الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


تأصيل انطلاق المظاهرات الجماهيرية في العراق

فريد جلَو

2015 / 8 / 20
مواضيع وابحاث سياسية


انطلقت مظاهرات جماهيرية عارمة في كافة مدن العراق حتى في القصبات والمدن النائية , ترفع شعارات قسم منها مطالب خدمية والقسم الاخر وفي وعي متميز غير مسبوق للشارع العراقي وعلى الأقل للمرحلة التي تلت سقوط الطاغية المقبور , شعارات تتعلق باصلاح النظام السياسي وادائه وهو تحت لافتة الدولة المدنية الذي اصبح هذا الشعار مطلب معظم المتظاهرين وبعناوين فرعية القضاء على الفساد والمحاصصة والى اخره , وفي الحقيقة ان هذه المظاهرات تروي قصة شعب كبا ثم نهض , كبا منذ ما يقرب خمسين عام لينهض بقوة من جديد .
يحاول البعض جعل هذه المظاهرات بدون جذور تاريخية ليسهل اقتلاعها لاحقا وبالتالي اقتلاع مطاليبها والعبور عليها الى ضفة امانهم كما يتصورون , كما يحلو للبعض ان يصور انتفاضة بوعزيزي في تونس بأنها نخوة جماهير لبو عزيزي المظلوم وليست انتخاء الجماهير لنفسها وهي المظلومة كما بو عزيزي .
اولئك انفسهم يحاولون اسقاط انتفاضة تونس بشكلها اعلاه على المظاهرات الجماهيرية التي هي في حالة صيرورة في طريق الانتفاضة ليجعلوها انتفاضة الكهرباء او انتفاضة البطالة او الخدمات البلدية , ولكنها انتفاضة كما اسلفنا من اجل اصلاح النظام السياسي ككل للخروج من عنق الزجاجة .
ان هذه المظاهرات هي امتداد لكل ما عرف عن الشعب العراقي من قدرات تفعَل في اللحظات المناسبة لأحداث تغيير نوعي , والشواهد كثر .
اما ما يخص عنوان المقال فأني ارجع الفضل في هذه المظاهرات لحراك عمالي سبقها بعدة أشهر , قادته تنسيقيات عمال وزارة الصناعة واتحاد النقابات العمالية العراقية واحزاب سياسية آزرت مطالبهم بكل قوة بعد محاولات لتجويعهم عبر قطع رواتبهم ودفعهم لترك منشآتهم الصناعية والبحث عن مصدر رزق آخر , والغرض طبعا فتح الابواب امام رأس المال الطفيلي المتداخل مع السلطة اما للاستيلاء وبأثمان رخيصة على هذه المصانع او لقبرها نهائيا لصالح المستورد بالرأس مال الطفيلي المحلي و بشكل ممنهج للقضاء نهائيا على الصناعة والزراعة مع الأصرار على الأبقاء على الأقتصاد الريعي الأحادي الجانب .
ومن هنا جاءت مظاهرات الطبقة العاملة منددة بهذه السياسة الأقتصادية ومطالبة بتفعيل القطاع العام والخاص في مجالي الصناعة والزراعة اضافة الى المطالبة بأستحقاقاتهم المالية من رواتب ومطاولتهم في النزاع جعلتهم يحققون بعض الأنتصارات , فتغيرت الصورة لدى الشارع العراقي حيث ايقن ان التظاهر والمطاولة كفيل بأسترجاع حقوقه المستلبة , لذى نجد اليوم ان الجماهير تخرج زرافات للمطالبة بحقوقها , ونجد في المقابل ان الدولة بكافة اجهزتها تقدم تنازلات هنا وهناك لأمتصاص نقمة الجماهير او هي لم تحقق لحد الآن ما تتطلع له هذه الجماهير من تغييرات جذرية , فأجهزة الدولة تناور بكل مؤسساتها التنفيذية والتشريعية والقضائية , ولكن الجمهور تعلم المطاولة من الطبقة العاملة التي لا تملك شيئا لتخسره , وفي هذه المطاولة سنجد جميعا الضوء في آخر النفق .
فتحية للطبقة العاملة التي فتحت كوة في النفق .
فقانون العمل الذي صوت عليه البرلمان اليوم ما هو الا اعتراف خجول بحقوق الطبقة العاملة العراقية الذي تاه في أروقة البرلمان لسنين طويلة .
ولكن الأنتصار النهائي في هذه المرحلة يكمن في ضبط ايقاع التظاهر وخصوصا الشعارات , فالتركيز على الدولة المدنية الديمقراطية العادلة هو الأهم .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. -أسلحة الناتو أصبحت خردة-.. معرض روسي لـ-غنائم- حرب أوكرانيا


.. تهجير الفلسطينيين.. حلم إسرائيلي لا يتوقف وهاجس فلسطيني وعرب




.. زيارة بلينكن لإسرائيل تفشل في تغيير موقف نتنياهو حيال رفح |


.. مصدر فلسطيني يكشف.. ورقة السداسية العربية تتضمن خريطة طريق ل




.. الحوثيون يوجهون رسالة للسعودية بشأن -التباطؤ- في مسار التفاو