الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


-ثوار- الآفة التي تهدد بزوال ليبيا

فاضل عزيز

2015 / 8 / 19
اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المغرب العربي


ثوار 20 أغسطس 2011 الذين يمثلون الذراع العسكري لتنظيم الإخوان المسلمين والذين استولوا على السلطة في ليبيا بعد الانهيار الكامل للنظام السابق في هذا اليوم بخروج العاصمة طرابلس عن سيطرته، وبإلقاء الثوار الحقيقيين للسلاح وتوجههم الى مراكز عملهم، هؤلاء الثوار المزورين ومن يقف وراءهم من تنظيمات وجماعات ظلامية موبوءة بمرض السلطة، هم الآفة التي تصيب البلاد اليوم في مقتل وتعيقها عن تجاوز مرحلة الثورة والبدء في بناء الدولة المدنية الحقيقية التي تضمن الحريات وتحقق تداول سلمي على السلطة..
ينافح حزب الإخوان والتيارات المؤيدة له الذين يختبئون خلف هذه اللافتة المزورة "ثوار"، عن ما يدعون أنه حق الثوار في إنفاذ رأيهم ويلوحون بأنهم موجودون ويجب أن يكون لهم رأي ودور في بناء الدولة الليبية، وكأن هذا الحزب وأنصاره يريد أن تبقى حالة الثورة حالة مؤبدة في ليبيا إلى أن تتحقق له السيطرة لوحده على البلاد بالكامل، وهذه النظرة القاصرة للتغيير الذي شهدته ليبيا الذي يختزل انتفاضة 17 فبراير في آلية للاستيلاء على السلطة ولا يعترف بآلية صناديق الاقتراع للتداول على السلطة تؤكد أن هذا التحالف الذي يتخذ من الدين لافتة للوصول للسلطة لا يعترف بالديمقراطية وآلياتها المتعارف عليها دوليا كنظام لإدارة ليبيا، وأنه لا يزيد عن كونه دكتاتورية ملتحية لا تختلف كثيرا عن دكتاتورية العسكر التي قوضها الليبيون عام 2011م، بل هو أكثر منها سوءا وأن تكلفة إطاحته ستكون باهظة، ولنا فيما يجري في ليبيا اليوم خير مثال حيث يعد هذا الحزب وحلفاءه هم المسئولون على ما يجري في البلاد من اقتتال وتدمير وتبديد لموارد ومرافق البلاد.
ورقة الثوار التي لوثها اللصوص الذين سطوا على الانتفاضة وحولوها من انتفاضة لإنقاذ ليبيا الى غطاء لإجهاض هذه الانتفاضة وتوظيفها للاستيلاء على السلطة، هذه الورقة تحولت اليوم الى آفة حقيقية تهدد بزوال ليبيا كدولة وتحويلها الى كنتونات متصارعة، فمفهوم الثورة في علم الثورات لا تزيد عن كونها حالة مؤقتة تنتهي بزوال أسبابها ولا يمكن ان تبقى حالة مؤبدة كما هو جار اليوم في ليبيا، حيث يرفع حزب الإخوان وحلفاءه من قادة العصابات والمجرمين هذه اللافتة المزورة "ثوار" لتضليل الرأي العام وإبعاده عن اكتشاف حقيقتهم كعصابات سرقت الانتفاضة وتسعى لتوظيفها للاستيلاء على ليبيا وإعادتها الى مربع دكتاتورية ملتحية مقيتة تعد من أسوأ الدكتاتوريات التي تبتلى بها الشعوب ولنا نماذج كثيرة في العالم تؤكد ذلك.
مر على انتفاضة 17 فبراير حتى الآن أربع سنوات، فهل يعقل أن تستمر انتفاضة ترفع شعار إقامة دولة الحريات المدنية الديمقراطية كل هذه المدة وان تتخذ من العنف والتدمير سلاحا لها؟ ألم يحن الوقت لتجاوز هذه الحالة وأن ننسى مصطلح ثوار ونبدأ في مرحلة البناء وأن نعترف كلنا بنتائج صناديق الاقتراع وأن نعطي لهذا الجسم (مجلس النواب والحكومة المؤقتة) الذي اختاره الليبيون بحرية ونزاهة الفرصة في تنفيذ مشروع التأسيس للدولة المدنية و إرساء قواعد الديمقراطية التي تضمن للجميع إمكانية المشاركة في بناء الدولة وإدارتها؟ الم يكف جماعة الإخوان وحلفاءهم من قادة العصابات والمليشيات ما أهدروه من دم وموارد و وقت ثمين كان يمكن أن يضع ليبيا على الطريق الصحيح ويرمم ما خلفته عقود دكتاتورية العسكر من شروخ ؟ .
لقد حان الوقت بل فات منه الكثير للتخلي عن تلك العراقيل التي يتخندق خلفها هذا الحزب وحلفاءه اعتقادا منهم أنها تحقق لهم الوصول للسلطة، وعليهم أن يختاروا الطريق الصحيح للوصول الى السلطة عبر صناديق الاقتراع والتخلي عن سياسة العنف والقوة و والاستقواء بأطراف أجنبية للاستيلاء على السلطة. لقد استنفذت هذه السياسة العقيمة قيمتها ولم تعد تلك الأوراق الرثة ، من حكم محكمة مغتصب، الى حق الثوار، الى مكان انعقاد البرلمان، لم تعد تصلح في إقناع الليبيين بعدالة وسلامة أهداف جماعة الإخوان وأنصارهم الذين أدخلوا البلاد في نفق مظلم سيكلفنا الخروج منه أجيال وموارد باهظة إذا لم تغير هذه الجماعة وحلفاءها سياساتهم ورؤيتهم لليبيا .
19 اغسطس 2015م








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. -أسلحة الناتو أصبحت خردة-.. معرض روسي لـ-غنائم- حرب أوكرانيا


.. تهجير الفلسطينيين.. حلم إسرائيلي لا يتوقف وهاجس فلسطيني وعرب




.. زيارة بلينكن لإسرائيل تفشل في تغيير موقف نتنياهو حيال رفح |


.. مصدر فلسطيني يكشف.. ورقة السداسية العربية تتضمن خريطة طريق ل




.. الحوثيون يوجهون رسالة للسعودية بشأن -التباطؤ- في مسار التفاو