الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


هل جف دم الحسين المراق على تربة العراق ؟ الجزء الأول

رائد الجراح

2015 / 8 / 18
الثورات والانتفاضات الجماهيرية


منذ أن وعينا على الدنيا ومنذ عهد الزعيم الأوحد كريم الفقراء حتى نهاية الزعيم الأوحد قاتل الفقراء ونحن نحتفل كل عام بما يسمى بثورة الرابع عشر من تموز الخالدة كما يسميها الزعيم الأوحد عبد الكريم قاسم , وثورة تموز المجيدة كما يسميها الممن على الفقراء أبو المكارم صدام حسين.
وجائت بعدها كما يقول البعثيون أختها الصغرى ثورة السابع عشر من تموز التي ولدت عام 1968 ولكنها لم تبقى فماتت بموت الزعيم الأوحد أبو المكارم , وبقيت اختها الصغرى ونحن نحتفل بعيد ميلادها حتى يومنا هذا, ورغم إن الكثير من أبناء الشعب العراقي سئموا هذا النوع من الأحتفالات الكاذبة التي لم تغنيهم من فقر او تسمنهم من جوع إلا أن احداثها بقيت عالقة في الذاكرة خصوصاً وإن الكثير من شهودها لا زالوا أحياءاً يرزقون وهم يتأسفون على ذلك الزمن الذي لم يكونوا يعرفوا قدره يومذاك, وقد جاء في القول المأثور إن التاريخ لن يرحم الجبناء , وبناء على هذا القول كان لابد من مراجعة لأستقراء التاريخ من جديد وليس كما درَّسوه لنا أساتذتنا في المدارس, فالمناهج المدرسية لاتأخذ من التاريخ سوى المادة الدسمة التي تجعل التلميذ يأخذه الخيلاء ويسكر بنشوة المجد الذي خلفه له أجداده ولا يجد أثراً لأي حدث تاريخي يندى له الجبين خجلاً وعاراً إلا تحول هو الآخر الى مجد بقدرة قادر,
ورغم إن تاريخ البشرية حافل بكل شيء ولا يترك صغيرة وكبيرة إلا وذكرها, لكننا للأسف لم نكن في ذلك الزمن نمتلك القدرة على الولوج الى أعماق التاريخ وصفحاته التي نريدها بسهولة لأن هذا يحتاج الى جهد كبير لم يكن متاحاً آنذاك ,
ورغم إن اكبر ثورة حصلت في تاريخ البشرية على مدى المئتي عام وهي ثورة الأنترنت لأنها كشفت الكثير من المخفي وكشفت المستور واصبح التاريخ مجرد برنامج صغير من البرامج الالكترونية التي لاتأخذ سعة كبيرة على الهارد درايف ويكاد يكون بعظمته أصغر من لعبة من العاب الأطفال التي يلعبوها منذ دخول هذا الأختراع الى البيوت وهي لعبة السوبر ماريو , فالملعون مخترع برنامج الوورد الذي إحتوى تاريخ العالم المادي والروحي بكل أصنافه حرص على أن يكون هذا البرنامج متاح بكل يسر لخزن المعلومات الكتابية حيث يمكنك أن تخزن مجلداً مكونً من الف صفحة بسعة لاتكلف بضعة كيلو بايت على حاسبة تصل سعتها الى واحد تيرا بايت , وهذه تعادل مليار كيلو بايت ,
وبناء عليه اصبح التاريخ اسهل مادة يمكن الولوج في خباياه واحداثه القديمة على صفحات النت بفضل هذا الكافر بن الكافر الذي صنع لنا كل هذا البلاء الذي كشف , المستور وعرى الحقائق وجعل كل رموزنا الكبار سواء كانوا من المشايخ أو الأدباء أو العلماء يقفون أمام (الزعاطيط) من شباب الشبكة العنكبوتية ليردوا على الكم الهائل من الشبهات التي كانت في زمن ما أموراً مسلم بها وواقع لا جدال عليه, وأصبحت اليوم جاهزة للمحاكاة والتحقيق ,والحوادث التي كانت في زمن ما حوادث مشرفة , أصبحت اليوم بفضل النت حوادث مخزية, ,
والآن نعود الى ما بدأناه لنناقش موضوع الثورة الخالدة أو المجيدة التي عندما كنا نحتفل بها لم نكن نسأل عن حيثياتها وكيف ولماذا بدأت , ولم نفهم منها سوى هدف واحد وهو أنها جائت لتحررالشعب من العبودية وتصنع له الحرية التي ستنقله الى مصافي الشعوب المتطورة في العالم بل من أغنى الشعوب في العالم , وتنقذ الفلاح من ظلم الأقطاع الذي بقي جاثم على صدره, وبفضل تلك الثورة ولد قانون الأصلاح الزراعي الذي أعاد لهذا الفلاح حقه وكرامته , لقد جائت الثورة من أجل ان تعيد للعامل قيمته الأنسانية وجائت لتنقل الأنسان من العهد البائد الى العهد التليد الذي أعطى للأدباء والفنانين والعلماء قيمتهم الحقيقية ودورهم الفعال في التأثير على رقي المجتمع, لقد وفرت الثورة الوقت الكافي للفنان عزيز علي كي يأخذ راحته وينعم بالصمت بعد أن أن قضى حياته في السجون والمعتقلات بسبب نشاطه الأعلامي من خلال مقالاته المحرضة التي كان يلحنها ويغنيها , لقد قامت الثورة وصدح صوت كوكب الشرق بأنشودة كتبت ولحنت وغنتها السيدة خلال ساعات بعد قيام الثورة لتبث من إذاعة صوت العرب من القاهرة هدية الى الشعب العراقي عبر الأثير ,
بغداد يا قلعة الأسود ,,, يا كعبة المجد والخلود
يا جبهة الشمس للوجود ,,, بغداد ,, بغداد
سمعت في فجرك الوليد,,, توهج النهار قي القيود
وبيرق النصر من جديد,,, يعود في ساحة الرشيد
ولكن هل يمكن لثورة في أي مكان من هذا العالم ان يكتب لها النجاح وأيادي ثوارها ملطخة بالدماء ؟
لقد كان الشعب ينزل الى الشوارع ويرقص فرحاً دون ان يعرف أو ينتبه الى الدماء التي لطخ بها الأسفلت الحار لشارع الرشيد حيث ترك في كل متر ذكرى للجثة الممزقة التي سحلت في هذا الشارع , فالكل يرقص طرباً ويهتف للحرية الجديدة ولا أحد يدرك حجم المأسات التي خلفتها هذه الثورة , حتى أصبح المجتمع الدولي يشاهد صورة معتمة عن الشعب العراقي وهو يقوم بتمزيق الجثث ويسحلها في الشوارع بكل همجية ووحشية وهو متيقن بأن هذا الشعب لم يكن متعطش للحرية بقدر تعطشه للدماء ,
هكذا فهم الرأي العام في العالم تلك الأحداث التي جرت في العراق آنذاك ,
ومن أجل معرفة الحقائق التاريخية عن ردود الأفعال التي تلت تلك الثورة نجد إن الدول التي كانت لها مصلحة في العراق وفق المتغيرات الجديدة صفقت لها مثل ما حصل مع عبد الناصر الذي كان يحمل رؤيا قومية ضد كل الأنظمة الملكية , ولكن الأردن التي هي أهم جارة للعراق وكانت تعتبر أهم مشروع للوحدة بينها وبين العراق تغير موقفها بشكل سلبي, فالملك الحسين بن طلال هو بن عم الملك فيصل الثاني الذي قتل مع عائلته في ذلك اليوم حيث دمر المشروع الوحدوي مع العراق ليتحول الى ثأر دام فترة طويلة تجلت نواياه بإشراك ودعم العراق بحرب مع ايران استمرت ثمان سنوات دفع الأول الكثير من القتلى حتى إمتلأت البيوت بالجنائز ونفذ الحسين بن طلال وعده للشعب الأردني في كتابه المشهور (مهنتي كملك) عند سرده لأحداث المجزرة التي حصلت في 1958 في العراق إذ قال ( وأقسمُ صادقاً بارَّاً أن لا تغفل لي عين أو ينام لي جفن حتى أرى في كل بيت عراقي دماً ينزف ودموعاً لا تجف )
وبالفعل نفذ وعده ايضاً من خلال خداع صدام حسين بإحتلال الكويت وتوريطه في حرب أخرى جعلت العراق يدخل في مرحلة أسوأ بكثير من التي سبقتها ايام الحرب مع ايران حيث استمرت المأسات الى يومنا هذا وحتى بعد إلقضاء على صدام حسين ,
وهذا يؤكد القول الخطير الذي يحقق اللعنة التي أصابت العراق وبدأت الدماء تسيل ولم تتوقف منذ أول قطرة سالت من دم الحسين بن علي بن أبي طالب عليه السلام .
نكمل في الجزء الثاني إن شاء الله .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. فيديو يظهر الشرطة الأمريكية تطلق الرصاص المطاطي على المتظاهر


.. لقاء الرفيق رائد فهمي سكرتير اللجنة المركزية للحزب الشيوعي




.. United Nations - To Your Left: Palestine | كمين الأمم المتحد


.. تغطية خاصة | الشرطة الفرنسية تعتدي على المتظاهرين الداعمين ل




.. فلسطينيون في غزة يشكرون المتظاهرين في الجامعات الأميركية