الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


ماهي البورنوغرافيا ؟ [ العصر الذّهبيّ للبورنوغرافيا (ج1) ] / (5)

ضياء البوسالمي

2015 / 8 / 21
العولمة وتطورات العالم المعاصر


منذ بداية العصر الذّهبي ( منذ سنة 1900 ) تحوّل الجنس إلى الشّاشة و بالتّالي أصبح وسيلة لربح المال و بعد 20 سنة منذ إنتهاء الحرب العالميّة الثّانية أصبحنا نتحدّث عن "حبّ الجسد" و خرجت البورنوغرافيا نسبيّا من وضعها الهامشيّ الذي كات عليه. و قد سعت المافيا الإطالو-أمريكيّة منذ ثلاثينات القرن الماضي وضع آلات في محلاّت تجاريّة كانت مجهّزة بغرف مخفيّةٍ ( back-room ) كانت تُعرض فيها الأفلام بصفة سريّة. و كان من الضروريّ أن يُعاد بناء كلّ المفاهيم بطريقة علميّة بعيدا عن الإيديولوجيا و ذلك بعد أن تراجعت سلطة الكنيسة و قدرتها على التّأثير أمام التطوّر العلم. فهذا الأخير يواجه الإيمان الأعمى و يدحض الدّوغمائيّة و يفضح الأكاذيب و الأساطير، و حتّى لو إعتقد المتديّنون في في قدسيّة الدّين و بالتّالي إستحالة تعرّضه للنّقد فإنّه و في المقابل، نلاحظ تراجعا لسلطة الكنيسة في أوروبا فقد فسحت المجال للسّياسة. و قد وجدت الشّعوب في الدّولة مجالا أرحب لممارسة الحريّات و التّمتع بصفة المواطنة و هي أمور لم تكن ممكنة تحت سلطة الكنيسة، فالمطالعة و الثّقافة لم تعد حكرا على أصحاب السّلطة الدّينيّة و المترفين من الطبقة البورجوازيّة فقد تحرّرت الشّعوب شيئا فشيئا لتجد وسائل متعدّدة للتّرفيه مثل التّلفاز و الأدب ...
في سنة 1920، كان من الممكن أن يكون حديث "جَاكْ شَارْدُونْ" عن الحبّ و الصّعوبات التي يمكن أن يتعرّض لها الأزواج في كتابه "l épithalame" صادما للكثيرين لا بسبب فُحْشِ محتواه و إنّما بسبب الحقيقة المزعجة التي يطرحها و التي لو كانت الكنيسة متمتّعة بقوّتها كما في الماضي لقرّرت أن تخفي مثل هذه الحقائق دفاعا على منظومة الزّواج المقدّسة في الدّيانة المسيحيّة. و في سنة 1930، وُضِعَ قانون "هَايْزْ" ( code Hays ) في الولايات المتّحدة الأمريكيّة بهدف المحافظة على الأخلاق و حماية المشاهدين. فكلّ ما يجعل المشاهد متعاطفا مع الأبطال - المتورّطين في الجريمة، الخطايا أو الفساد - يتمّ منعه و حذفه من الإنتاجات السّينمائيّة. و إلى حدود 1950، لم يتغيّر شيء مع العلم أنّه كانت هناك بعض المحاولات للتّغيير و التّحرّر ففي سنة 1953 أحدث كتاب " Bonjour tristesse " للكاتبة الفرنسيّة "فْرُونسْوَاز سَاغَانْ" ضجّة كبيرة وهو كتاب تروي فيه قصّة فتاة تكتشف الجنس مع طفل صغير و قد أثار ذلك جموعة من المحافظين. و هنا بدأ الحديث عن أدب و أعمال بورنوغرافيّة مضرّة للشّباب. و في سنة 1955، كان مشهد "مَارلين مُونرُو" و هي تمرّ من فتحتة تهوئة و قد ظهرت ملابسها الدّاخلية مشهدا مستفزّا في تلك الظّروف. و في نفس الفترة في الولايات المتّحدة الأمريكيّة، إِعْتُبِرَت رقصة "إِلْفِيسْ برِيسْلِي" بورنوغرافيّة و قد تمّ منع الفنّان أكثر من مرّة. و يمكن أن نذكر أيضا الكثير من المجموعات الموسيقيّة في فرنسا و التي إعتمدت على الهدوء في أعمالها إلى أن ظهرت مجموعة "babys boomers" و حطّمت كلّ الحدود الأخلاقيّة. و في الولايات المتّحدة، كانت موسيقى الرّوك وسيلة لتحرّر الشّباب و لعلّ أهمّ فنّاني تلك المرحلة هو "جِيمِي هَنْدرِيكْس" و كانت معظم الأغاني وسيلة للإحتجاج على الأوضاع الإجتماعيّة من جهة و رفضا للحروب من جهة أخرى ( حرب الفييتنام كانت سببا رئيسيّا للإحتجاجات ). بعد ذلك في سنة 1968 في فرنسا، عزم الشّباب على تحطيم "أصنام الماضي" و طالبوا بإستقالة و تخلّي "شَارْل دُو غُول" و هذا ما قام به بعد سنتين.
ماي 68 كان حقبة المطالبة بالتّحرّر و الإنعتاق وهذا ما أدخل الغرب في منطق يسمح بكلّ شيء مع غياب تامّ للقيود وكلّ ذلك في سبيل الإكتشاف و المعرفة. وشهدت هذه الفترة أيضا خصوصا من 1966 إلى 1976 فراغا قانونيّا في فرنسا كما في الولايات المتّحدة إذ لم يعد بإمكان القضاة منع أيّ شيء و الحكم بالإعدام لم يطبّق طوال هذه الفترة ! ( لم يُطبّق من جديد إلاّ سنة 1977 ).
قد يبدو هذا غريبا و لكنّ في هذه الفترة بالذّات ستشهد البورنوغرافيا عصرها الذّهبيّ كما يفسّر ذلك "فِيلِيب دِي فُولكُو".








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. من ساحة الحرب إلى حلبة السباقات..مواجهة روسية أوكرانية مرتقب


.. محمود ماهر يطالب جلال عمارة بالقيام بمقلب بوالدته ????




.. ملاحقات قضائية وضغوط وتهديدات.. هل الصحافيون أحرار في عملهم؟


.. الانتخابات الأوروبية: نقص المعلومات بشأنها يفاقم من قلة وعي




.. كيف ولدت المدرسة الإنطباعية وكيف غيرت مسار تاريخ الفن ؟ • فر