الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


شعار التغيير الذي حملته المرجعية، والكاتب إياد السماوي ..

مرتضى عصام الشريفي

2015 / 8 / 21
التحزب والتنظيم , الحوار , التفاعل و اقرار السياسات في الاحزاب والمنظمات اليسارية والديمقراطية


كتب الكاتب المعروف (إياد السماوي) مقالاً عن مؤامرة الانقلاب ــ كما أسماها ــ التي تمّ بوساطتها نقل السلطة، ونزعها من أيدي رئيس الوزراء السابق (نوري المالكي)، وتقليدها حيدر العبادي عبر اتفاقات حدثت في الخفاء، وتنبّئ الكاتب بأنّ الذي حدث لسلفه سوف يحدث لخلفه (العبادي) بوساطة الوجوه نفسها مستنداً إلى بعض الأخبار المسرّبة للإعلام عن نيّة إنشاء تحالف ينوي جعل بهاء الأعرجي رئيساً للوزراء .
.
لكن المفارقة الكبيرة في المقال هي جعله السيد السيستاني (دام ظلّه) السبب الرئيس في نجاح هذه المؤامرة، فهو يعدّ رأي المرجعية خطأ تاريخياً جسيماً !!؛ إذ يقول : ((ولم يكن للمتآمرين أنْ ينجحوا بالرغم من حصولهم على التأييد المطلق من قبل الولايات المتحدّة الأمريكية ومملكة الشّر السعودية ودول الجوار؛ لولا الخطأ التاريخي الجسيم الذي وقعت فيه المرجعية الدينية العليا حين صدّقت أكاذيب أعداء نوري المالكي بأنّ سياساته وتفرده بالسلطة هما سبب البلاء الذي حلّ بالعراق والشعب والعراقي)) انتهى كلامه .
.
وليسمح لي الكاتب المحترم مناقشة رأيه هذا، وعلّني أقترب من الموضوعية فيها؛ وليعلم صديقي الكاتب أنّي كنت قد ناقشت أخوتي، وأصدقائي في الآثار السلبية لزجّ اسم المرجعية في الدعاية الانتخابية، ووصفها للشعب بأنّها مصطفةً مع حزب دون غيره، وهذا وهم، وقد ناقشتهم طويلاً؛ لكنّهم للأسف حسبوني معارضاً لهم، وعدّوني مدافعاً عن الجهة التي دافعتَ أنت عنها في مقالك؛ ولكنّي أزعم أنّي كنت مدافعاً عن مقام المرجعية أن يساء لها؛ بسبب تخبّط السياسيين الذين نسبوا إليها، ودافعي في مناقشتي لمقالك متصل بذلك الدافع، فلو أصبح هذا الرأي قناعة شعبية؛ مثلما اقتنع بعض الشعب بالدعاية الانتخابية المذكورة؛ ممّا يعني ذلك الإساءة إلى مقام المرجعية، وهذا له بالغ الأثر في زعزعة ثقة المجتمع بوعي، وفكر مرجعيته المعروفة بحكمتها، ومواقفها الواعية المتّزنة إزاء الأحداث الكائنة في البلاد، وربّما سيأتي زمان ــ لا سامح الله ــ يحدث للمؤسسة الدينية ما حدث للكنيسة في أوربا في العصور الوسطى .
.
وفي قراءة موضوعية لدوافع رسالة السيد السيستاني ــ التي تعدّ جوهر رأي السيد في الواقع السياسي في العراق ــ؛ نجد أنّها غير بعيدة عن قراءة الواقع السياسي، والأمني في العراق، بل هي جاءت تحاكي ذلك الواقع محاولةً تخليص العراق من آثاره الكارثية التي تهدّد كيان الدولة، وأمن المواطنين، فتاريخ رسالة حزب الدعوة للسيد كانت في 26 شعبان المصادف 25/6؛ أيّ بعد سقوط الموصل بأسبوعين ، وكانت إجابة السيد عليها في 11 رمضان المصادف 9/7 ؛ أيّ بعد شهر كامل من سقوطها .
ولو رجعنا إلى مضمون الرسالة؛ لوجدناه دقيقاً؛ إذ قال السيد: (( نظراً إلى الظروف الحرجة التي يمرّ بها العراق العزيز، وضرورة التعاطي مع أزماته المستعصية برؤية مختلفة)) .
ولنركّز على هاتين العبارتين الدقيقتين ((الظروف الحرجة، والأزمات المستعصية))، ولا أرى نفسي مضطراً لتذكير صديقي الكاتب بالأزمات السياسية بين الفرقاء التي وصلت إلى طريق مسدود، وهي أكثر حدّة ممّا كانت عليه في سنة 2010م التي استمر الجدال فيها حول الولاية الثانية 9 أشهر؛ ولولا تدّخل اللوبي الإيراني؛ لاستمرت أكثر من ذلك، أمّا في 2014م ماكنت الظروف الحرجة تسمح بإعادة سيناريو الولاية الثانية؛ فضلاً عن الخلافات الجذرية المستعصية، وموقف الجانب الأمريكي الذي انتقم من موقف العراق من القضيّة السورية آنذاك، وسقوط الحجة من بين أيدي الجانب الإيراني ـــ الذي بقي متمسّكاً بالولاية الثالثة؛ حتى الرمق الأخير ـــ بعد خروج هذه الرسالة للإعلام .
.
إذن فرأي المرجعية في وقتها لم يكن رأياً ارتجالياً، وليس متأثراً بأكاذيب خصماء رئيس الوزراء، بل هو جاء عبر متابعة متفحّصة للأحداث، والظروف، وليتصوّر الكاتب معي؛ لو بقي الجدال مستمراً على الولاية الثالثة في ظلّ هذه الظروف الأمنية الخطيرة في وقتٍ انخفضت فيه أسعار النفط التي قصمت ظهر الاقتصاد العراقي الذي يُطلَب منه توفير المال، والسلاح؛ كي يبقى العراق واقفاً بوجه هذه الهجمة الشرسة، ولو فرضنا إنّ الولاية الثالثة تسلّمها رئيس الوزراء السابق بعد حصوله على الأغلبية المفترضة آنذاك !!، وهي وهم؛ لأنّ العملية السياسية بنيت على أساس المحاصصة التي لا مفرّ منها؛ مع صعوبة، وربّما استحالة تحقيق هذه الأغلبية؛ ممّا يعني رجوع المناكفات، والخلافات القديمة، ويكون الجديد فيها هو القديم، وهذا لا يمكن القبول به؛ لأنّ الظروف ساءت، وتعقّدت أكثر، ولا ننسى ما كان سيحدث من مخططات، ومؤامرات دولية، وأعني بها أمريكا، وإسرائيل، وإقليمية، وأعني بها السعودية، وقطر، وتركيا، وهذا له الأثر السلبي على واقع المعركة مع الدواعش .
.
وفي الختام : أدعو الكاتب إلى مراجعة رأيه، وأنْ يحاول مناقشة مضمون رأي السيد بموضوعية التي توجب عليه التخلّي عن ميوله الحزبية، والشخصية، وأنْ يراعي في مناقشته له الظروف، والأحداث الراهنة في وقتها .
وأتفق مع الكاتب بأنّ التغيير الذي قصده السيد غير محصور برئيس الوزراء وحده، بل المقصود به كلّ مسؤول قصّر في واجباته اتجاه شعبه؛ لكن الأحزاب السياسية خذلت المرجعية بإرجاعها الوجوه السابقة للأسف .
وأقدّم اعتذاري للكاتب إنْ وقع شيء في مناقشتي له لا يرضيه سائلاً المولى عزّ، وجلّ أن يوفّقه، ويرعاه .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. مواجهات بين الشرطة ومتظاهرين في باريس خلال عيد العمال.. وفلس


.. على خلفية احتجاجات داعمة لفلسطين.. مواجهات بين الشرطة وطلاب




.. الاحتجاجات ضد -القانون الروسي-.. بوريل ينتقد عنف الشرطة ضد ا


.. قصة مبنى هاميلتون التاريخي الذي سيطر عليه الطلبة المحتجون في




.. الشرطة تمنع متظاهرين من الوصول إلى تقسيم في تركيا.. ما القصة