الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


زهرة الياسمين

منى شماخ

2015 / 8 / 19
الادب والفن


-صباح الخير
تحية تسمعها كل صباح لكن وقعها على أذنيها أصبح أشبه بجرس يعلن بدء يوم جديد محمل بالواجبات والأعباء المنزلية.
تجهيز الافطار للزوج- تجهيز البنتين وتوصيلهما للمدرسة-القيام بأعمال المنزل – احضار البنتين من المدرسة ومساعدتهما في اداء الواجبات .
-مساء الخير
جرس آخر يعني عودة الزوج ليتناولا معا طعام العشاء ثم يجتمعا (بل يتفرقا)في حجرة المعيشة حيث يختلي بجهاز الكمبيوتر لا يرفع عينيه ولا يديه عنه مهما اجتهدت في جذب انتباهه اليها.
سنوات من الحب جمعتهما قبل الزواج ،وأشهر بعده.... وبمرور الأعوام أصبح لايجمعهما شئ سوى جدران المنزل.
ساعات طويلة يقضيها أمام"الكمبيوتر"لا يكاد يرفع عينيه عنه .
في البداية رحبت ....فمن الأفضل أن ينشغل عنها حتى تتفرغ لواجبات أمومتها....
ثم تطور الأمر فلم يعد يرى في المنزل سوى تلك الشاشة ولم يعد يجلس الا مع هذا الدخيل "الكمبيوتر" ولا يتحدث الا مع أصدقائه على مواقع التواصل الاجتماعي (كما يطلقون عليها).
لم تترك شيئا يمكن أن يذكره أن الى جواره أنثى أو زوجه أو حتى انسان الا فعلته ...لكنه تركها ليعيش في ذلك العالم الافتراضي.
فلماذا لاتدخل هي الأخرى الى هذا العالم؟
"زهرة الياسمين"
هذا هو اسمها وصورتها أيضا
صفحتها تمتلئ بكلمات تشير الى امرأة تشكو من الوحدة وتبحث عن الحب.
لم يكن غريبا أن تنهال عليها طلبات الصداقة وكان "هو" من بينهم
لم يترك كلمة كتبتها – مهما سخفت-الا وأبدي اعجابه بها،لم يترك خاطرة الا وشاركها فيها.

مساء الخير-
هذه المرة ليست انذارا بعودة الزوج ،لكنها تحية مكتوبة أرسلها اليها"هو" عبر البريد الخاص
تبعتها كلمات كأنها قطرات الندى لامست "زهرة الياسمين" فأعادت اليها نضارتها وأعادتها للحياة .
أصبح قلبها وعقلها معلقان بما يكتبه لها ....تنتظر تحية المساء لتدخلها الى العالم الافتراضي الذي يشاركها فيه بعد أن سئمت الوحدة في عالم الواقع.
أحاديث طويلة تستمر ساعات ....تحدثا في كل شئ ...أخبرته أنها متزوجة وأن زوجها لايهتم بها ...تعجب كيف لمثلها أن تهمل !!!!!
أخبرها أنه يعاني كذلك من انشغال زوجته عنه .....فأجابت بالصمت !!
*********
في تلك الليلة تناولا طعام العشاء لكنه لم ينطلق الى شاشته كالمعتاد....نظر اليها نظرة ذات مغزى ..تعرفها جيدا تلك النظرة .... افتقدتها منذ زمن ثم نسيتها....لم تعد تتوق الى ملامسة جسد بلا روح ،لم تعد ترغب في أن يصبح العشق أحد الواجبات الزوجية ثم ينتهي كل شئ بمجرد اشباع الرغبة.
تجاهلت نظراته وانطلقت الى عالمها الافتراضي ....وجدته "هو" ينتظرها كعادته ...
-أريد رؤيتك .....لابد أن نلتقي
تجاهلت طلبه ،تريد أن تظل "زهرة الياسمين" ويبقى "هو" ....تريد أن يستمر الحلم ......
كيف تخبره أنه يراها ....أنها بجانبه .....هل تخبره أنها زوجته؟
نعم "هو" زوجها ...لم تستطع الوصول اليه وهو بجانبها فالتقت به هناك في عالمه.
هناك عندما عادت امرأة أدركت أنها لازالت تحبه ....كما كانت منذ عرفته.
وهناك عندما وجدها أحبها .
لن تقابله ...ولن تخبره بحقيقتها
لا تريد لحلمها أن ينتهي ...
ستظل معه في عالمه حتى يعودا منه سويا ...أو يستمرا فيه معا ..








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. -مستنقع- و-ظالم-.. ماذا قال ممثلون سوريون عن الوسط الفني؟ -


.. المخرج حسام سليمان: انتهينا من العمل على «عصابة الماكس» قبل




.. -من يتخلى عن الفن خائن-.. أسباب عدم اعتزال الفنان عبد الوهاب


.. سر شعبية أغنية مرسول الحب.. الفنان المغربي يوضح




.. -10 من 10-.. خبيرة المظهر منال بدوي تحكم على الفنان #محمد_ال