الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الصديق ابو حسين

ابراهيم الحريري

2015 / 8 / 20
مقابلات و حوارات


صديقي ابو حسين
----------------------
مدنية ! مدنية!
كان صوتا من اعلى الأصوات , او هكذا بدا لي...
مدنية ! مدنية ! مرة اخرى.
التفت . حدقت في صاحب الصوت , كان يعتمر كاسكيتا يقيه وهج الشمس , لكنه يكاد يحجب وجهه.
مدنية ! مدنية ! اعلى . اشد حماسة.
حدقت مرة اخرى , بتركيز اكبر . انه هو , صديقي ابو حسين . كدت لا اصدق ! كيف حدث هذا ؟كيف وجد طريقه و عائلته , زوجته و صغاره , مع انني , غفلة او تقصيرا او عدم ادراك للتحولات التي ادركته , هو الآخر ,لم اكن دعوته الى ساحة التضامن مع المحتجين في الوطن , التي شارك فيها حوالي المائة و الخمسين من المواطنين و المواطنات العراقيات في تورونتو قبل اكثر من اسبوعين
*********
التقيت ابو حسين , اول مرة قبل حوالي الثلاث سنوات , في مشغله لتصليح الملابس في JACKSON SQUARE واحد من اكبر المولات في مدينة هاملتون قصدته في عمل يتعلق بمهنته , ( توسيع خصر بنطلون بعد ان ضاق بي و ضقت به !) اكتشفت انه عراقي , و كانت هذه مناسبة لتبادل الحديث عن ما يشغلنا معا , و ان اختلفت مواقعنا.
كان ابو حسين متديّناً - و هو ما يزال _ و لم اخف عنه انني يساري . كان ابو حسين يراهن على تجربة الحكم الأسلاموي , مع بعض التحفظات , و مع اني كنت اكثر منه تحفظا , الا انني تمنيت له و لها التوفيق , قلت , و انا لا اريد ان اقسره على تقبل رأيي : لننتظر و نر .. اهديته واحدا من كتبي ( جدل الخارج و الداخل على الآكثر ) و لما عدت بعد ايام كانت ابتسامة عريضة تفترش وجهه السمح . صافحني بحرارة . قال : اكتشفتك على الغوغل ! لكن اكتشافه لم يحل دون ان تتواصل صداقتنا , وبين ان يتواصل حوارنا.
كان في كل مرة يزداد قلقا على العراق , و يزداد تحفظه على التجربة.
سافر مع عائلته الى العراق قبل بضعة اشهر , و عندما عاد كان يائسا : نفضت ايدي ! قال
ممن ؟ من الدين و التدين ؟ لا ! فقد كان يتهيا لأَداء الصلاة . فهمت . من التجربة التي تتخذ من الدين و " التشيع "ستارا للنهب , و قادت البلاد الى الكارثة , حتى وصل العراق الى الحضيض...
***********
ابو حسين ! يا صديقي الطيب!
سنجد انفسنا - دائما - على الطريق ذاته , ما دام يجمعنا حب العراق و اهله.
و كفى به , و نعمى له و لمن يسلكه , من طريق , و ما أرحبه.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. إسرائيل تهدد بحرب واسعة في لبنان وحزب الله يصر على مواصلة ال


.. المنطقة الآمنة لنازحي رفح | #غرفة_الأخبار




.. وثيقة تكشف تفاصيل مقتل الناشطة الإيرانية نيكا شكارامي عام 20


.. تقرير إسباني: سحب الدبابة -أبرامز- من المعارك بسبب مخاوف من




.. السعودية تسعى للتوصل لاتفاقيات شراكة أمنية مع الولايات المتح