا ليست لدي مشكلة مع أي انسان مؤمنا كان او ملحدا شريطة عدم فرض فكره علي .فهل يقبل الاسلامي بهذا؟
بالتاكيد لن يقبل لانه يعتبر نفسه ناطقا باسم الله ومدافعا عنه.وهنا مكمن الداء الذي يجب على المتنور فعلا محاربته بلاهوادة حتى ينزل الاسلامي من عليائه ويقبل بمبدا التعايش ويتحرر من فكرة دولة اسلامية بخلفية مدنية كما دأبوا على الخداع.
فمن لايحترم غيره لا يستحق الاحترام
بعض اقربائي كانوا يلقبون علي بنحاج ب:عليلو واخرون يروون في عباسي مدني خليفة لدرجة تشفيهم في مقتل جيلالي اليابس والطاهر جاووت ...حتى ان احدهم رقص يوم قتل بوضياف.
أخيرا لم اقصد ان مقال مطلق القحطاني عناك انت أنما أقصد تهافته
سلام


10 - سأبدأ من حيث إنتهت الأستاذة
عدلي جندي ( 2015 / 8 / 16 - 13:28 )
هل يقبل الإسلاميين بألا يعتبرون أنفسهم وكلاء الله أو يتحدثوا نيابة عنه؟
هل يقبل الإسلامي مشاركة العلماني في دراسات جدية وعلمية وتكنولوجية من أجل حلول مشاكل البشر الدنيوية ( الإقتصادية والحياتية والتكنولوجية ) في حوار الأنسنة بعيدا عن ثوابت الدين أي هل يمتلك خطة أو مشروع أو دراسة جدوي بعيدا عن تغييب العقول ؟
الأستاذ أفنان يفترض أنه من الممكن أنسنة رجال الدين ( في الشرق )عامة والإسلامي علي وجه الخصوص ولذا طرح حل هو في حقيقته حلم ويوتوبية لا أكثر ولا أقل


11 - سناء نعيم
عبد القادر أنيس ( 2015 / 8 / 16 - 13:35 )
في رسالة من علي بلحاج من السجن كتب فيها: -بعد أن طلبت السلطة (الجزائرية) مني اعتزال السياسة والتزام الصمت، أكتب هذه الأسطر ردا على هذه الشروط، حيث أرى أن هذا الشرط إهانة لكرامة الإنسان الحرّ، فضلا عن الإنسان المسلم، وإني أعتبر أيضا أن الالتزام بهذا الشرط الجائر يحولني إلى شيطان أخرس، فضلا عن كونه مخالفا للدستور ومواثيق حقوق الإنسان-.
http://www.maghress.com/attajdid/10887
لاحظي الخداع والنفاق الذي يزكم الأنوف. هل يعقل أن نثق في شخص كهذا ونطالب بتسليمه مقاليد الحكم في البلاد فقط لأن الدهماء الغافلة انساقت وراء أكاذيبه؟ يتحدث هنا عن الحرية وعن الدستور ومواثيق حقوق الإنسان، بينما كان أهم شعار كانت ترفعه جماهير الجبهة الإسلامية هو -لا ميثاق، لا دستور، قال الله، قال الرسول-. آخر مظاهرة مليونية للجبهة كانت ترفع في المقدمة لافتة بعرض الشارع مكتوب فيها: لتسقط الديمقراطية.
وكان هذا الرجل من أكبر المكفرين للديمقراطية ومختلف قيم الحداثة ومنها حقوق الإنسان باعتبارها صنيعة يهودية مسيحية كافرة فاجرة. اقرئي ما كتب في -الدمغة القوية في نسف عقيدة الديمقراطية في الرابط المذكور في المقالة.
تحياتي


12 - علي بلحاج ومذابح السلفيين ..
صلاح يوسف ( 2015 / 8 / 16 - 14:02 )
أذكر أنني وخلال المذابح الرهيبة التي نفذها الإسلاميون في الجزائر بعد أن صرح زعيم الجبهة الإسلامية علي بلحاج أن ( الديمقراطية بدعة كافرة ) هو أن الصحف الإسلامية العربية من المحيط إلى الخليج كانت تتهم الجيش بارتكاب تلك المذابح وهو ما ينافي العقل والمنطق .. لنعترف أن الإسلاميين والغوغاء يمتكلون ماكينة إعلامية فظيعة مكنتهم من التغطية على المجازر .. ولكن ماذا حدث بعد أن انكشف أمرهم في العراق حيث أبدات القاعدة مليون ونصف عراقي بالمفخخات ؟ هناك واصلوا اتهام الاحتلال الأمريكي، وفي كل الأحوال لم تخرج تظاهرة واحدة في البلاد العربية تستنكر مجزرة شارلي إيبدو على خلفية رسومات .. بقي أن أحتج على الجمهور الغافل الذي يمنح لمقالات الهراء والتضليل والديماغوجيا مئات اللايكات والمشاركات ولا يمنح مقالات كهذه ما يتعدى أصابع اليد الواحدة ..
شكرا لجهودك عبد القادر


13 - تدافع عن جنود الاحتلال الأمريكي
بهاء همبكه ( 2015 / 8 / 16 - 14:47 )
صلاح يوسف يدافع عن القتلة الجنود الأمريكان ويحاول يبرر مجازر الأمريكان
عرفنا حقيقته !


14 - عدلي جندي سؤالك وجه للكنيسة
سليمان عادل ( 2015 / 8 / 16 - 17:06 )
عدلي حبيبي لا يوجد مسلم سني واحد يعتقد بالشيوخ اللي قلته
سلطان الكاهن والمغفرة وممثل الرب يسوع هذا عند الأرثوذكس واضح


15 - عدلي جندي سؤالك وجه للكنيسة
سليمان عادل ( 2015 / 8 / 16 - 17:06 )
عدلي حبيبي لا يوجد مسلم سني واحد يعتقد بالشيوخ اللي قلته
سلطان الكاهن والمغفرة وممثل الرب يسوع هذا عند الأرثوذكس واضح


16 - الاسلام المعتدل
على سالم ( 2015 / 8 / 16 - 20:35 )
الاسلام المعتدل ,كلمه سحريه جذابه وينخدع بها الجميع والسذج ,ربما لايعلم الجميع ان اساس الاسلام كله ينبثق من هذا الذى يدعى اسلام معتدل ,انه كارثه الكوارث واصل بلاء الاسلام ,انا لاالوم داعش بقدر ماالوم الاسلام المعتدل والذى هو حائط صد يختبئ وراءه جميع منظمات الاسلام الارهابيه بما فيها داعش وكل العمليات الانتحاريه وقتل الابرياء وذبح الاطفال واغتصاب النساء ,من المؤكد اننا لن نتخلص من الاسلام كديانه ارهابيه دمويه بدون ان نتخلص من العامود الفقرى لدين الاسلام الصحراوى الاجرامى الا وهو الاسلام الوسطى


17 - سليمان عادل ..خلف
عدلي جندي ( 2015 / 8 / 16 - 20:39 )
سيان ما قلت
الذي يفجر نفسه ويستشهد في سبيل الله ونصرة دينه لم يعتقد في مغفرة الكهنة بل إستمع إلي خرافات الشيوخ التي يستمدونها من عنعناتكم وليس من مغفرة الكهنة
لا تخرج عن الطرح
ما هو الحل
الإسلام؟
داعش؟
بوكو. حرام؟
الأزهر ( الغير شريف)؟
الوهابية؟
الأخوان؟
حزب النور السلفي؟
الطالبان؟
الجبهة الإسلامية؟
؟؟؟؟؟؟؟؟؟


18 - هلوسات اليسار المصري الغير علماني
محمد البدري ( 2015 / 8 / 18 - 13:54 )
إجتماع فيرمونت المنعقد قبل إعلان فوز مرسي رئيساً للجمهورية والذي تحلق فيه قوميين ويساريين وليبراليين حول مرسي الاخواني دعما له وتاسيسا لجبهة وطنية يكون الاخوان مشاركين فيها كرد فعل لممثل نظام مبارك المتحالف مع السلفية، هذا الاجتماع كفيل بان نعرف من يستحق البصق عليه لانهم جميعا اصطفوا فيما بعد وراء السيسي عندما وجدوا ان الجيش وضع نهاية للاخوان. فلا هم طالبوا بدستور علماني واضح الملامح لا لبس فيه، قبل أو أثناء أو بعد ازاحة الاخوان من الحكم لتحاشي الدولة العسكرية أو الدينية. تحية للصديق عبد القادر أنيس.

اخر الافلام

.. الجامعات الأميركية... تظاهرات طلابية دعما لغزة | #غرفة_الأخب


.. الجنوب اللبناني... مخاوف من الانزلاق إلى حرب مفتوحة بين حزب 




.. حرب المسيرات تستعر بين موسكو وكييف | #غرفة_الأخبار


.. جماعة الحوثي تهدد... الولايات المتحدة لن تجد طريقا واحدا آمن




.. نشرة إيجاز بلغة الإشارة - كتائب القسام تنشر فيديو لمحتجزين ي