الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


التغيير

حسين جاسم الشمري

2015 / 8 / 19
مواضيع وابحاث سياسية


في ظل الترهلات التي رافقت العملية السياسية منذ ولادتها عام 2003 لعبت امور عديدة في كيفية نتاج برلمان او حكومة او مؤسسة تخدم المواطن, وكان المتوقع من قبل الجميع ان ينهض البلد بولادة جديدة يشار لها بالبنان بعد ان اعيته الحروب والسياسات الخاطئة, ورغم كل نكسة كان يمر بها البلد الا ان الامل لدى الشعب كان حلما بان يكون القادم افضل, ومرت السنوات وتعددت الانتخابات وولدت احزاب وحركات جديدة وتلاشت اخرى والطامة نفسها والتراجع مستمر من دون التوصل الى حلول من قبل اصحاب الحل والعقد, فقد وضعت حكومة الائتلاف المؤقتة الاولى برئاسة كارنر مرورا بـ سيئ الصيت بول بريمر ومن ثم مجلس الحكم والجمعية الوطنية وحكومات علاوي والجعفري والمالكي قوانين عديدة للانتخابات وصيغ اتفقت عليها الاحزاب الحاكمة والاخرى المشاركة في العملية السياسية الا ان تلك الحزم من القرارات والقوانين كلها كانت تصب في مصلحتهم هم وليس في مصلحة الشعب العراقي, كل هذا والشعب غافل عما يعملون او متغافل ان صحة العبارة, والسبب في ذلك هو استخدام اساليب جديدة ونوعية في كل انتخابات لاثارة النعرة الطائفية او العرقية او ما شابه وبالتالي تظهر النتائج واذا بالوجوه نفسها او كومبارسها ترتقي سلم الدولة ويذهب الاصلح (الخاسر) الى داره يعد النجوم في عز الظهيرة.
والمتابع الجيد يعلم ان الاحزاب التي تقبض على السلطة اليوم لن تدع مجالا للنقاش بهذا الامر ولن تسمح بمرور اي قانون او تعديل لايصب في مصلحتها ولا يخدم سبب صعودها الى سلم السلطة مرة اخرى, واذا حاولنا مراجعة الماضي القريب نجد ان اغلب من تسنم مناصب عليا ورئاسية في البلد ضمن الحكومات السابقة بدءا من 2003 الى ولاية المالكي الثانية لم يقبل بمنصب اقل مما كان عليه, وعند بقاؤه جالسا اما في البيت او البرلمان من دون منصب شعر بان الواقع يفرض عليه القبول باي منصب يعرض عليه لانه خسر جمهورا واسعا بسبب معاندته والتزامه بعبارة (لو العب لو اخرب الملعب) خصوصا وان الاخيرة لم تجدي له نفعا, وعليه فالملاحظ ان حكومة الدكتور العبادي قد جمعت علية القوم فمن كان يتوقع ان يرضى فلان وعلتان بتلك المناصب, وعليه عندما يقرر الشعب تغيير تلك الوجوه فعليه ان يعمل جاهدا من اجل ذلك لا ان يحدثنا احدهم وهو جالس في بيته او يريد منا ان نتحرك ويدور (الحار ومكسب ورخيص), وبما ان المرحلة القادمة تتطلب عدد من الامور فعليه يجب التهيؤ منذ الان لرسم خارطة جديدة نجعل من بلدنا يتحرك على الاقل خطوة الى الامام ومن تلك التي يجب ان نعيها في المرحلة القادمة هي عدم الاكتراث الى ما ستثيره بعض الاحزاب من قضايا تصب في مصلحتها اثناء الحملات الانتخابية وخصوصا المواضيع الطائفية والعرقية والمذهبية, وايضا الضغط على البرلمان من خلال التظاهرات والحملات الاعلامية المتراصة لتغيير قانون الانتخابات وجعل الدوائر المتعددة بدلا من الدائرة الواحدة في المحافظة, من اجل الحصول على ان من يترشح في منطقتك هو حقا منها وليس من اخرى.
هذا الامر سيعارض بشدة من قبل القابضين على سدة الحكم لانهم سيخسرون كثيرا كثيرا في حال اقراره, لان نسبة كبيرة من ابناء الشعب لا تنتمي بل لا تعترف بتلك الاحزاب التي تدعي الوطنية وهي بعيدة كل البعد عن المواطن, وسينتخب المواطن كل في منطقته من يراه يستحق بجد بدون النظر الى اية جهة ينتمي وبذلك قد خرجنا بمحصلة تقول ان المنطقة الفلانية فاز عنها في الانتخابات 4 اعضاء يمثلونها بدل ان نرى في واقع الحال اليوم ان منطقة يمثلها 7 اعضاء واخرى يمثلها عضوا واحدا لانها خسرت الامرين.
وبهذه المعادلة نجد ان افضل طريق لتحقيق الاهداف والغايات المرادة هي الضغط بهذا الاتجاه وجعلها انتخابات الدوائر المتعددة داخل كل محافظة, رغم اننا نعلم ان مفوضية الانتخابات المشكلة ايضا من الكتل والاحزاب سيكون ردها جاهزا بعدم قدرتها على ذلك لانها بالتالي لا تصب في مصلحة احزابها, لكن الاصرار والتكاتف بين الجميع سيكون له دورا فاعلا في انجاح العملية برمتها خصوصا اذا تم دعم المشروع من قبل المرجعية الدينية العليا.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. بعد قضية -طفل شبرا- الصادمة بمصر.. إليكم ما نعرفه عن -الدارك


.. رئيسي: صمود الحراك الجامعي الغربي سيخلق حالة من الردع الفعال




.. بايدن يتهم الهند واليابان برهاب الأجانب.. فما ردهما؟


.. -كمبيوتر عملاق- يتنبأ بموعد انقراض البشرية: الأرض لن تكون صا




.. آلاف الفلسطينيين يغادرون أطراف رفح باتجاه مناطق في وسط غزة