الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


برقيات من وحي الانتفاضة -7- : الى الدكتور العبادي لا أثق بك وان عدنا من المنفى إلى الوطن ...!

التيار اليساري الوطني العراقي

2015 / 8 / 16
الثورات والانتفاضات الجماهيرية


برقيات من وحي الانتفاضة -7- : الى الدكتور العبادي لا أثق بك وان عدنا من المنفى إلى الوطن ...!

اعلن الدكتور حيدر العبادي بإن هناك مطاليب مشروعة للمتظاهرين يسعى جاهداً الى تنفيذها, ولكن هناك مطاليب "غيرمشروعة" لا يمكنه القبول بها من ابرزها مطلب حل البرلمان لانها مطالب تتعارض مع الدستور !.
نحن بدورنا نجيب العبادي بالتالي :

اولاً : إن تشكيلة نظامكم من حكومة وبرلمان ... الخ متعارضة مع الدستور, وهو دستوركم انتم الذي سلق على عجل بإشراف المحتل مباشرة, والاستفتاء الذي اجري ما هو الا استفتاءاً صوريا. فلم يقل الدستور بأية مادة من مواده بإقامة نظام محاصصة طائفية اثنية ( الرئيس كردي-رئيس الوزراء شيعي- رئيس البرلمان سني).

ثانيا : ان جميع احزابكم غير شرعية وفق دستوركم ذاته, الذي يمنع قيام الاحزاب على اساس ديني وطائفي وعرقي , وبالتالي انتخاباتكم غير شرعية كتحصيل حاصل.

ثالثاً : ان الشرعية الوحيدة المعترف بها دوليا وتضمنها دستوركم , هي ان الشعب مصدر السلطات, ويحق للشعب وفق القانون سحب ثقته للسلطة حتى وان جاءت بالانتخاب , لان هناك حق اسمه إعادة الانتخابات. هذا ناهيكم عن كون الإرادة الشعبية هي اعلى السلطات عندما تنزل جموع الجماهير الى الشارع تصديا لنظام فاسد مستهتر بالارض والعرض والانسان.

رابعا : تشهد الانظمة الديمقراطية في العالم كله استقالة حكومات ورؤوساء وزراء وحل برلمانات عند وقوع اخطاء كصفقة فساد واحدة , فكيف بضياع الانبار في آيار 2015 في ظل حكومتكم كما ضاعت الموصل وغيرها في ظل حكومة سلفكم.
خامساً : يمكننا ايراد امثلة كثيرة على عدم شرعية سلطتكم وفق دستوركم ذاته, ناهيكم عن فقدان نظام 9 نيسان 2003 برمته للشرعية الوطنية .

وإذا عدنا الى تصريحكم بشأن مطلب حل البرلمان, فأنكم وعلى يبدو تسيرون على خطى سلفكم نوري المالكي الذي ضيع فرصة تاريخية في بدايات حكمه لو كان قد اقتنصها في حينه لتحول الى زعيم وطني . وها انتم تلعبون في الوقت الضائع من فرصة منحها لك جمهور غفير من المتظاهرين وبغطاء تفصيلي كامل من المرجعية , لإن بنيتكم الحزبية العقائدية والسياسية والشخصية عاجزة عن انتاج زعيم وطني.

إن تجارب الشعوب تبرهن على الزعيم الوطني , ولا نقصد هنا الزعيم الثوري قطعاً, فالفارق جذري بين الاثنين, ولسنا بمعرض التفصيل فيه هنا.

تبرهن ان الزعيم الوطني لا تنتجه الخطب والمناورات السياسية, وانما ايمانه الصادق بحقوق الشعب وقدرته على تلبيتها في لحظة صراع كبرى تمنحه فرصة التحرر من اغلال النظام الفاسد, وعلى ما يبدو انك غير قادر على التقدم الى الأمام وملاقات مطاليب الجماهير الجذرية , وانت تعلن شخصيا عدم قدرتك على حل البرلمان. الذي لا مثيل له في العالم فجميع كتله حاكمة ولا وجود للمعارضة البرلمانية فيه, وبالتالي ما هو الا الوجه الاخير لحكومة المحاصصة التي تضم ذات الكتل. ووجوده من عدمه لا يقدم او يؤخر في اتخاذ القرارت , وانما يكلف الشعب العراقي ميزانية لصوصية لا تجد لها مثيلا في كل برلمانات العالم.

فهذا يعني بكل بساطة التخلي عن ثقة قطاع من الجماهير الذين علقوا الآمال عليك. وللجماهير توقيتاتها وادواتها الثورية في احداث التغيير الجذري الاقتصادي والاجتماعي والسياسي المطلوب.

يمثل اليسار العراقي الحركة التصحيحية المقدامة الأقدم في الحركة الشيوعية العربية, أي , اننا اجرينا عملية نقد ذاتي تصحيحي داخلي لكي نكون جديرين بثقة الشعب , حينما نعلن اهدافنا في إعادة تأسيس الدولة الوطنية العراقية الديمقراطية التي تحقق العدالة الاحتماعية .

واليسار العراقي لم يتوهم الاحتلال الأمريكي في 9 نيسان 2003 "تحريرا " أو " تغييرا " كما روج الخونة والعملاء والانتهازيون. .وعليه لا يحق لأي حزب أو شخصية في النظام، أن يزاود على اليسار العراقي. سواء كان هؤلاء من أنصار العبادي أو المالكي أو جهة وشخصية في نظام المحاصصة الفاسد التابع.

ويقع على عاتق اليسار واجب تطوير انتفاضة تموز الشبايبة الشعبية الى ثورة شعبية تنقذ الشعب والوطن من كامل نظام 9 نيسان 2003 الذي يمثل الوجه الاخر للنظام البعثي الفاشي المقبور على يد اسياده الامريكان.

فما يجمع النظامين, هو العداء للشعب ونهب ثرواته وافقاره وامتهان كرامته, والتفريط بأرض الوطن وتعريضه لمخاطر التقسيم .وإن تلحف النظام البعثي بالشعارات القومجية ونظام 9 نيسان بالشعارات الاسلامية.

والشعب العراقي قال كلمته بوجه نظام 9 نيسان الفاسد التابع " باسم الدين باكونا الحرامية " كما صرخ بوجه الجلاد صدام حسين في انتفاضة أذار 1991 " صدام شيل ايديك الشعب العراقي ما يريدك ".

اقول لك كلمة شخصية, بصفتي معارض لنظام البعث الفاشي عائد الى وطنه عام 2004 , إن الفارق بين عودة الوطني المنفي إلى وطنه وبين عودة الخائن بسيط وواضح : يعود الوطني المنفي متلهف وعطشان لوطنه وأهله وناسه وذكرياته بسيارة أجرة من سوريا , وينخرط في صفوف شعبه من أجل استكمال مسيرة النضال لتحقيق اهداف الشعب في الحرية والكرامة والعدالة الاجتماعية .أما الخائن فيعود على ظهر دبابة أمريكية ونفسه وروحه مليانة جشع لمركز حكومي وشدات دولارات....وها قد حان الوقت لكي يعرف الشعب الفارق بين عودة الوطني والخائن.

كما حانت الفرصة لكل من جاء مع الامريكان القتلة, وادعى انه مضطر ويريد انقاذ ما يمكن انقاذه, فرصة الانقاذ الذاتي من عقاب الشعب, والوطني لانقاذ الوطن .

ولكل وما تقدم , وغيره, اقول لك انني لا اثق بك يا دكتور العبادي حتى ان تثبت العكس.!

وثقتي, تبقى كما كانت, مطلقة بالشعب العراقي وتأريخه الوطني العظيم وقدرته الاكيدة على تحقيق النصر ... وواهم كل من يتوقع النصر سريعا..أما الواهم الأكبر هو ذلك الذي لا يؤمن من أن النصر محسوم ومحتوم.

محكومون بالنصر .... ولا خيار امام الشعب العراقي البطل .. سوى خيار النصر ... او النصر.


* صباح الموسوي منسق التيار اليساري الوطني العراقي
التيار اليساري الوطني العراقي - المكتب الاعلامي
16/8/2015










التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. مواجهات بين الشرطة والمتظاهرين في تل أبيب وسط مطالبات بإسقاط


.. نقاش | كيف تنظر الفصائل الفلسطينية للمقترح الذي عرضه بايدن؟




.. نبيل بنعبد الله: انتخابات 2026 ستكون كارثية إذا لم يتم إصلاح


.. بالركل والسحل.. الشرطة تلاحق متظاهرين مع فلسطين في ألمانيا




.. بنعبد الله يدعو لمواجهة الازدواجية والانفصام في المجتمع المغ