الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


اليسار العراقي ..ضرورة وصمام أمان للديمقراطية وحقوق الإنسان

نجاح يوسف

2003 / 1 / 9
اخر الاخبار, المقالات والبيانات


                                                              
في هذه الأوقات الصعبة والحرجة التي يمر بها وطننا وشعبنا والمنطقة , تزداد الحاجة أكثر من ذي قبل إلى يسار عراقي موحد في توجهاته وبوصلته وخطابه السياسي.. خاصة وان سماء العراق ملبدة بسحب الحرب الداكنة التي تنذر بأحداث جسام قادمة تهز المنطقة والعالم ..كما وأن الهجمة الشرسة التي تقودها القوى الظلامية والرجعية, وقوى أخرى هامشية  ضد العلمانية واليسار بشكل عام , وما يعبر عنه هذا اليسار من مفاهيم كالحرية والانفتاح وإطلاق الحريات الديمقراطية والتعددية واحترام لحقوق الإنسان, تستهدف هذه الحملة عزل اليسار وتحجيم دوره في الحياة السياسية العراقية لكي تتخلص وهي ما زالت خارج دست الحكم,  من دوره وتأثيره في رسم التوجهات المستقبلية للمجتمع العراقي التواق للخبز والحرية والعدالة والمساواة والسلام..

 

وإذا ما نجحت هذه القوى في مسعاها, إن كان عبر ركوبها عربة الحل العسكري الأمريكي, أو مغازلة عناصر منبوذة من رجالات السلطة الغاشمة التي تحاول التسلل إلى مراكز صنع قرار المعارضة العراقية من شباك مقولة (عفى الله عما سلف) , فإن خطر نقل العراق مجددا إلى حكم دكتاتوري دموي من نمط آخر سيضع شعبنا ووطننا في دائرة الصراع المنفلت والدائم.. لذا ينبغي على جميع القوى والشخصيات الديمقراطية توخي الحذر من محاولات تغييب أو شطب أي قوة عراقية لها دور مشرف في مقارعة الدكتاتورية , وفضح المرامي الخطرة من ورائها .. إذ لا يمكن تبرير زج عناصر لها تأريخ غير مشرف في قمع شعبنا وارتكاب جرائم بحقه في لجان قيادية في المعارضة العراقية, بينما تجري محاولات تغييب وشطب لقوى وأحزاب وشخصيات لها تأريخ حافل في التضحية والنضال الذي لا يلين ضد الدكتاتورية!!

 

ومن المؤسف كذلك أن نجد قوى وشخصيات تنادي بالديمقراطية وحقوق الإنسان, لكنها أيضا تشارك في الهجوم الغير مبرر ضد اليسار, بدلا من التلاحم معه في سبيل تثبيت دعائم الحكم الوطني الديمقراطي في العراق... وتنطلق هذه الشخصيات والقوى في هجومها المحموم من قراءة مغلوطة للتأريخ , وتحريف الوقائع  بما ينسجم وطروحاتها المنافية للحقيقة والواقع.. فالاختلاف في وجهات النظر حول هذه القضية أو تلك, لا يمنح لهم الحق لتشويه تأريخ ونضال وسمعة اليسار العراقي الذي يمتد عمره إلى تشكيل الدولة العراقية,  كما عانى مناضلوه  وعوائلهم  إلى حملات بربرية  قل نظيرها على أيدي الحكام الذين تعاقبوا على حكم العراق..لا لجريمة ارتكبوها, أو مؤامرة شاركوا بها, سوى انهم يعشقون الحرية ,ويدافعون بلا هوادة عن مصالح الكادحين والشغيلة المكتوية بنار الدكتاتورية والاستغلال , ولم يبخلوا بحياتهم من أجلهم , كما هم أيضا يحلمون كغيرهم, في حياة حرة وسعيدة لشعبهم ووطنهم..

 

لقد خبر شعبنا ومنذ تأسيس الدولة العراقية ولحد اليوم , أن محاولات قمع ومحاربة اليسار العراقي , أو تهميش دوره في الحياة السياسية, كانت دائما تقود إلى تكريس الدكتاتوريات الدموية التي تتنافى سياستها مع تطلعات الشعب في حياة حرة وكريمة .. فالحديث عن الديمقراطية والتعددية والفيدرالية وحقوق الإنسان , يحتاج إلى قوى فاعلة ومناضلة ومؤمنة بهذه المبادئ السامية لكي تترجم هذه الأقوال إلى أفعال على أرض الواقع.. فلن يتحقق هذا الحلم الإنساني النبيل في ظل غياب التيار اليساري بكل تلاوينه من الحياة السياسية العراقية ومن دائرة صنع القرار.. فهو الصمام الأمان الذي يحتاجه عراق المستقبل , إذ بنشاطه ودوره المتميز بالمرونة والعقلانية , سيجنب شعبنا ووطننا مآسي الصراعات والإحتراب,  ويعزز من مكانة الديمقراطية واحترام حقوق الإنسان في بلاد الحضارات!!

 

********* 

الطريق








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. سوليفان في السعودية اليوم وفي إسرائيل غدا.. هل اقتربت الصفقة


.. مستشار الأمن القومي الأميركي يزور السعودية




.. حلمي النمنم: جماعة حسن البنا انتهت إلى الأبد| #حديث_العرب


.. بدء تسيير سفن مساعدات من قبرص إلى غزة بعد انطلاق الجسر الأمي




.. السعودية وإسرائيل.. نتنياهو يعرقل مسار التطبيع بسبب رفضه حل