الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


المتظاهرون في العراق ليسوا جماهير ..إنهم الشعب بأسره

اسعد الاماره

2015 / 8 / 21
الثورات والانتفاضات الجماهيرية


حينما يكون شعب بأكمله في الشوارع والساحات، فهم ليسوا جماهير، لم ينتمي هؤلاء للاحزاب السياسية أو التجمعات الواجهية لبعض الاحزاب، هم أمة سلبت حقوقها من محترفين في النصب والإحتيال، أمتهنوا السياسة واجهة لعملهم، وإلا ماذا تسمي غطاء الدين للسرقة، وإمتهان السياسة عملًا للنصب.. هؤلاء هم حكام العراق اليوم. لايوجد بهم من يفكر!! ومن يفكر بحق وبصدق ، فقد خرج من اللعبة ولزم داره حفاظا على ماء وجهه، وتاريخه العريق في المعارضة، أو العمل السياسي المعارض، ، بعض ساسة العراق الجدد، نصبوا أولاد الزناة لمقاضاة شعب الحصار، شعب الحروب، شعب التجويع وإستهانة القيم في العراق. بعض هؤلاء، نصبوا اليوم انفسهم واولادهم حكام قساة لم يعرفوا الرخاء، لم يعرفوا الرفاهية والعز، ولم يعرفوا السنوات العجاف..سنوات الدكتاتورية، وسنوات القحط، وسنوات الخوف في جمهورية الخوف، هؤلاء الحكام الجدد استنسخوا فكر بفكر، فكر التسلط والدكتاتورية السابق، بفكر ممزوج بفكر الدين المشوه، شوهوا الوجه النظيف للدين، شوهوا التاريخ النظيف للمعارضة الحقة، شوهوا الشخصية العراقية وأولها، صورة المرأة العراقية المثقفة الواعية، وجاؤا بوجوه لنساء لم يألفها هذا الشعب العريق بتاريخه وثقافته.
هل فعلا هذه صورة المرأة التي تجلس في البرلمان العراقي؟
هل فعلا هي الناطقة بأسم المُدرسة والمعلمة والطبيبة والممرضة والموظفة وربة البيت؟
هذا مستحيل أن تكون صورة المرأة العراقية بهذا الشكل القبيح، لا في الشكل ولا في المظهر الخارجي فحسب، بل في الحديث الذي لا تعرف له بداية ولا نهاية، إنهن ثلة لا يعرف أحد من العراقيين، من أين مصدرهن، وكيف ظهرن فجأة.. اقول لكم أيها البسطاء والمتعلمين والمثقفين في العراق.. إنها حملة ضد هذا الشعب المكافح، لتشويه صورته، فالساسة ليسوا هم كما يعرفهم الجميع، والبرلمانيات لسن هن العراقيات اللاتي وقفن مع الرجال في أشد الظروف قساوة..الله أعلم من أين ظهرت هذه الجماعات !! يساعدنا تخصصنا في علم النفس والتربية وعلم الاجتماع في سبر أغوار هذه الاشكال وسلوكها غير المتطابق مع العادات والقيم العراقية بشيء من الدقة العلمية، فأحوال الإنسان عجيبة، واموره غريبة، فقد حولت هذه الجماعات التي تحكم بالعراق الأديان السماوية التي قامت دعوة إلى التسامح والسلام، إلى قناع يستر به شهوة دفينة وعميقة، شهوة الحكم والتحكم، شهوة الإمتلاك والكسب غير المشروع، وهكذا إتخذوا الأديان قناعًا يستر به هؤلاء شهوة التسلط والتحكم، وهي ترفع رايات الدين على كتائب الغزو الفكري لجيل الشباب، وهدفها التحكم بإسم الدين من خلال السياسة، فالظاهر نشر الدين وحماية المؤمنين، وتكفير من يخالفهم وإلغاءه أو اعدامه، أو أرغامه على الهجرة القسرية خارج العراق. هذه الحشود هي الناس في المظاهرات في جميع محافظات العراق، منها خرج الحشد الشعبي المقدس في فعله التاريخي، وجهاده ضد من دنس الدين القويم، دين محمد وآل بيته "ع" ، هي نفسها الحشد الشعبي، تطوعت وقاتلت ودافعت عن العراق منذ أكثر من عام، وانتقدت الجيش بهزائمه، وكشفت أوكار الفاسدين في كل مؤسسة ومحافظة ووزارة، ووجدت أن من يدير الجيش هم الفاسدون، هم الذين زرعوا إنهيار القيم العسكرية، وزعزعوا الروح المعنوية لدى ابناء الجيش العراقي، وهم بعض الساسة أنفسهم الذين يديرون الدولة بكل مؤسساتها بفساد واضح ومعلن، يأكلون حقوق الناس، ويأكلون حقوق الايتام والأرامل، ويَهربون المال العام، انهم يتاجرون بدماء من أستشهد دفاعًا عن العراق، تحت مسميات عدة أولها وأهمها.. الدين الذي شوهوا صورته.. دين محمد"ص" وآل بيته "ع".
هذه الحشود هي التي لها الحق في محاكمة الفاسدين من الحكام في الدولة العراقية الحالية، ولكن بمحاكم وقضاء عراقي نزيه، وليس بفوضى وميليشيات فردية. الحق أننا أمام أشكال متجددة من قهر الإنسان للإنسان، ذلك القهر الذي يبدأ من تسلط جديد تدور عجلة صراعه في الاروقة الخفية الآن، وهو صعود جماعات لا علاقة لها بكل هذه المظاهرات، ولا الإنتفاضات، أو الحشد الشعبي، أو ماكنة الجهاد المعلن في ساحات كشف المفسدين، خوفنا يأتي من أولئك الذين سيأتون من خلف الأسوار، ويدعون كما أدعى من سبقهم وسيطروا على مقاليد الدولة مع ثلة من نساء الغجر الملثمات بغير زي العراقيات. أن صَمت الناس، صمت هذه الحشود من الملايين الثائرة مرة اخرى، تصمت طلبا للسلامة وبحثا عن طوق النجاة في بحر العواصف وتَقبل بالتغيير المنقوص، لا تلبث في النهاية أن تدفع وحدها الثمن الباهض .. نعم وحدها ..هي وحدها فقط كل الثمن الباهض.. أن فريضة المظاهرات والتظاهر ضد الفاسدين، هي أعظم فريضة، بل ربما كانت فريضة الفرائض، والتي دونها يستحيل أداء الفرائض.. الكلمة كلمة حق، قالها سيد الأحرار الامام الحسين"ع" قبل قرون، ورفض الذلة والمهانة، فثار سيد الشهداء على الطواغيت والفاسدين، الكلمة كلمة حق لا يقولها فرد أو قلة، فيكون الموت أو النسيان أو القهر، أو الغواية، أو اليأس، أو التكفير، أو البطش، وإنما هذه المرة يقولها شعب بأسرهِ، على المتظاهرين أن يعوا جيدًا، أن الشعب القادر على قول كلمة حق ..حقه في الحياة والحرية والكرامة والغد والأمل، لن يقدر عليها وحده، إلا بمن سانده ودفعه بالشجاعة والمساندة، لأن العراق بلد لن ينقطع فيه نسل التغيير والثورات، ولن تموت فيه الرجال خانعة وخائفه، وليعلم أن من يدير الدفة خفي، يخطط بمكر الثعالب.. وهو ؟؟ !! فاحذروا من يخطط في الخفاء لإفشال هذا الشعب الذي غلب على أمره لعقود.. ولن يستسلم بعد اليوم، لمن هب ودب من السياسيين الجدد.. أو أولادهم.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. ليس معاداة للسامية أن نحاسبك على أفعالك.. السيناتور الأميركي


.. أون سيت - تغطية خاصة لمهرجان أسوان الدولي في دورته الثامنة |




.. غزة اليوم (26 إبريل 2024): أصوات القصف لا تفارق آذان أطفال غ


.. تعمير - مع رانيا الشامي | الجمعة 26 إبريل 2024 | الحلقة الكا




.. ما المطلوب لانتزاع قانون أسرة ديموقراطي في المغرب؟