الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الأصلاح من الرأس لا من الذيل

طاهر مسلم البكاء

2015 / 8 / 18
اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق



كيف نصدق ان الفساد سيزول من العراق ،ولاتزال كل رموز الفساد باقية وكل المؤسسات التي انتعش فيها الفساد قائمة ،كيف نقنع انفسنا بآمال عريضة بعيدة عن الواقع بأن الشخص المنغمس بالفساد سيقضي على نفسه وعلى المجاميع التي تعامل معها حتى وصل الى حالات من الثراء الفاحش،هل سيترك كل هذا بسهولة ويسلم بسهولة بالواقع الجديد، اننالانزال غير بعيدين وصدى صوت صدام يتردد في مسامعنا :
( سوف لن نسلم العراق الا ّ تراب ) .
سوف يضحون بغيرهم مدعين انهم هم من سيحارب الفسادوسيجهدون انفسهم مستخدمين كل وسائلهم ، وسيصدق الشعب المسكين ،وهو ينظر الترقيع الذي لايمس جوهر الفساد وسادته لنستذكر المثل الشعبي (السمكة فاسدة من رأسها ) .
هناك العديد من الأراء التي تطرح على الساحة العراقية اليوم ، وننقل ما قاله السياسي المستقل عزت الشابندر، أن العراق اليوم يعيش أفضل حالاته، فلا نحتاج الى اصلاحات بل الى تغيير جذري يشمل النظام السياسي، معتبر ان الكتل السياسية سرقت الشعب وتقاسمت السلطة، وهي لا تمتلك ثقافة ادارة الدولة بل تتنافس على المنافع، وقد آن الاوان أن يعتذر السياسيون للشعب ويقدموا استقالة جماعية، لان المطلوب الان هو التغيير الشامل وليس الاصلاح.
ولكن الرأي دائما ً كان لمن يملك وليس لمن يرى وهذه هي المصيبة ومن يدري لو كان الشابندر مكان اي واحد من الساسة الحاليين لما فعل وفق ما يصرح به .
التشكيك بقدرات العبادي :
يشكك البعض بقدرات السيد العبادي على التغيير الشامل ويصورون كل ماجرى لحد الأن بأنه ترقيع لايرقى الى الأصلاح المطلوب ،الذي يجب ان ينال الرأس أولا ً لكي يكون اصلاحا ً مؤثرا ً وهذا ما لم يجري لحد الأن وحتى التغييرات الوزارية جرت على وزارات هامشية كانت غير مؤثرة ولم تمس صميم المحاصصة ،كما ان التشكيلة الوزارية بقيت كما هي فأين التكنوقراط الذي يطالب به الشعب واين الأبتعاد عن المحاصصة .
كما لم تحصل اي مواجهة حقيقية مع الكتل والأحزاب المتنفذة والتي تمسك بمقاليد الأمور من خلال الوزراء والبرلمانيين .
وواضح طيلة السنوات الماضية التي قادها حزب الدعوة المنتمي اليه السيد العبادي انه لم يكن من صقور الحزب البارزين والذين رغم ذلك لم يفلحوا بمعالجة الواقع القاسي الذي رسم للعراق .
هل يضييع العبادي الفرصة التاريخية :
انها فرصة تاريخية قد لاتتكرر للعراق وللسيد العبادي ،حيث ان هذا التلاحم الرائع لشعب العراق وتكاتف ومساندة المرجعية له قد تضع العراق على اعتاب عصر جديد من الأنتصار على الفساد وعلى الأرهاب وفتح صفحات واثقة في البناء والأعمار ،كما تصنع من السيد العبادي قائدا ًجماهيريا ً ومصلحا ً سيذكر له التاريخ ذلك ، وسيحصل العكس فيما لو فشل في هذه المهمة التي تتوفر بين يديه كل فرص نجاحها حيث لاتحتاج سوى للشجاعة والحكمة .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. سوليفان في السعودية اليوم وفي إسرائيل غدا.. هل اقتربت الصفقة


.. مستشار الأمن القومي الأميركي يزور السعودية




.. حلمي النمنم: جماعة حسن البنا انتهت إلى الأبد| #حديث_العرب


.. بدء تسيير سفن مساعدات من قبرص إلى غزة بعد انطلاق الجسر الأمي




.. السعودية وإسرائيل.. نتنياهو يعرقل مسار التطبيع بسبب رفضه حل