الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


صدام العمال والديمقراطي الكردستاني وإشكالية انعكاساتها على الوضع الكوردي في سوريا

إبراهيم كابان

2015 / 8 / 16
مواضيع وابحاث سياسية


من الواضح إن مستوى الخلافات بين من ينتمون فكرياً وتنظيمياً في روجآفا / سوريا / لحزب العمال الكردستاني / قنديل / ومن ينتمون للحزب الديمقراطي الكردستاني / هولير/ بات خطيراً لدرجة إن كافة التوجهات بين الطرفين تتجه نحو التصادم في أيضاً بعد أن تفاقم بالعلن في الوقت الذي أصبح خيار قنديل وهولير استماع كل طرف لأجندته في روج آفا ورسم خططه وسياساته وفق ذلك ؟!.
ولا بد إن الجهات التي لا تحبذ وحدة الصف الكوردي في روجآفا توظف ذلك بدقة لخلق بذرة التصادم الإيديولوجي بمستوى رفيع وتكريس ذلك من قمة حراك الطرفين إلى قاعدتها التي تستمع وتطبق وتنفذ دون معرفة مخاطرها ، وهذا ما يحصل من فعل وردة فعل إعلامية على مستوى رأس الهرم في هولير وقنديل وفي هذه الأوقات الحساسة التي تمر بها المنطقة ككل .
يبدو إن الخلاف على روجآفا هو السبب الرئيسي للمواجهات الإعلامي والاتهامات بين العمال والديمقراطي ، وهذا بطبيعته ينعكس سلباً على الحياة السياسية بروجآفا ، ولعل الصدام الحاصل بين المجلسين ميراثه الجديد هو خلافات قنديل وهولير المتجددة في الوقت الذي يوظف القوى الضعيفة التي لا تستطيع السيطرة على إقليم كردستان العراق من زيادة خلق ذالك الصدام بين العمال والديمقراطي لتضعيف الديمقراطي حتى يتسنى لهم إعادة سيطرتهم على الحياة السياسية في إقليم كردستان ، وخلق التعاون والمصالح بينها وبين مجلس روجآفا الموالي للعمال هي إحدى الركائز التي يعتمد عليها تلك القوى وأفصد هنا إتحاد الوطني وحركة التغيير في كردستان العراق ، فيما تركيا التي هي حليفة للديمقراطي أيضاً تستغل المجلس الوطني الكوردي السوري وجعلها تستمر في الائتلاف المعارضة السورية التي فصلها ويحركها تركيا وفق مصالحها الخاصة ومؤخراً فرض الليرة التركية بمحافظة حلب وتسليم تلك المنطقة لكتائب تركمانية وخلق ولاية حكم لهم هناك ودفع المعارضة السورية إلى تقبل ذاك الوضع دون رفضها بسبب صناعة سياسات المعارضة الجديدة ومن يحكم فيها من قبل الاستخبارات التركية .
وفي ظل هذه العملية الجارية والدقيقة وانعكاساتها على الوضع الكوردي في المنطقة وخاصة روجآفا هل هذا يعني إذا قبل مجلس روجآفا السوري الموالي للعمال بالمحاصصة النصفية في الحكم مع مجلس الوطني الكوردي السوري الموالي للديمقراطي سينهي الصدام بين هولير وقنديل . طبعاً إن شمل الاتفاق على هذه المحاصصة خفض علاقات روجآفا مع السليمانية خصوم الديمقراطي الكردستاني بعد أن أتضح خطورة تلك العلاقة بين الطرفين وتهديدها لقوة وسيطرة الديمقراطي . وهذا الواقع أنعكس بطبيعته على تحركات الطرفين حيث يجري تسابق على من يخلق علاقات وجذب الدول المؤثر في أحداث الشرق الأوسط للتعاون على قاعدة إيجاد داعم ومسند لتحركاتهم الداخلية رغم إن علاقات الطرفين مع طهران وأنقرة يقفان أمام أي تطور للعلاقات بين الطرفين والدول الكبرى في الوقت الذي يحاول العمال إيجاد سبل التواصل مع فرنسا كدولة في صدام أوروبي مع تركيا والديمقراطي يبحث عن تعميق علاقاتها مع أمريكا كداعم لتركيا ..
لهذا نشاهد إسراع خارجية الإقليمين الكرديين في إجراء الجولات المكوكية حول العالم وبنفس الوقت خلق الإشكاليات ومحاولات حصار بعضهما .؟
وبذلك يمكن أن نستنتج أيضاً إن هجوم الداعش المستمر لكردستان العراق وسوريا والحرب التركية على كوردها والموجهات في المنطقة الكردية بإيران والانتخابات الرئاسية في كردستان العراق والتضييق على الحراك الكوردي في تركيا وغيرها من المسائل التي تظهر لنا صداماً مستمراً بين الطرفين في كل بقعة من كردستان وإن كانت غير مباشرة في الكثير من الأماكن ، هو جزء من صراع بين الطرفين على المصالح الحزبية واستعراض عضلاتهما وخلق المستنقعات لبعضهما لمحاولة كل طرف تعطيل وإيقاف الطرف الآخر هو السائد الآن والجاري في المنطقة .
والمستفيد الأول أو الذي يقود العملية الخفية بمجملها ويخلق الأرضية لها وإن كان معنوياً أو من خلال أجنداته يجلس في غرفة العمليات بطهران وأنقرة المتفقين من تحت الطاولة والمتصارعين فوقها .. فهذا القائد لهذه العملية كلها لم يتوارى لحظة واحدة في البحث عن مصالحه الأمنية وضرب الكرد بالكرد حتى يتم عملية تباطأ في خلق الشرق الأوسط الجديد الذي يسعى لها أمريكا وحلفائها لإعادة خلق وضع جديد وفق مصالحها ، والكرد أكثر الشعوب استفادة من عملية إعادة تقسيم المنطقة إن كان نضالهم في سبيل موطن مستقل ؟.
والكرد بطبيعتهم لم يدخلوا اللعبة من باب المصالح القومية كمان يتطلب ويجب إلا إن بعض جوانب هذه العملية مفيدة للكرد استفادوا منها على المدى الطويل ، ولعل إنهاء أزمة المناطق المتنازعة عليها في إقليم كردستان مع العراق وإنهاء قضية الاختلاط السكاني في سوريا بين الكرد والعرب وفصل الشعبين في سوريا وإنهاء مسألة تقاطع الجغرافية بين كوباني والجزيرة وكل ذلك بعد مجزرتي شنكال وكوباني هي بعض الجوانب التي استفاد منها الكرد ولكن بطبيعة الحال لم يكن كل ذلك بتخطيط منهم وإنما أيضاً بعملية تم تحضيرها وتنفيذ من قبل قوى كبرى تقود الأحداث في المنطقة .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. انتخابات رئاسية في تشاد بعد 3 سنوات من استيلاء الجيش على الس


.. الرئيس الصيني في زيارة دولة إلى فرنسا والملف الأوكراني والتج




.. بلحظات.. إعصار يمحو مبنى شركة في نبراسكا


.. هل بات اجتياح مدينة رفح قريبا؟




.. قوات الاحتلال تقتحم مخيم طولكرم بعدد من الآليات العسكرية