الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


اليمن إلى أين !!!

حمدى السعيد سالم

2015 / 8 / 20
مواضيع وابحاث سياسية


الذي يجري هو عملية اعادة ترتيب جديدة لخارطة اليمن لتلبي مصالح قوى محلية ودول إقليمية ودول كبرى لها مصالح حيوية في المنطقة....
حيث يتم الترتيب بشكل واضح لتقسيم اليمن الى ثلاثة أقسام :
القسم الاول الجنوب سابقا وهو اهم جزء وسيسلم لدول الخليج .....
القسم الثاني المناطق الجبلية الزيدية و سيسلم لإيران ....
القسم الثالث المناطق الساحلية الغربية وهذه ستوضع تحت السيطرة الدولية بقيادة أمريكا...
هذا التقسيم امامه عقبات كبرى وخاصة امام انفصال الجنوب وتتمثل في الآتي:
١-;-- عدم وجود قوة جنوبية لديها إمكانات عسكرية وامنية تستطيع بسط سيطرتها على الارض وتسد الفراغ الأمني الذي سيحصل في حال الانفصال ....
٢-;-- ضعف وتفكك الأجنحة السياسية الجنوبية وتناحرها في ما بينها رغم اتفاقها جميعا على مطلب الانفصال ....
٣-;-- تواجد تنظيم القاعدة بشكل قوي ومؤثر وقدرته على سد الفراغ في حالة اي انفصال فجائي وبطريقة غير منظمة ومرتبة ....
٤-;-- ردة فعل أبناء الشمال سواء من اصحاب المصالح والامتيازات في الجنوب ام الناس البسطاء المثاليين والوطنيين المؤمنون بالوحدة....
وللتغلب على هذه العقبات قامت القوى التي تسعى لتقسيم اليمن وبمشاركة مجموعة الجنوبيون في السلطة وغيرها من القوى التي تسعى لتقسيم اليمن بتذليل كل العقبات التي تعترض طريق التقسيم على النحو التالي :
- قامت بتوجيه ضربة عسكرية قوية جداً لتنظيم القاعدة في الجنوب أضعفت تواجده بشكل كبير ....
- استغلت عملية توجيه الضربة العسكرية للقاعدة في الجنوب لتشكيل قوة عسكرية جنوبية قادرة على سد اي فراغ أمني قد يحصل عند اعلان الانفصال وذلك بتجنيد عدد كبير من الجنوبيون تجاوز ١-;-٥-;- الف جندي جديد كلهم جنوبيون بالاضافة الى اللجان الشعبية التي تم تشكيلها سابقا وسيضاف اليهم جميع العسكريون الجنوبيون المتواجدون في جميع وحدات الجيش اليمني...
- كما استغلت فرصة ضرب القاعدة لسحب كميات كبيرة جداً من الأسلحة والعتاد الحربي الى الجنوب تحت مبرر ضرب القاعدة .....
- اما فيما يخص فصائل وأجنحة العمل السياسي فقد حقق عبد ربه منصور اختراق كبير في هذا الجانب حيث استطاع إقناع قيادات كبيرة وهامة بالانضمام اليه بعد ان أقنعهم انه هو من يستطيع تحقيق مطلبهم بالانفصال وبدون اي خسائر تذكر....
وهذا واضح في تصريحات هذه القيادات في الفترة الاخيرة ...
بعد هذا بقيت أخطر نقطه تواجه مشروع اعادة ترتيب الخارطة وهي ردة فعل أبناء الشمال على مشروع الانفصال
ووجدت القوى الساعية لإعادة تقسيم اليمن ومن ضمنهم المجموعة الجنوبية الحل الرهيب للقضاء على هذا الخطر وهو ادخال أبناء الشمال في أتون حرب اهلية جهنمية تقضي على الأخضر واليابس في الشمال.....
ساعدها في هذا ظهور المشروع الحوثي واطماعه في التوسع والسيطرة اعتمادا على القوة المسلحة....
ولذا سعوا بكل قوه على تشجيعه بل ودعمه وتسهيل الامور له من اجل بسط سيطرته على مناطق الشمال وهم يعرفون في نفس الوقت ان هناك قوى اخرى قبلية وسياسية موجودة في الشمال سترفض توسع الحوثي عبر القوة العسكرية وستعمل على مواجهته لا محاله
وهذا ماهو حاصل الان تماما ....
ومع هذا لن تجرؤ المجموعة الجنوبية على اعلان الانفصال الان وبشكل مباشر للأسباب التالية :
١-;-- اي اعلان للانفصال الان قد يدفع بالشماليين الى الشعور بالخطر الذي يحدق بهم وهذا سيدفعهم للمصالحة وتوحيد صفوفهم ضد الانفصال....
٢-;-- صعوبة الحصول على الاعتراف الدولي بالانفصال في هذه المرحلة رغم الموافقة الضمنية على ذلك.....
٣-;-- حاجة الجنوبيون الى استكمال ترتيب أوضاعهم الداخلية في الجنوب واستكمال بناء أجهزتهم الخاصة التي تمكنهم من السيطرة على الوضع في الجنوب بشكل كامل....
٤-;-- ترك فرصة اكبر امام الشماليين من اجل تصفية وقتل بعضهم البعض واستنفاذ قدراتهم وإمكانياتهم في حرب عبثية لا يمكن ان تؤدي إلا الى أضعافهم....
وعليه فأن الخطوة التالية لاستكمال المخطط هي :
تهيئة الأوضاع واستكمال الترتيبات لاقتحام الحوثيون للعاصمة صنعاء وسيوجدون المبرر الكافي للحوثي للقيام بمثل هذه الخطوة عبر عدة وسائل قد يكون منها القيام بعملية اغتيالات لبعض القيادات الحوثية في العاصمة كما حصل لمركز بدر بالصافية.....
ولمنزل قيادي حوثي وجامع بالروضةمما يعطي المبرر للحركة في اقتحام صنعاء بذريعة حماية قادتها وأفرادها من الاعتداءات عليهم وفرض الأمن والاستقرار على اعتبار ان اجهزة الدولة أصبحت عاجزة وغير قادرة على القيام بواجباتها بعدما يتم التسهيل والتنسيق لدخولها عبر وجاهات وقيادات وتسليم مراكز ومواقع مهمه عبر تحالف معهم كون نفوذه ومساعيه مضمونة...
وبعد اقتحام العاصمة ستقوم المجموعة الجنوبية بقيادة عبد ربه منصور بالانتقال الى مدينة عدن بحجة الوضع الأمني الخطير في العاصمة وعدم قدرته على ممارسة مهامة من صنعاء
وبهذه الخطوات يكون قد تحقق جزء مهم ورئيس من مخطط التقسيم وإعادة رسم خارطة اليمن مجددا وهو فصل الجنوب عمليا مع بقاء الوضع نظريا ان دولة الوحدة ما زالت مستمرة حيث لن يتم الإعلان عن عملية الانفصال بشكل علني ورسمي وهذا له أهداف ومبررات وأسباب خاصه وهي على النحو التالي :
- ستتم عملية استكمال بناء الأجهزة والمؤسسات في الجنوب التي ستكفل السيطرة التامة على الجنوب
- استمرار الاعتراف الدولي واستمرار التمثيل الدبلوماسي مع ما يعنيه من استمرار للمساعدات الدولية اقتصادية وأمنية وكل هذه المساعدات سيستفيد منها الجنوب فقط ....
- سيتم العمل على سحب اي إمكانيات للدولة الى الجنوب تحت مبرر الحفاظ عليها من الجماعات المسلحة المتحاربة مثل الطائرات سواء عسكرية او مدنية وغيرها من الإمكانيات وخاصة العسكرية .....
ولدى عبدربه كرئيس جمهورية كافة الصلاحيات التي تمكنه من فعل ما يريد....
- سيتم بعدها تأجيج الصراع بين القوى المتحاربة في الشمال من اجل القضاء عليها تماماً وعلى اعتبار ان بؤرة الصراع هذه ستكون كمين ممتاز لاستنزاف جميع القوى السيئة بالنسبة لهم وهم الحوثيون ومعهم حليفهم الرئيس ايران والمؤقت المؤتمر ومن يعادونه الإصلاح .....
- مع اشتداد حدة الصراع في المناطق الجبلية سيتم تشجيع أبناء السواحل الغربية لإنشاء كيان خاص بهم يحميهم ويحافظ على مصالحهم وسيحظى برعاية وحماية دولية مباشرة
وبهذه الخطوة تكون فصول خطة اعادة رسم خريطة اليمن الجديد قد اكتملت؟؟؟؟؟

حمدى السعيد سالم
صحافى ومحلل سياسى واستراتيجى








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. شاهد ما حدث لناطحات سحاب عندما ضربت عاصفة قوية ولاية تكساس


.. المسيرات الإسرائيلية تقصف فلسطينيين يحاولون العودة إلى منازل




.. ساري عرابي: الجيش الإسرائيلي فشل في تفكيك قدرات حماس


.. مصادر لـ-هيئة البث الإسرائيلية-: مفاوضات إطلاق سراح المحتجزي




.. حماس ترد على الرئيس عباس: جلب الدمار للفلسطينيين على مدى 30