الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


ضِد الجميع

امين يونس

2015 / 8 / 21
مواضيع وابحاث سياسية


سألني صديقي : مَعَ مَنْ تصطفُ في معمعة النقاشات المُحتدمة هذه الأيام ، حول مسألة منصب رئيس الأقليم ؟ .
ياسيدي .. في الحقيقة ، أنا ضد الكُل ! . كيف ولماذا ؟
أقولُ لكَ : لأنَ الجميع وبدرجاتٍ مُتفاوتة ، يلفونَ حول الحقائق ولا يقتربون منها .. يعرفون حَق المعرفة ، ان جوهَر الموضوع ، يكمنُ في النهب المُنّظَم لموارد الأقليم لأكثر من عشرين سنة والذي مازالَ مُستمراً ، من خلال إحتكار السُلطة . الكُل يدركون جيداً ، أن المعضلة التي نحنُ فيها ، لاتقتصرُ على منصب رئيس الأقليم ، وهل ان " مسعود البارزاني " يحق لهُ الترشُح مرةً اُخرى أم لا ، وأين يتم إنتخابهُ ، في البرلمان او خارجه ؟ كلا .. أيها السادة ، ان مُشكلتنا أعمق من ذلك بكثير ! .
فمادُمنا نتكاشَف ، فلماذا لايجري الحديث عن رئاسة الحكومة أيضاً ؟ أليسَ " نيجيرفان البارزاني " هو رئيس الحكومة المُخضرَم منذ سنين طويلة " عدا فتراتٍ قصيرة مُتقطعة " ؟ ألا يتقاسم المسؤوليةَ مع رئيس الأقليم ، عن الفشل في إدارة كُل المفاصِل ، ولا سيما في قطاعي النفط والإقتصاد ؟ .. لماذا لايُرّكِز أحد على وزير الموارد الطبيعية " آشتي هورامي " ؟ (عبقري ) ملف النفط والغاز ، ذلك الملف الغامِض والذي لم يَستفِد منهُ الناس في الأقليم شيئاً ، بل لحَقَتْهُم الخسائر المتتالية من جراءه .. ذلك الملفَ المُعتم ، الذي أفْقَرَ مئات الآلاف من البشر في الأقليم ، في حين وّفَرَ لبضع مئاتٍ من المُستفيدين الجشعين ، أموالاً خُرافية طائلة .. ذلك الملف الذي تسَبَبَ في تأزيم العلاقةِ مع بغداد .. ألا يتحمل هورامي ووعوده المُخادِعة ، جزءاً مُهما ، من مسؤولية الوضع المُتردي الذي نحنُ فيه ؟ .
ولا يمكن ، تناسي مسؤولية المُحيطين برئيس الأقليم ورئيس الحكومة ، من قيادات الحزب الديمقراطي والوزراء والمُستشارين ووفود التفاوض .. فكثيراً ماكان هؤلاء ، مُساهمينَ في جعل الأمور أسوأ .. جاعلين بنصائحهم وآرائهم المتملقة المُداهِنة ... الأوضاع متأزمة وعلى حافة الهاوية .
.......................
إذا كانَ ماوردَ أعلاه ، يخصُ الحزب الديمقراطي ، ودَوره الرئيسي ، في ما نحنُ فيهِ من وضعٍ مُزري .. فأن مسؤولية الإتحاد الوطني ، لاتقلُ عن مسؤولية الحزب الديمقراطي ، في هذا الصدد .. ف " جلال الطالباني " شريكٌ ل " مسعود البارزاني " في كُل السلبيات والفشل ، والغالبية العُظمى من قيادات الإتحاد الوطني ، شُركاء نظرائهم في الحزب الديمقراطي ، وينافسونهم في الفساد والحصول على مكاسب غير شرعية من المال العام ، منذ بداية التسعينيات ولحد اليوم .
ان سَعي الإتحاد الوطني اليوم ، لإنهاء ولاية " مسعود البارزاني " ومُحاولة جعل نظام الحُكم برلماني وتقليص صلاحيات رئيس الأقليم .. لايغفرُ لهُ أنهُ هو الذي تقاسمَ السُلطة والنفوذ والمال ، فيفتي فيفتي ، مع الحزب الديمقراطي ، منذ بداية التسعينيات .. وهو الذي خاضَ مع شريكه في إحتكار السُلطة ، حرباً داخليةً قذرة راح ضحيتها آلاف الأبرياء ، وأرجَعَتْ الأقليم عقوداً الى الوراء وأجهضتْ أحلام الديمقراطية والإستقرار . ثم هو الذي مّدَدَ ولاية البارزاني لسنتَين في 2013 بغير وجه حَق .
رغم كُل إدعاءات الإتحاد .. فأن الغياب العملي لجلال الطالباني عن الساحة ، كشفَ تشرذُم قيادات الإتحاد ، وعدم وجود قائد او زعيم ، يستطيع لَم شمله .
ان العديد من قيادات الإتحاد الوطني ، لهم مصالح تجارية ونفطية ومالية ، كبيرة ، مُتشابكة مع بعض قيادات الحزب الديمقراطي ، أو على الأقل ، تتواجد هذه المصالح ، في أماكن صفراء أي تحت نفوذ الديمقراطي .. ان هؤلاء البعض من قيادات الإتحاد ، ليسوا مُتحمسين للوقوف ضد الديمقراطي ، بسبب هذه المصالح المتشابكة ! .
بعيداً عن التنظيرات والتعقيدات .. ان غالبية قيادات الحزبَين الديمقراطي والإتحاد ، الذين كانوا قبل عشرين سنة فقط ، اُناساً عاديين ، وضعهم المالي متواضِع .. أصبحوا اليوم أصحاب ملايين كثيرة من الدولارات وأملاك في الداخل والخارج وشركات ... الخ . فكيفَ حصلوا على كُل ذلك ؟ الجواب ببساطة : بالإستحواذ على المال العام من خلال تطويع القوانين حسب رغباتهم الجشعة . كُل هذه الطبقة ، التي إستمرأت الحال وتعودتْ طيلة هذه السنين ، على إحتكار السلطة والمال والنفوذ .. ليستْ مُؤهلة أن تقوم بإصلاحات ( جذرية ) حقيقية .. لأن في ذلك نهايتها ! .
..........................
هل يختلف " نوشيروان مصطفى " عن البارزاني والطالباني ؟ .. قد لايمتلك نوشيروان مصالح نفطية ولا أموالاً ضخمة .. لكنهُ شاءَ أم أبى ، لايستطيع شطب مراحِل من تأريخهِ المُفعَم بالإحترابات الداخلية منذ الثمانينيات ومروراً بالتسعينيات ، ودوره الرئيسي في مفترقات العُنف والقتل ، وكذلك تكريس إحتكار السُلطة .
المُفارَقة .. ان حركتهُ " التغيير " ، فيها العديد من الشباب الواعد ، الذي لم يتلوث بإنتماءه للأحزاب التقليدية سابقاً ، ولم يتلوث بممارسة السلطة ... يكمنُ فيهم بعض الأمل ( فيما لو إستطاعوا الحفاظ على نقاءهم وإندفاعهم ونزاهتهم ) .. ولكن لايمكنني الثقة ، بسياسات نوشيروان مصطفى .. لأنه من ضمن الحرس القديم المُحّمَل بالأوزار والخطايا ، شأنهُ شأن قيادات الأحزاب الأخرى .
........................
هل يمكن الإعتماد ، على أحزاب الإسلام السياسي ، الثلاثة : الإتحاد الإسلامي والجماعة الإسلامية والحركة الإسلامية ... في خلق تغييرٍ نحو الأفضل ؟ ..
في رأيي ، أن التزاوِج بين السياسة والدين ، من أسوأ أنواع التزاوِج .. وينبغي العمل من خلال القانون والدستور ، على إعتبار ذلك التزاوج باطل ! . وإستصدار تشريعات ، بمنع تواجد أحزاب دينية أو طائفية .
أرى أن الأحزاب القومية : الديمقراطي والإتحاد والتغيير ، والتي ( تَدّعي ) كُلها بأنها علمانية .. إلا أنها بسياساتها المُراوغة ، تُهادِن وتتملق ، أحزاب الإسلام السياسي في الأقليم ، وفق مصالحها الضيقة ... وبالتالي تُتيح لها المجال ، للتمدُد وبث أفكارها البعيدة عن التمدُن .
......................
هل ترى ياسيدي .. بأنني لستُ مُتفائلاً كثيراً ، بأنَ هذه الطبقة الحاكمة ، مُؤهَلة لإحداث إصلاحات جذرية حقيقية ؟








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - اين ؟
د.قاسم الجلبي ( 2015 / 8 / 21 - 10:50 )
لقد ناضال الحزب الشيوعي العراقي نضالا مستميتا منذ الثلاثينيات من القرن الماضي ولحد الان وقاد العديد من المضاهرات ضد الاقطاع والرجعيه وقدم الاف من الضحايا مناصرا للعمل والفلاحين اصحاب المصلحه الحقيقيه , اين دوره الآن في الساحه الكردستانيه ؟ هل انتهى دوره في الصراع الطبقي ضد البرجوازيه في المنطقه , هل اختفى كل هذا وبسرعه البرق , ان اكثر قادته هم من الكرد قد ضحى العديد منهم حياته من اجل هذا الهدف النبيل, ام انهم اصبحوا ذيولا للحكام العشائرين الحالين, نأسف الى ما الت اليه الآوضاع في هذا البلد الذي انتج العديد من المناضلين والمفكرين الكبار, مع التقدير سيدي الآمين


2 - حيف
حسن الكوردي ( 2015 / 8 / 21 - 15:14 )
اهديك تحياتي . حيف وألف حيف ياسيد رئيس ألأقليم مسعود البارزاني إذا كنت ناسي نُفكرك ألم تقول قبل سنوات إن أسهل مايكون هو أن أترك السلطة أم أن أقوالك شيء وأفعالك شيءُ آخر وألأن تستنجد مرة بألأحزاب ومرة البرلمان واخيراً مجلس الشورى كي تبقى رئيس أقليم لسنتين ماذا قمت طيلة حوالي ربع قرن كي تقدمه خلال سنتين اخرى.!؟؟. ومَن هم مجلس الشورى .!؟ .قبل فترة كنتُ أتمنى أن تقدم إستقالتك كي تحافض على شخصيتك ومكانتك بين الشعوب أما ألأن فلا أتمنى ذالك كي لا تكون في خانة الكبار من قادة العالم ولن تكون أبداً . يا استاذ أمين النفط ومواردَ الهم الدخان وأضراره للشعب عارٌ على هكذا شعب أن يقبل بهكذا حكام دون شخصية . وشكراً


3 - فقط سؤآل لكاك مسعود؟!
حميد كركوكي؛صيّادي ( 2015 / 8 / 21 - 16:49 )
أين جوابك م! الصريح من هذه المشكلة الشخصية؟!
أترك الجواب لك م!شخصيا! لا من -الدربارين- و لا من كي بوردات ذكية جدا!
وآني كلّش ممنون.
حميد صيّآدي يو إس أي

اخر الافلام

.. مراسل الجزيرة يرصد الأوضاع الإنسانية من داخل مستشفى كمال عدو


.. عاجل | مصدر لبناني للجزيرة: حزب الله فقد الاتصال بهاشم صفي ا




.. ما أغلى 5 صفقات لحراس المرمى بالعالم؟


.. مصدر أمني لبناني يكشف للجزيرة أن حزب الله فقد الاتصال برئيس




.. إسرائيل تواصل محاولة اكتشاف مواقع حزب الله في الجنوب اللبنان