الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


عبر من التاريخ

لينا سعيد موللا

2015 / 8 / 21
مواضيع وابحاث سياسية



القائد العسكري مطالب دوماً بالنصر، يستنفر همم جنوده للقتال ويبث فيهم العقيدة التي تكفل لديهم الجرأة والاقدام والتضحية لأجل تحقيقه ، فإن فشل وتعرض للخسارة فإن الخسارة تطاله كما طالت جنده فقضوا قتلاً دون تحقيق أي مكسب . وقديما كان أغلب القادة الخاسرين يقتلون على يد جنودهم، أوبانتحار قائدهم لغسل العار، إنه استحقاق لا بد منه.

وهكذا لم يصل روما أحداً من القادة الخاسرين .

لهذا تهرب أغلب القادة العرب من الاقرار بالخسارة ودفع ثمنها، مصورين خساراتهم المذلة بالانتصارات المجيدة، فيما يشبه مسرحيات هزلية لا تلقى أي تصفيق، وقليلون منهم من ملك جرأة ناصر في تحمل المسؤولية، فحافظ الأسد الذي أعطى أوامره بالانسحاب من الجولان دون إطلاق طلقة واحدة، بما يشبه التسليم، قد رفض قرار القيادة القطرية فيما بعد بإقالته من منصبه فقام بانقلاب وزج جميع مناوئيه في السجن، وقتل من حاول الهرب في المنافي . واعتلى سدة الحكم كديكتاتور مطلق الصلاحيات حتى لحظة وفاته، وهو ورث الحكم لسلالته رغم أنه لم يحقق نصر عسكري واحد يحسب له، واكتفى بتحالفات إقليمية ودولية تحصن منصبه كحاكم مطلق،وقدم لقاء ذلك الكثير من التنازلات المذلة على حساب الشعب الذي عانى في أغلب سنوات حكمه من ضائقة اقتصادية وتخبط في سياسات تنموية زادت من الطين بلة .

وإذا كان بشار الأسد قد أوهم جنوده بقرب النصر الذي تعثر كثيراً، قد اضطر للاذعان مؤخراً والاعتراف بأنه بعيد المنال وأن على مناصريه الاقتناع بالقليل القليل بعد عجز متمكن من إعادة المناطق التي خرجت عن طاعة آل الأسد إلى حظيرة سوريا الأسد، وجاء هذا الإذعان تحت وطأة الأمر الواقع و بإملاءات من طهران، وبالتالي عجزه الواضح من تمكينهم في الحصول على مكاسب تفنن وأركان نظامه في تكرارها، فإن هؤلاء المناصرين هم من سيقدمون على الثأر لقتلاهم الذين ضحوا لأجل سراب، وراهنوا على مجموعة لا تنتهي من الأكاذيب وصلت إلى أقصى مداها، وإذا كان آل الأسد قد نجحوا في التخلص من بعض قادتهم الذين أعلنوا سراً عن تذمرهم في إشارات بقرب ساعة الاستحقاق، فإن هذه القدرة ستختفي فجأة حين يقوم المخلصين له دفعة واحدة بطلب الانتقام .

اليوم يشاع أن كل من موسكو وطهران تدعمان بقوة قيام دولة على الشريط الساحلي السوري، تسمى أحياناً بالدولة العلوية أو دولة الأقليات أو دولة علمانية، وكلها تسميات تفتقد للمضمون، ويؤكدون أن بشار الأسد سيبقى هو رئيس تلك الدويلة، موحين لأتباعهم بأنها الطريقة الأمثل للنأي بالنفس والظفر بحياة هانئة لن تكون، ويعتمدون في الرد على الخسائر المتتالية، برمي القنابل والصواريخ على رؤوس الآمنين من المدنيين بشكل يومي وفظيع، بغرض الترويع ظانين أنها الطريقة الأفضل لفرض الأمر الواقع، ينسون أن الخاسر لا يمكن أن يحكم مرة أخرى ..
وأن ألمانيا عاشت مقسمة قرابة الخمسين سنة لكنها في النهاية توحدت .

ينسون أن التاريخ لا يكذب ولا يرواغ .
وأن القتل سيلحق بالقاتل مهما طال الزمن .. يترصده في لحظة ضعف هي آتية لا محالة .

قادمون

لينا موللا
صوت من أصوات الثورة السورية








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. كيف تتطور أعين العناكب؟ | المستقبل الآن


.. تحدي الثقة بين محمود ماهر وجلال عمارة ?? | Trust Me




.. اليوم العالمي لحرية الصحافة: الصحافيون في غزة على خط النار


.. التقرير السنوي لحرية الصحافة: منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريق




.. بانتظار رد حماس.. تصريحات إسرائيلية عن الهدنة في غزة