الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


شعب لا يهزّه -كارت-

طلال الصالحي

2015 / 8 / 21
مواضيع وابحاث سياسية


ضرب البصرة غلاء فاحش في اللحوم واستفحل أمره في عصر كان يعيش فيها أحد "التابعين".. ضجّ أهالي البصرة "وماجوا" ,واتّفقوا أخيرًا ذهاب رؤوسهم إلى صومعة التابعيّ, يشكونه غلاء اللحوم ,حضروا أمامه يحدّثونه أمرهم, بعدما أصغى ردّ عليهم: لا أجد ما يدعو الصلاة والدعاء لأمر تستطيعون ,فردّوا وكأنّ على رؤوسهم الطير: كيف؟.. قال: تمنّعوا عن أكل اللحوم طالما القوت بغيره وافر ..عادوا وهم عازمون الامتثال لأمر التابعيّ "المرجعيّة" وقد عزموا العزوف عن شراء اللحوم ..مضى يوم, ويوم.. فلم يجد القصّابون من يبيعونه ,فخافوا عليها البوار والتلف ,فأخذوا يجولون البيوت حاملين سلعهم على ظهورهم ينادون قبل صلاة المغرب: هلمّ أهل البصرة نبيع اللحم نصف ما كنّا نبيعكم ما قبل عسره ,فتقاطر البصريّون يشترون ,بعدها أصبحت "سُنّة" القصّابون يجولون بسلعتهم البيوت عقب كلّ صلاة فجر "في مدينة السماوة يجولون البيوت ـ قوزي يا ماش ـ لغاية الستّينيّات", استمرّ الحال على ذي المنوال وحتّى إلى ما قبل قرن تقريبًا! حتّى أنّ بيّاعي البقالة والخضروات انتهجوا نفس النهج منذ ذلك الحين يجولون على البيوت قبل أن يستقرّ أحدهم في دكّانه ,يوميًّا.. انتشرت تلك السُنّة من ساعتها بين المسلمين "يوم كانوا أمّة واحدة" ليصل إلى "الافرنجة" الّذين ما زال التقليد سار المفعول لديهم أيّام العُطل..
لا بأس تتكوّن لجان جماهيريّة تفعّل رصيدنا الإنساني التاريخي.. فإذا لم يستطع الشعب التكاتف فليعد إلى بيته أولى ,يعوّد نفسه على التكاتف أوّلًا ثمّ يعاود التظاهر ومجابهة هؤلاء, سلميًّا..








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. نتنياهو يرفض ضغوط عضو مجلس الحرب بيني غانتس لتقديم خطة واضحة


.. ولي العهد السعودي يستقبل مستشار الأمن القومي الأميركي جيك سو




.. جامعة أمريكية تفرض رسائل اعتذار على الطلاب الحراك المؤيد لفل


.. سعيد زياد: الخلافات الداخلية في إسرائيل تعمقها ضربات المقاوم




.. مخيم تضامني مع غزة في حرم جامعة بون الألمانية