الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


وفشل.... أيضا الحاكم الجعفري

جاسم محمد كاظم

2015 / 8 / 19
مواضيع وابحاث سياسية


وفشل.... أيضا الحاكم الجعفري


على طول تاريخ طويل لعمر قصير بجيل كان يحلم بعالم جديد مختلف عن لحظات عيش صبغتها عناوين الذلة ونظرات الاحتقار وأمنية نفس مشروعة بحاكم من نفس الجلدة والصبغة والعقيدة كساها الموروث المنبعث من غبار الماضي البعيد ألوانا براقة لأبنية موهومة في فراغ عقل نسج من ذاته كلمات بعيدة جعلها فضاء السياسة المكبوت المحتقن بالقهر والقسوة تكتسي بأثواب من حقائق وردية عن حلم حاكم لم يأتي بعد كما في أساطير الحكاوات القديمة المنبعثة من شفاه العجائز المنكمشة أيام شتاوات قارصة لتنيم أطفالا تتمعج أمعائهم بالجوع والبرد .
ونام البعض وصحا على نفس وتيرة الحلم المتكرر كل لحظة بان ذلك الحاكم الجعفري الموعود سوف يضرب الأرض لتتحول إلى ذهب اصفر ويطعم من يده أمعاء الجياع ويخرج إلى الوجود كل ثروات الإسلاف المطمورة .
ورحل البعض متألما ولم ترى عيناه مشهد الحلم ونبوءة تلبس ثوب الحقيقة وان اكتفى بكلمات المشايخ ووعودهم التي ترسخت في الذهن عبر زمن الخنق حتى تحول شبح ذلك الحاكم إلى شعارا في هبة ربيعية عفوية طالبت من ذلك الغائب المختفي بالأزلية أن يأتي من وراء سحابة البعيد ليجلس على كرسي السيادة .
وذاب الحلم تلكأت الأساطير والطلاسم وخالفت نبوءات العرافين التي أجمعت على خروجه الموعود حتى تمدد الزمن بعد ذلك بعقد كامل ليأتي على متن" ابرامز الحديدية " التي كسرت ظهر الجبروت الفاشي وعسكرتارياتية المقيتة وان خالف هذا الحاكم نبوءات عرافيه على عكس ما سمعنا وقرنا في كتب المشايخ بأنة شرقي الاتجاه لا من الجنوب ولم تكن راياته سوداء مثل رايات بدر بل راية واحدة تتكون من احد وخمسون نجمة فتحت للتاريخ أفواه أفرغت قيحا متيبسا عبر أجيال طمرت ولم تحلم عيونها بيوم يولد من رحم الكون مثل هذا اليوم .
وكان الحاكم الجعفري لحما ودما ولحظة لم يحلم بها التاريخ عبر سيرة الكرولونوجي يوما أبدا .
لكن التاريخ هو التاريخ يصنعه الإنسان بيده وان كان الإنسان يجهل جوهر أعمالة وينسب ما يعمله إلى قوى المثال البعيد فكان اغترابه الأزلي عن عالمة الواقعي الذي لم يتبدل بهذا الحاكم بل ازداد سوئا حين انتحر المثال على مذبح السلطة ولم يكن هذا الحاكم الجعفري متفردا عن غيرة من الحكام بل هي السلطة التي تتسلح بالحديد والنار عبر كل زمنها الغابر وبدأت تفك طلاسمها الغيبية المتحجرة المسكوكة بحلقات المثال إلى شي حقيقي بدا يتجذر في عقلية أؤلئك الذين بدئوا يستفيقون من سبات الماضي وترياقه المنوم ولم يجدوا أن صورة هذا الحاكم تختلف عن كل صور الحكام السالفين .
ليكون أن مابين المثال والحقيقة هو التطبيق الذي لابد للعراقيين أن يكونوا قد ادر كوة في نهاية المطاف واستفاقوا من الترياق المخدر الذي راود عقولهم عبر مسيرة أجيال لا ولن تحصل على حقها المفقود إلا بالعمل وفهم هذا العالم الواقعي على حقيقته وعلاقاته الواقعية لا بأحلام واهية مأخوذة من شفاه عجائز وعرافين حين واجهت نفس رصاص السلطة وهراواتها وجلاديها عندما أرادت أن تعبر عن حق بسيط من حقوقها التي لم تحصل على شي منها لحد ألان .
جاسم محمد كاظم








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. من هو محمد مخبر الذي سيتولى رئاسة إيران موقتا بعد وفاة رئيسي


.. فرق الإنقاذ تنقل جثامين الرئيس الإيراني ورفاقه من موقع تحطم




.. هل ستكون لدى النائب الأول للرئيس صلاحيات الرئيس رئيسي؟


.. مجلس صيانة الدستور: الرئيس المقبل سيتولى مهام الرئاسة لأربع




.. ماذا سيختل بغياب الرئيس رئيسي عن السلطة؟