الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


ملاحظات عامة للمتظاهرين الكرام

احمد عبدول

2015 / 8 / 17
مواضيع وابحاث سياسية


لا يختلف احد على شرعية وقانونية ودستورية ما تشهده العاصمة بغداد وسائر محافظات العراق من موجة احتجاجات عارمة , وذلك لما لاقاه العراقيون من ظلم وحيف من قبل وجوه تتناوب على مراكز القرار بينما يراوح الشعب العراقي مكانه بل هو يتراجع في بعض الاحيان دون ادنى شعور من هؤلاء بضرورة تحسين اوضاعه المعاشية والامنية والاجتماعية, لا يختلف اثنان على ضرورة ما تقوم به الجماهير من فعل ثوري وتغييري ننتظر منه جميعا نتائج طيبة تنعكس بدورها على مجمل المشهد العراقي بكل تجلياته وتمظهراته ,لكن هذا لا يعني ان لا نشير هنا الى عدة نقاط وملاحظات عامة تصب في مصلحة المتظاهرين الذين تريد بهم عدة كتل وقوى واحزاب دوائر السوء, وتتربص بهم عواقب الندامة ,ومن ثم الالتفاف على ما حققته الجماهير من مكتسبات ,فالشعارات التي يطلقها البعض من المتظاهرين , والتي يفترض ان يكون هدفها الاوحد التعرض للفساد والمطالبة بالإصلاحات في ميادين السياسة والاقتصاد والامن ,قد اخذت في الجمعتين الاخيرتين تنحو منحى فيه الكثير من الشخصنة والثأرية ,عبر استخدام عبارات ولافتات تخدش الحياء ,وتبالغ في الاساءة , وتذهب اشواطا بعيدة في كيل الاتهامات بشكل عشوائي غير مدروس ومبرر ,كذلك فان بعض المتظاهرين اخذ يقدم نفسه على انه يقف بالضد من الدين ورموزه ,وهذا ما يسهل على احزاب وقوى الاسلام السياسي ,عملية تطويق تأثير تلك التظاهرات ,وتقديمها للرأي العام على انها تظاهرات ليست غايتها الاصلاح وتحقيق العدالة الاجتماعية, بقدر ما تهدف الى اقصاء الدين والمتدينين من الساحة السياسية والاجتماعية والثقافية ,فعلى سبيل المثال جميعنا يعرف موقف تلك الجبهة السياسية التي تمتلك رصيدا شعبيا عريضا داخل الشارع العراقي اليوم واقصد بذاك (عصائب اهل الحق ) جميعنا يعرف موقف هؤلاء من التظاهرات ,وكيف اظهر زعيمهم (الخزعلي ) مرونة عالية في تأييد تلك التظاهرات, حتى انه اكد من جانبه لرئيس الوزراء السيد حيدر العبادي , قبل ذلك انه يقف معه في كل ما يذهب اليه حتى وان تطلب الامر ان يطيح العبادي بتلك الحكومة ويشكل بديلا عنها (حكومة تكنوقراط) ,عندما يكون اهل الحق بهذا الموقف من التظاهرات ثم يرون بأم اعينهم ان صور رمز من رموزهم المحترمة تمزق ويساء اليها بشكل واخر, ( صور الولي الفقيه علي الخامنائي ) فما الذي يستفاده المتظاهرون, وما الذي يجنونه سوى انهم قد يفقدوا زخما ويضيعوا تعاطفا ,يمكن الاستفادة منه واستثماره بشكل يخدم مطالب المتظاهرين الجماهيرية والمطلبية ,على المتظاهرين اليوم ان يستثمروا ما وفرته لهم عمامة المرجعية المتمثلة بعمامة السيد علي السيستاني وان لا يتطرفوا في الاساءة الى العمامة والمعممين بشكل لا يفصل بين عمامة مسيسة وعمامة بعيدة عن التسيس والمنفعة واللصوصية ,كذلك نود ان نشير الى ملاحظة اخرى اخذت تخترق صفوف المتظاهرين مؤخرا ,للنيل منهم وركوب موجتهم العاتية التي باركتها المرجعية, وايدتها الامم المتحدة ,حيث اخذت بعض الكتل والاحزاب السياسية تسعى لجعل ساحات التظاهر ساحات للتصفيات السياسية والحزبية الضيقة , ولا شك ان مثل ذلك الامر سوف يؤدي الى تفريغ تلك التظاهرات من مضامينها العامة والمشروعة , نقطة مهمة ومفصلية اخرى نود الاشارة اليها وهي ان لا يكون سقف مطالب المتظاهرين مفتوحا وغير واقعي ,كما ان عليهم ان يضعوا في حساباتهم ما يواجه قوات الجيش والقوات الامنية وسرايا الحشد من تحديات جسام امام اشرس عدو عرفته البشرية (داعش) ان جعل ساحات التحرير بؤرة للتنابز والتناكف ,السياسي والحزبي سوف يجعل من تلك الساحات ساحات حرب يأكل فيها القوي الضعيف وبالتالي يكون المتظاهرون قد اضاعوا مشروع الثورة وفرطوا بملف التغيير . اخيرا على المتظاهرين ان لا ينسوا تلك العناصر الحزبية التي تنتمي لصفوف حزب البعث الفاشي, والتي قد تجد فرصة ذهبية لاختراق صفوف صفوفهم عبر عمليات التهييج الاعمى ,الذي من شأنه ان يخلط الاوراق ويحرق الاخضر بسعر اليابس , كما يقال ,ذلك لأنها لاتؤمن ولا تريد ان تؤمن ان هنالك عراقا غير عراقها الغابر الذي كان فيه التظاهر ضربا من الخيال وطرحا من المحال .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - ممتاز
فريد جلو ( 2015 / 8 / 17 - 14:23 )
مقال رصين اتمنى ان بقرأه كل متظاهر حريص على اقامة الدوله المدنيه الديمقراطيه العادله

اخر الافلام

.. هل تسعى إسرائيل لـ-محو- غزة عن الخريطة فعلا؟| مسائية


.. زيلينسكي: الغرب يخشى هزيمة روسية في الحرب ولا يريد لكييف أن




.. جيروزاليم بوست: نتنياهو المدرج الأول على قائمة مسؤولين ألحقو


.. تقارير بريطانية: هجوم بصاروخ على ناقلة نفط ترفع علم بنما جنو




.. مشاهد من وداع شهيد جنين إسلام خمايسة