الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الروح الرياضية السياسية

حسن الشرع

2015 / 8 / 19
مواضيع وابحاث سياسية


تقوم الديمقراطية على ركائز منطقية تمثل افرازا طبيعا للمنجز الحضاري الغربي،من هذه الركائز :
1-تحرير الفكر.
2-تحرير الجسد.
3-تحرير المال والثروة ووسائل الانتاج(الاقتصاد).
4-الروح الرياضية.
ولان الركائز الثلاث الاولى واضحة التاثير في التاثير السياسيي ومضامينه الديمقراطية ،فبودي ان اسلط الضوء على الركيزة الرابعة لقلة ما كتبه عنها وعبر سرد ملخص جدا.
اولا اود الاشارة الى ان هذه الركائز الاربعة ليست مستقلة الفعل والتاثير بل انها وعوامل اخرى غيرها تعمل كمحركات متجانسة في الفعل الحركي والسلوكي الديمقراطي،كما ان فهم ذلك الفعل والياته يستند الى نفس القاعدة الفكرية الذي اسس لها ادم سميث وجون لوك من افكار ليبرالية.
الكولسيوم هو احدى عجايب الدنيا السبع المعروفة ويسمى كذلك مسرح الموت الرماني ،كان يجتمع فيه الناس من العامة ومن النبلاء ليشاهدو حفلات الاعدام او الموت او المصارعة او الوحوش كالسباع المجوعة وهي تلتهم المحكومين بالاعدام ..ويتم ذلك عبر طقوس معروفة انذاك،ويمضي الصراع عبر المصارعة حتى الموت في الحلبة المر الذي يمتع الجمهور...لكن تغيرا فكريا كبيرا حصل عقب عصر الاستكشاف البحرية وما تلاه من استعمار وثورة صناعية وعلمية قاده مجموعة من المغامرين المتحررين من اغلال الفكر الديني التسلطي ،لم يحصل ذلك طبعا دون تضحيات ،لقد نجح الاوروبيون في نهاية القرن السادس عشر من اصلح احوالهم السياسية فاول اصلاح برلماني انكليزي كان في العام 1532م...مجموعة التغيرات الاقتصادية قادت بالضرورة الى تغيرات في بنية وسلوكيات المجتمعات الاوروبية،خفت حدة المزاج الحربي الاوروبي تدريجيا بالرغم من استمرار الصراعات على السلطة والنفوذ والموارد والتي غالبا ما كان يغلفها الطابع الديني ..انا اتكلم عن المزاج الاجتماعي وليس العسكري او السياسي ،فمن المعروف ان مؤرخي الغرب عموما نجحوا في تبني الفكر التحليلي في دراسة الظواهر الطبيعية والاجتماعية والتاريخية وقدموا لنا مؤرخوهم وفنانوهم صورا مفصلة عن طبيعية الحياة الغربية والاوربية انذاك.على عكس ما عمله نظراؤهم الملمون او العرب من تقديم التاريخ على طبق الملوك وحياتهم ووفق ما يشتهون.لقد نجحت هذه التغيرات والافكار في ان ينتقل الصراع الدامي والمميت داخل الحلبة الى ساحات اللعب وان لاينتهي بموت اي من المتصارعين الخصوم ،لا بل نجحوا في ان يثبتوا اعرافا جديدة سمي لاحقا بالروح الرياضية وهو ان يقدم المهزوم التهاني لمن غلبه في الحلبة على امل ان يلتقي الطرفان عبر جولة جديدة بعد فترة مناسبة للاعداد والتهيؤ،وقد تكون هناك نتائج مختلفة تماما تقتضي تهنئة الفائز الذي خسر المسابقة يوما ما..هذا التاسيس كون الية للتنافس (الشريف)واصبح لاحقا احد مرتكزات الديمقراطيات الحديثة في الحضارة الغربية. لقد نجح العقل الغربي الخلاق ايضا في ادامة هذا المبدا ضمن حركة الاقتصاد الحر فنشات النوادي الرياضية حتى اصبحت اليوم بحد ذاتها احدى مقومات ومصادر الاقتصاد في معظم دول اوروبا بحيث اننا لا نستغرب كثيرا من القول بان احد النوادي يعمل بميزانية تعادل ميزانية دولة صغيرة او متوسطة الحجم، واصبحت انتقالات الكثير من لاعبي كرة القدم مثلا تتضمن صفقات بعشرات الملايين من الدولارات او اليوروات،وهذا منشا العلاقة بين المرتكزات الاربعة التي سبق الحديث عنها...والسؤال المطروح نحن نفهم ان الديمقراطية هي مجرد حبر بنفسجي وصندون انتخابية وقائمة فهل هي كذلك،اما في تراثنا الاسلامي فالامر باخذ البيعة والروح الرياضية بدعة والرياضة لهو عن ذكر الله وهي عبث لايقره العقلاء..اليس الامر كذلك؟!








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. إدارة بايدن وملف حجب تطبيق -تيك توك-.. تناقضات وتضارب في الق


.. إدارة جامعة كولومبيا الأمريكية تهمل الطلاب المعتصمين فيها قب




.. حماس.. تناقض في خطاب الجناحين السياسي والعسكري ينعكس سلبا عل


.. حزب الله.. إسرائيل لم تقض على نصف قادتنا




.. وفد أمريكي يجري مباحثات في نيامي بشأن سحب القوات الأمريكية م