الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


البنى التحتية للحب

عماد صلاح الدين

2015 / 8 / 17
الادب والفن


البنى التحتية للحب

عماد صلاح الدين

حبيبتي..... أيتها التي اعرف مطلقا انك لن تعودي إلي...... فقد فات على موت الحب غير المصرح به لسنوات طوال من حياتينا..... إلى أن صرح به أو بالأحرى صرحت به لك يا حبيبتي حين أدركت انك راحلة إلى غيري بلا رجعة.... فات عمر مديد.
أظنك اليوم وبعد هذه السنين التي جاوزت العشرين...... من يوم اضطرام شوق ناري إليك إلى يوم الفراق الأبدي....... أصبحت اليوم ناضجة لتدركي كم أني كنت ولا زلت احبك...... حب الأقدار للأقدار...... حب الانسجام للانسجام...... ورضا الداخل في الاتحاد مع شريكه المنصهر فيه تماما...... حتى الكينونة الواحدة.
أظنك أدركت اليوم كيف تمنع بيئة العرب وانحطاط الدين لدينا واستفحال المرض والجهل فينا قيام الغالب العام من علاقات مقدس الحب بالحب..... أنا يا حبيبتي أؤمن يقينا بما كانت تحسه الروح بالحب ابتداء وبما تأكدت منه لما خرجت الروح مني أخيرا....... وان كنت وغيرك ترونني امشي كما يمشي الناس ومن قبل الأنبياء والرسل عليهم السلام بينكم..... وفي الطرقات والحواري والأسواق..... ويراني ويقرأ ما اكتب المتابعون والمعجبون..... ويراني من جديد الجميع على ما يعرفني الجميع.... ومن مليون جديد حبيبتي...... أنا أؤمن بالحب..... وأؤمن أن لا حبيبة إلا أنت..... ولا قدر إلا أنت..... ولا نصر معززا لآمالي وأحلامي وطموحي إلا أنت.
لكن يا حبيبتي أنا مؤخرا قريبا تأكدت فيما تأكدت منه أنني انتقلت إلى رحمته تعالى......بعد أن خرجت مني روح الحب نهائيا واراها لن تعود........ وأنا أسألك يا روح الروح هل انتقلت أنت الأخرى إلى رحمة الله تعالى....... وصرت كما أنا الحاضرة الغائبة..... وصار سير كلك كما سير كلي مجرد هيكل بشري نحرك كعبيد في صيغ إجرائية وحوسلية (تحويل الشيء إلى وسيلة) لا حول لنا ولا قوة...... فان كنت كذلك فأنت حبيبتي..... وأظنك كذلك لأنك حبيبتي.
حبيبتي أريد أن أشرح لك باقتضاب شديد بحكم ما أظن أنها معرفتي... يضيع الحب في بلاد العرب كما تضيع الأوطان.... كما يضيع الإنسان..... كما تضيع الحريات.... كما تضيع الكرامات..... كما تتوه الاتجاهات..... كما تجهض الأحلام والنبوءات...... كما تقتل الرحمية الإلهية في نفوسنا فنغدو عمليا بلا اله وتتحول الشرائع إلى درب هذيان وغثيان دون تعويل عملي عليها في النجاة.
وكل هذه التي تضيع وتجهض واحدة يا حبيبتي....... كما الحب واحد أحد.......... فيما يخصنا بالواحدة والاحدية الحبية نحن بني البشر.
أعرفت سيدتي وانتم أيتها السيدات و يا أيها السادة كيف تضيع عموم المصائر وخصوصها في دنيا العرب!!
ذلك حين لا يغدو في الحضور الإنسان.... وحين لا يكون للإنسان حرمات وكرامات..... وفوق ذلك كله شيء من طبيعية وغريزية الحيوانات مخصوما منها جوهر الإنسان.... حبيبتي مات الإنسان عندنا فما ابقوا له بقية باقية.... فكيف يا روح روحي يولد لنا حب مع مقدر أعمارنا..... إنا لله وإنا إليه راجعون.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. الأهلي هياخد 4 ملايين دولار.. الناقد الرياضي محمد أبو علي: م


.. كلمة أخيرة -الناقد الرياضي محمد أبو علي:جمهور الأهلي فضل 9سا




.. فيلم السرب لأحمد السقا يحصد 34.5 مليون جنيه إيرادات


.. … • مونت كارلو الدولية / MCD جوائز مهرجان كان السينمائي 2024




.. … • مونت كارلو الدولية / MCD الفيلم السعودي -نورة- يفوز بتنو