الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


!!صاحب الهوى.. الديمقراطى

ياسر العدل

2005 / 10 / 17
اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان


السيد صاحبى الحزب الحاكم فى مصر، المنتشرة أدرانه فى كل الطرق والشوارع والشقوق التى نحيا فيها، نحيطكم علما بأنى أرتاد جلسات المحبة والأنس مع الصحاب الطيبين محترفى النميمة ومضغ الكلام، نمزق خيوط السلطة ونتلاعب بأحلامنا المجهضة فى الديمقراطية، نمارس الحديث الصامت والضحك حياء فى جب هدومنا، ونشق الجيوب حسرة على بقائنا طوال هذه السنين أسرى عنفوان الحزب الواحد.
صاحبى الحزب الحاكم، صاحب الحكومة والموظفين وتجار الأصوات والكل كليلة، طوال عمرى أفزع من خيال المآتة وعفاريت الغيطان والسواقى الخربة، لكننى أفزع أكثر من بعض المنتمين إليك، يطفئون معظم الأنوار على العباد قاصدين أن يطغى نورهم على العبيد، يظلمون الطريق ويسدون المنافذ ويحتكون بشخصى كل يوم، فأصبحت يا صاحبى أفزع من ظلى عند كل التفاته، فهذا موظف متواضع حالة أهله ضنك اشتغل فى حكومتك، وحين انتمى إليك بالعضوية أصبح خبيراُ فى اللّجان الاقتصادية، وهذا النادل فى حانتك يرى أن الناخبين ميراث لأولاده والتابعين، يصبح بترشيحك نائبا عن كل الدوائر وفى كل وقت، وهذا الذى يستبيح الغش فى الامتحان لينجح أولاده دون وجه حق، يصبح بتدليسك صاحب قرار فى مؤسسة التعليم، وذلك كان غلبانا يحسبها بالسحتوت، حصل بشق الأنفس على شهادة تعليم متوسط ، ذات صباح فرك عينيه هاتفا باسمك، وفى الضحى حملته أياديكم إلى مجلس نواب الشعب، وفى اليوم التالى أصبح جامعيا ومليونيراً وحاجاُ أيضا.
حبيبى الحزب الحاكم، لا تؤاخذنى إذا استخدمت ألقابا تخلفت من عصر العبيد، فأقول لكم يا سعادة الباشا، صاحب العصمة والمعالى الديمقراطية، يا فاتح باب خيرك للمحاسيب، أنى أصفك بألقاب تكتب الآن فى محرراتك الرسمية وينطق بها فحيح بعض المتحدثين فى أجهزة إعلامك، وإن كان البسطاء وصبية الورش يستخدمون تلك الألقاب لأغراض أخرى، تتجاوز حدود الأخلاق الكريمة، قاصدين ما يغيظ بصاصيك من ناقلى الوشايات والداسين بالوقيعة بيننا!!، لا تؤاخذنى يا معالى الحزب الحاكم، فالحقيقة أنك تخطط لكل الانتخابات فى كل المواسم، ويصيبك فيها من الغنم والمغانم ما يصيبك من مقاعد نيابية، تجمع فيها من الحناجر ما يكفى للهتاف باسمك عاليا فى كل حال، وباعتبارى مواطنا من أغلبية الصامتين الذين لا يشتركون فى أية انتخابات، أتمنى أن أدلى بصوتى فى صندوق انتخابات شفاف لمرة واحدة فى عمرك الطويل، ولأنك اخترت كل أنواع الصناديق الصلدة القاتمة الكئيبة، فلنعقد بيننا اتفاقا غير مكتوب، ترشحنى لوظيفة عامة باسمك وأنا أعدك بخصوص صوتى.
أريد أن أكون رئيس جامعة، كبيرة أو صغيرة لا يهم ، حكومية أو خاصة لا يهم، المهم أن تتاح لى الفرصة المرعية بفضلكم، كى أرفت من أعضاء هيئة التدريس كل من بلغ سن الثلاثين، وأستبقى شباب الموظفين والسعاة والحراس الحاصلين على بطولات رياضية، يخيفون الأساتذة ويشكمون الطلاب، لتبقى الجامعة جراجا يضم شبابا فى شباب، وعيالا فى عيال، وأمر بنشر شوّايات الذرة أمام قاعات المحاضرات وكل المدرجات والمعامل، فينشغل الأساتذة بمشاكل جمع الحطب والإعارة فى الدول الشقيقة والسفارة فى الدول الصديقة، ويتمرن الطلاب على مهنة تنفعهم فى شى الذرة والأفكار وتهوية الطموحات، ويعمى الدخان الجميع فلا يرى أحد ما نفعل، وحين يفاتحنا بعضهم بالحديث عن جدوى العلم، ندفعه ليذكر قدراتنا المعجزة فى تلبيس طواقى المعرفة للأحبة والصحاب، وإذا ذكرنا أحدا بالقيمة الحقيقية لعلمائنا فى الداخل، دفعناه لأن ينسى نفسه، ويتفاخر بالقيم الممكنة لمهاجرين من أهلنا فى بلاد الغربة.
صاحبى الحزب الحاكم، إذا كانت كل المهن الجالبة لقوة السلطة وسحر المتسلطين محجوزة لغيرى، فيكفينى وعدا منك بأن أكون كاتم أسرار أى وزير ترضاه، عندها سأكون ساعدك الأيمن فى إفشاء أسرار كل مواطن، ويدوم لك أمر البلاد والعباد.
صاحبى الحزب الحاكم، ستصلك وشايات عنى، بأننى أضيق ذرعا بأساليب خلعك للديمقراطية، فلا تصدق أننى قادر على أن افعل شيئا، فقط أعطنى طموحاتى البسيطة وأنا أعدك بخصوص صوتى فى كل الانتخابات القادمة، فبرغم أننى لا أملك بطاقة انتخابية، إلا انك طوال الوقت باكس وقادر على أن تجعل بطاقة تعريف ما، تجوب باسمى كل لجان الانتخابات، وتسجل كل لجنة أنك تلوى صوتى بالموافقة، حيا كنت أو ميتا.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. الانتخابات التشريعية في بريطانيا.. هل باتت أيام ريشي سوناك م


.. نحو ذكاء اصطناعي من نوع جديد؟ باحثون صينيون يبتكرون روبوت بج




.. رياضيو تونس.. تركيز وتدريب وتوتر استعدادا لألعاب باريس الأول


.. حزب الله: حرب الجنوب تنتهي مع إعلان وقف تام لإطلاق النار في




.. كيف جرت عملية اغتيال القائد في حزب الله اللبناني؟