الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


من أين تستمد شرعية النقد و أحقيته ؟

معز الراجحي

2015 / 8 / 21
الثورات والانتفاضات الجماهيرية


الماركسي-اللينيني هو المناضل الميداني المنخرط في النضال الميداني و الجماهيري هو مناضل النقابات و الجمعيات العمالية و ذات الطابع النضالي الفئوي شبابيا و نسائيا و حسب الشرائح و الطبقي الذي يربط نضال الفئة بنضال العمال و الفلاحين و سائر المضطهدين طبقيا .فكيف لك أن تكون ماركسيا-لينينيا و انت لا علم لك و لا دراية و لو حتى دور عضوي في أي مجال من تلك المجالات المتعلقة بالحياة اليومية للطبقة الكادحة و سائر الفئات المضطهدة . كيف لك ان تكون كذلك و كل ما لديك مجرد انطباعات عن الواقع تستقيها من الفايسبوك و نشرات الاخبار الموجهة و صحافة البورجوازية و الكمبرادورو في أحسن الأحوال من مزاريب البيروقراطية و البوجوازية الصغيرة و الإشتراكية الديمقراطية خليلة الإستعمار ؟ و كيف تسمح لنفسك ان تعتبر نفسك ثائرا عن هذا الواقع و انت ليس لديك اي صلة بهذا الواقع الطبقي غير علاقاتك ذات الطابع البيولوجي الاستهلاكي و الانتاجي ( ان كنت من المنتجين و ليس من المستهلكين فقط ) و أنت لم ترتق بعد إلى مستوى المواطنة في بلد القطعان الرعايا . من الواضح ان نقدا لا تسبقه تجربة حسية مباشرة في الواقع و انخراط وجودي في العملية النضالية بشكل يومي بوعي طبقي و تنظيمي ثوري ينتصر لهذه القوى المنتجة و المعطلة على الإنتاج بما يجمعها في طبقة واحدة هي طبقة المضطهدين و المستعمرين لن يجعل منك سوى شخص متمرد اشبه بشاعر له ما يكفي من خيال الصور الشعرية المستقاة من نظريات و شعارات كانت قد كتبت باللدم أصبحت اليوم المغذي الاساسي لنعرات البوجوازية الصغيرة المتهالكة الهجينة طبقيا و فكريا . لكن هذا الشخص الدنكيشوتي لا يجيد نضم القافية و لا هو على دراية بالعروض العربي مثلا لكنه في نفس الوقت فقير الخيال و ذلك نتيجة لذلك الواقع فقير الخيال و الممارسة و العلم بمجريات الامور و أساسها العلمي النظري و بالنتيجة أساسها الطبقي . في كلتا الحالتين لن يكون غير شويعر صغير لا يتجازو شعره بعض حلقات الهواة و جمهوره من طينته من محبي الرداءة او جمهور اكتشف حديثا جمال الشعر دون ذوق مكتمل او حس نقدي قادر على النقد أو الفعل حتى في معنى الكلام و لو بسوء النوايا .
هل يحق النقد لمن ليس لديه غير تصورات عن واقع مادي متغير الملامح و متطور الشكل و المضمون مع العلم ان هذه التصورات ليست هي ذاتها الا تصورات من ذاتية عن تصورات ايديولوجية حتى و لو اتفقنا على الصحة العلمية لتلك الايديولوجيا المشتركة ؟
لا يكفي الترديد لأن كثرة الترديد لا تدل على غير قلة الفعل و كثرة العجز و إعاقة في التجديد و الإبداع دون أن نعتبر ما قد ينجر عنها من القنانة الفكرية و الحلقية و الحزبية و ما قد يعزز البيروقراطية و التبعية الفكرية و الاستلاب الروحي .
الماركسية-اللينينية ليست علما صوريا و قواعد جاهزة و الا كانت قد تحققت الثورة العمالية منذ مئات السنين و لتخلصت الانسانية من اغلالها و قضت على اعداءها الطبقيين و حل السلام و بنيت جنة العمال و الفلاحين و كل المنتجين على الارض و تخلصت الشعوب التائقة الى التحرر من الحروب و طمحت الى الاشتراكية و حققت قفزاتها التاريخية و الحضارية
ان الخطأ الحقيقي في فشل عديد التجارب المبنية على علم الماركسية-اللينينية سواء في التجارب التاريخية للبناء لدى الاحزاب الشيوعية الكبيرة و حتى الحلقات سواء في الدول المصنعة و المتقدمة اقتصاديا دول المتروبول أو في المستعمرات و أشباهاه او تجارب بناء الدولة الاشتركية و المجتمع الاشتركي في بعض الدول رغم تباين كبير بينها نظريا و عمليا ليس عدم النقد او ليس ما ينتج عن اتهامات و تصنيفات متولدة عن النقد ( اصلاحي. يسراوي. فوضوي . يميني ...) بل ان الخطأ في ان النقد يمارسه غير اهله من المتطفلين و المدعين و اشباه العارفين و المرتزقة و الحاقدين و الاغبياء ) فتتولد تصنيفات مغايرة لواقع النقد و النقد المضاد من الناقد و موضوع النقد فعوض ضبط إطار للنقد و قوانين مقيدة و الصد عن النقد من قبل غير اهله نلتهم طعم الحديث في النقد و أول إتهام مضاد سيكون الجمود العقائدي و الغباء و اليسارية و اليمينية و غيرها هذا عين الخطأ . لان ناقدا ماركسيا-لينينيا من طينتك لا يمكن ان يكون جامد العقيدة ثم ان نضالك الماركسي-اللينيني الميداني لا يطمح الى تطوير الفكر بل الى ربط الفكر بالممارسة الثورية و هذا هو المنطلق و الهدف الحقيقي لكل ماركسي-لينيني . من هذا المنظور الوفي للنظرية كما للطبقة العاملة فقط يمكن تكشف و تبرهن على صحة منطلقاتك و اهدافك و وضوحك النظري و العملي و يكون النقد نقدا بناءا علميا رفاقيا مرتبط بالنضال اليومي المشترك على اساس المهام الموحدة و الشعارات و الموحدة و الاهداف الموحدة المرتبطة بالواقع الموحد . و حينها فقط يمكنك التمييز بين ناقد و حاقد و بين من له الحق في النقد و بين من عليه ان يوحد معك النضال اليومي و منطلقاته الفكرية ليمتلك مشروعية النقد و احقيته في ذلك .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. مواجهات بين الشرطة ومتظاهرين في باريس خلال عيد العمال.. وفلس


.. على خلفية احتجاجات داعمة لفلسطين.. مواجهات بين الشرطة وطلاب




.. الاحتجاجات ضد -القانون الروسي-.. بوريل ينتقد عنف الشرطة ضد ا


.. قصة مبنى هاميلتون التاريخي الذي سيطر عليه الطلبة المحتجون في




.. الشرطة تمنع متظاهرين من الوصول إلى تقسيم في تركيا.. ما القصة