الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


العراق.... معركة عمائم

محمد السيد محسن

2015 / 8 / 21
مواضيع وابحاث سياسية


العراق.... معركة عمائم
........
محمد السيدمحسن
لندن.... 2015
.......


ما ان انطلقت المظاهرات العراقية بسبب نقص التزويد بالطاقة الكهربائية مع ارتفاع درجات الحرارة في صيف العراق اللاهب . وما ان تحددت بوصلة المطالب بالنسبة للمتظاهرين ومع تفاعل المرجع الشيعي في النجف علي السيستاني مع مطالب المتظاهرين وإطلاق حزمة الإصلاحات من قبل رئيس مجلس الوزراء حيدر العبادي حتى احست احزاب الاسلام السياسي انها دخلت دائرة الخطر فتناخى رجال الأحزاب بعمائمهم كي يجدوا مخرجا من الأزمة التي بدأت تحيق بهم
فكان استجابة رجال الدين لأحزابهم أمرا لافتا خلال الأيام القليلة الماضية واضحا للعيان حيث يحاول اصحاب العمائم المستفيدون من احزاب الاسلام السياسي في العراق وخصوصا العمائم الشيعية ، يحاولون الإيحاء بان المعركة الحقيقية هي بين الاسلام وغير المتدينين في العراق على اعتبار ان اكثر ومعظم المطالبين بالتغييرات في العراق والمشاركين بالتظاهرات هم من غير المنتمين الى احزاب الاسلام السياسي وبالتالي فهم من طبقة الكادحين وغير المستفيدين من الفساد الذي يرسم ملامحه بوضوح على مشهد العراق منذ احتلاله و الى اليوم
وبذلت احزاب الاسلام السياسي الشيعي في العراق ما بوسعها للتركيز على العمائم الداعمة في وقت ادركوا فيه ان السيستاني يعلم تماما ان المتظاهرين هم ابعد الناس عن الاسلام السياسي ولكنه وقف معهم ضد الأحزاب فأسس اصحاب عمائم الاسلام
السياسي حربا ضد عمامة السيستاني لتبدأ حرب العمائم في العراق بعد ان كانت معركة الشعب مع حكومته
ستاني وإنما من محمود الشهرودي رئيس السلطة القضائية في ايران
التيارات الاسلامية والأحزاب تداعت خلال الفترة القريبة الماضية الى الاستعانة بما هو أشبه بالفتاوى فأطل محمد اليعقوبي مفتي حزب الفضيلة وقال بان التظاهر حرام وخصوصا على التيارات الشيعية ومت جانبه أطل كاظم الحائري الذي كان مفتيا للتيار الصدري قبل ان يتمرد عليه زعيم التيار مقتدى الصدر ، وبقي موقف عصائب أهل الحق ومنظمة بدر واضحا في رفض اي تظاهر حيث حذّر هادي العامري أمين عام منظمة بدر المتظاهرين الى ان بغداد مازالت غير آمنة مخالفا تصريحاته قبل أسبوعين فقط حينما قال بان العاصمة باتت آمنة وان ارهاب داعش لن يطالها بعد الان
عمائم الاسلام السياسي الشيعي يعدون من المستفيدين من وجود كوادر احزابهم حيث ان لكل حزب وزارة او ما يزيد وان على كل موظف ينتمي الى اي وزارة من الدرجات العليا في اي منصب وفي اي مكان من المجالس المحلية في ابسط قرية عراقية الى اعلى مؤسسة نيابية او وزارية عليه ام يدفع جزءا من راتبه الشهري الى الحزب الذي رشحه وبالتالي فان رجال الدين من المعممين الداعمين لاحزاب الاسلام السياسي هم المستفيدون من هذه العملية التي تدر ملايين الدولارات على الحزب ومعمميه
السيستاني من جانبه أعاد مطالبته بالاستمرار بالتظاهر وطالب بمزيد من الإصلاحات وفي التفاتة تنم عن عدم ثقة السيستاني بأحزاب السلطة طالب عبر خطبة الجمعة بأن يكون الإصلاح وفقا للقانون منعا من ابطاله بحجة مخالفته الدستور
يبدو ان السيستاني انتظر عودة نوري المالكي من ايران ولقائه مرشد الجمهورية علي الخامنئي الامر الذي عد رسالة دعم للمالكي وتطمين له من اي ملاحقة قضائية ، انتظار السيستاني بغية معرفة ما يحاول الايرانيون التعامل مع مجريات التغيير .
وبعد مضي ثمان واربعين ساعة فقط من لقاء المالكي الخامنئي قال المرجع السيستاني ان الحكومات السابقة هي السؤولة عن الفساد وهي تهمة غير مبطنة وواضحة وجلية على انها تستهدف المالكي على اعتبار ان الأخير هو الذي سيطر على سدة القرار في العراق على مدى تسع سنوات منصرمة
نستنتج مما يجري ان السيستاني ماضي في تحديه لأرادة الاسلام السياسي الذي يقود دفة القرار في البلاد وماضي في استدراج الإيرانيين لمحاولة التعامل مع بدائل اخرى وعدم التعويل على المالكي مهما أدى من خدمات للإيرانيين خلال فترة وجوده في السلطة ، بل ان السيستاني لن يهدأ له بال الا اذا عوقب المالكي على كل أخطائه السابقة التي اودت بالعراق الى ما عليه اليوم ، اما ما بين السطور فان السيستاني يحاول معاقبة المتمردين عليه والمتحدين لفتواه قبل خمسة أعوام حينما أفتى فتوى "المجرَّب لايجرَّب" وكان يقصد بها عدم ترشيح المالكي لمجلس النواب ، وقتذاك لا الشعب التزم بفتواه فيما تحايل حزب الدعوة وتحدى الفتوى ورشح المالكي قائدا وسيدا واحدا له للانتخابات وبعد فرز النتائج وفوز اياد علاوي بالرمز الاول استنجد المالكي بالإيرانيين والامريكان لإعادة ترشيحه وان لم يكن قد فاز بالانتخابات ويومها صادر حق اياد علاوي وكان موقف السيستاني انه رفض مقابلته للأبد
السيستاني حاول ثني المالكي عن مشروع استعادة السلطة وأبلغه عن طريق سياسيين كثر لكنه لم يصخ لنداء المرجعية وقتها وتتحجج بانه لايأخذ فتاواه من السي
ويبدو ان السيستاني ادرك ما يقوم به معارضوه من احزاب الاسلام السياسي وبدأ يتناغم مع مطالب الجماهير حيث ركز في خطبة الجمعة السابقة وهذه الجمعة على ضرورة إصلاح القضاء ولأول مرة أشار المتحدث باسم السيستاني الى رأس القضاء مدحت المحمود وهو المتهم بانه وراء عدم ترويج اي قضية فساد طالت وزراء وشخصيات بأوامر من نوري المالكي ، كما تناغم السيستاني مع تصريحات قادة الحشد من الموالين للمالكي والموالين لإيران وخصوصا زعيم عصائب أهل الحق وزعيم منظمة بدر وحذر في بيانه الأخير ان معركة الإصلاحات لاتعني ان تنسى معركة مواجهة خطر داعش
إذن باتت مفاصل المعركة بين عمائم الاسلام السياسي في العراق من جهة وبين عمامة السيستاني من جهة اخرى هي المشهد الذي يفرض نفسه على واقع الأحداث ، وما زالت ألمعركة على أشدها فيما بقي العبادي في منتصف الطريق وما زال لم يحسن الاستفادة من دعم السيستاني بالضرب بيد من حديد وما زال يمسك العصا من الوسط حيث يتعامل مع الطبقة السياسية وخصوصاً حزبه حزب الدعوة كمنتج له ويرى في نفسه بانه لايستطيع ان ينفك عن حزبه وصيرورته في العملية السياسية ومن جانب اخر هو يحاول ان لا يستعدي ولا يتحدى السيستاني وهو يدرك ان ظل عمامة السيستاني في هذه المرحلة هو الظل الوارف الذي من الممكن ان يستظل تحته في تعضيد سلطته وشعبيته بين أبناء الشعب








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. مصر تعلن طرح وحدات سكنية في -رفح الجديدة-| #مراسلو_سكاي


.. طلاب جامعة نورث إيسترن الأمريكية يبدأون اعتصاما مفتوحا تضامن




.. وقفة لتأبين الصحفيين الفلسطينيين الذين قتلتهم إسرائيل


.. رجل في إسبانيا تنمو رموشه بطريقة غريبة




.. البنتاغون يؤكد بناء رصيف بحري جنوب قطاع غزة وحماس تتعهد بمقا