الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الشعوذة وعقدة الأعياد والطقم الاسود

فاروق عطية

2015 / 8 / 19
كتابات ساخرة


في مقال اليوم سأعرض لحدثين مختلفين ولكن يربط بينهما رباط واحد هو الخرافة والشعوذة. رغم أننا شعب حضاري تمتد جذور حضرتنا لأكثر من سبعة آلاف سنة, ونسبة المتعليون والمثقفين لدينا بالقطع أكبر منها فى أى دولة أفريقية أخري ومع احترامي وتقديري لجميع شعوب الدول الأفريقية الأشقاء لكنهم حديثي عهد بالحضارالمعاصرة وإن كانت لهم ثقافاتهم وحضاراتهم الخاصة، وما يحيرني أكثر كيف يقع الكثير من رجال الأعمال والأطباء والمهندسين وأساتذة الجامعات فى براثن أولائك الدجالين الذين تعددت جرائمهم فى الفترة الأخيرة. وما يدهشني أكثر أن تتفشى الخرافة فى مجال الرياضة بصورة واضحة، وأوضح مثال لذلك ما حدث من إداري فريق كرة القدم بنادى الزمالك قبل اندلاع ثورة الخريف العربي بعام حيث تدنت نتئائج الفريق الكروي بصورة مذرية، وبدلا من البحث عن الأسباب بطريقة علمية انتشرت خرافة التشاؤم من اللعب فى الأعياد حتى صارت لديهم عقدة الانهزام فى أى عيد حتى لو كان عيد حصاد الباذنجان، وحاولوا ابعاد النحس بذبح العجول على أرض الملعب ولم تشفع الذبائح بالطبع. والعقدة الأخرى التى تسيطر على فريق الزمالك هى ارتداء الزي الأسود الذي هُزموا به وعلى أرضهم من فريق طلائع الجيش بالدورى وتكررت الهزيمة به من فريق مغمور بالدرجة الثالثة من احدى قرى الدقهلية تدعى بنى عبيد وهي بلدة لا توجد علي خرائط الجغرافيا أوالتاريخ حيث استسلم فريق الزمالك ورفع الراية البيضاء للهزيمة والخروج المهين من مسابقة الكأس وكأنهم استعدوا لها بارتداء الملابس السوداء مقدما ولعبوا بها المباراة، أصيبت جماهير الزمالك بحالة رعب وانقباض وهي تشاهد فريقها يلعب باللون الأسود وكأن الفريق استعد لتقبل العزاء في ميت عقبة بعد العودة. علما أن اجمالي عقود لاعبي فريق بني عبيد لكرة القدم قاهر فريق الزمالك بنجومه بأثمانهم الفلكية المحسوبة يالملايين من الجنيهات واليورو والدولار وقاهرهم إجمالي ثمن إجمالي لاعبيه وعددهم 27 لاعباً 153 ألف جنيه فقط. قال أحد الظرفاء بعد الهزيمة: طالما أن اللاعبين وجهازهم الفنى أخذوا معهم الملابس السوداء كان يجب أن يأخذوا معهم خمسين ندابة من أمام مشرحة زينهم وعشر سيارات لنقل الموتي يركبها اللاعبون وجهازهم الفني بدلا من الأتوبيسات, ويركب "النسوان" الندابات سيارة نقل مكشوفة يلطمن ويلطخن وجوههن ووجوه الفرقة وجهازها الفني بالطين ويندبن "ما كانش يومكم يا حزانى يا لابسين الأسود. ياللي مرغتوا وجوه جمهوركم في الطين, ياللي جبتوا لنا الضغط والقلب والكبد والبنكرياس والمرارة ومرض السبحس !!". ومما يؤسف له أن تنزلق إدارة الزمالك بدكاترتها ومستشاريها وكباتنها لوسائل الدجل والشعوذة, فقد احضر أحد كبار المشجعين والمحبين للزمالك وعشاقه أحد "المنجمين المغاربة" المعروفين في بعض أندية الخليج الكبيرة ليقوم بفك السحر وإخراج العمل المعمول لهم, وأكد الدجال المغربي لهم انه معمول للفريق عمل وبدأ يمارس دجله وأجري بعض الطقوس وطلب أرقام فانلات النجوم وبعض البيانات عن كل لاعب وتم كتابتها علي أوراق مزهّرة بماء الورد والزعفران ووضع الأوراق في سطل من المياه وأمر برشها "فجرا" امام بوابات النادي وعلي أرض الملعب! وطمأن "المنجم" من كانوا معه بأنه فك النحس, والزمالك قادم إلى الاستقرار والفوز, وسوف يعود الفريق ونجومه لمستواهم وحالتهم الطبيعية وسوف يقدمون مستواهم المتميز, وسوف يحققون الفوز على الأهلي. وبالطبع المنجم المغربي يريد أن يرضي "الزبون السقع" ويحصل على المكرمة وقال ما يثلج صدورهم وينعش آمالهم بأن امبراطورية الأهلي ذائلة, والمستقبل المشرق ينتظر الزمالك والفوز سيكون حليفه!! وبالطبع فرح الجهاز الكروي للزمالك بما قاله العراف ووضعوا في بطونهم بطيخ صيفي وشتوي وخريفى ونزل الفريق اللقاء مع الأهلي وكأنهم في نزهة نيلية أو حتي صحراوية وجاءت النهاية التقليدية الحزينة بهزيمة الفريق كالعادة وفوز الأهلي بستة أهداف وأثبت أن امبراطوريته مستمرة حتي إشعار آخر، وفسر البعض الهزيمة بارتداء فريق الزمالك للشورت الأسود المشئوم. !!
لست أدرى كيف يكتشف من ينظر فى وجهىى أننى صعيدى ساذج، وأن سذاجتي قد تفوق سذاجة من اشترى العتبة الخضراء الذي ربما قد يكون أحد أجدادى، أو ذلك الذي اشترى الترام وقد يكون أيضا من عائلتى. خطرت على بالى هذه الأفكار وأنا جالس بمقهى النشاط بشارع فؤاد "23 يوليو" اتابع مع غيرى من أرباب المعاشات حركة المارة الذين يملأون الشوارع وكأن مصر خلت من العاملين والكادحين وأصبح الجميع صُيّع يتجولون ولا يهدأون ويملأون الشوارع ضجيجا, والطرقات زحمة ومعدش رحمة، وفجأة أقبل على جلستى ثلاث رجال لا أعرفهم إثنين منهم أفارقة وثالثهم يبدو أنه مصرى مثلنا. جلس ثلاثتهم على طاولتى والابتسامة العريضة تملأ وجوههم. بادرنى ثالثهم بالسلام والتحية، وقدم لى زميليه على أنهم رجال أعمال من غانا، وأنهما توسما فى الطيبة والجدعنة والإخلاص، لذلك فهما يقدمان لى فرصة العمر فى الثراء السريع، هُما متخصصان فى توليد الدولارات باستخدام الزئبق الأحمر المجلوب من مومياوت القدماء المصريين. بالطبع أيقنت انهم نصابون فرسمت على وجهي المزيد من علامات السذاجة والاندهاش، وقام أحد الافارقة بفتح حقيبته السيمسونيت وأخرج منها لوحين سوداوين وضع بينهما قطعة من الورق وأسفلها ورقة عملة دولارية فئة 100-$- ورش عليها رشة من مسحوق أحمر، واغلق عليها حقيبته قائلا سيستغرق التحول 20 دقيقة، قضيناها فى الدردشة واحتساء الشاى. بعدها فتح الحقيبة واخرج ما بين اللوحين الأسودين، ورقتين من فئة 100-$-، تصنعت الدهشة والانبهار. طلبوا منى أن أجهز 250 ألف دولار ليضاعفوها لى مقابل 10% ثمنا للزئبق الأحمر، وأنهم متنازلون عن اتعابهم هذه المرة وسيتقاضون أتعابهم فى المرة التالية. اظهرت لهم امتنانى وترحيبى وطلبت منهم مهلة 24 ساعة لتدبير المبلغ المطلوب، وحصلت منهم على عنوان مكان اللقاء. وفى الميعاد المنتظر ذهبت لهم حاملا حقيبتى المتخمة بالدولارات، وفور فتح أحدهم للحقيبة هجمت الشرطة وقبضت عليهم متلبثين بجريمة النصب الدولى، شكرت ضابط الشرطة المتعاون, وانفجرت فى الضحك على سذاجة أولائك النصابين، فاستيقظت أم العربى على ضحكاتى، فوضّحت لها الأمر بتآمرى للقبض على عصابة دولية فى حلمى، فنظرت إلى مليا ثم قالت: خللى بالك فى الحلم القادم، اكيد سيتتبعك المجرمون ويقتلونك وأستريح من أحلامك المزعجة..!!








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. لما تعزم الكراش على سينما الصبح ??


.. موسيقى وأجواء بهجة في أول أيام العام الدراسى بجامعة القاهرة




.. بتكلفة 22 مليون جنيه.. قصر ثقافة الزعيم جمال عبد الناصر يخلد


.. الكلب رامبو بقى نجم سينمائي بس عايز ينام ?? في استوديو #معكم




.. الحب بين أبطال فيلم السيد رامبو -الصحاب- ?