الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الأعلام المضاد وعدم تسيس المظاهرات

عبد القادر خضير قدوري

2015 / 8 / 22
مواضيع وابحاث سياسية


المظاهرات والاعتصامات أحد أهم أشكال التعبير عن آراء الشارع ومطالبه . وما تشهده بغداد ومحافظات العراق الوسطى والجنوبية اليوم من مظاهرات مليونية , ما هو ألا تعبير مباشر عن مطالب الجماهير في القضاء على الفساد والمفسدين وتغير نظام ونهج الدولة العراقية القائم على المحاصصة الطائفية الأثنية – القومية والتي جلبت الدمار والخراب للبلاد وافرزت انقساما وتشوها في النسيج الاجتماعي فضلا عن التخلف والجهل . تغير نظام ونهج الدولة العراقية الى نظام مدني ديمقراطي قائم على الاصلاح والوطن والمواطنة . ومنذ اللحظات الاولى لأنطلاق ثورة الاصلاح والتغير دارت عجلة الأعلام المضاد لأهداف وتطلعات الجماهير في محاولات يائسة وبائسة من أجل شق صفوف الجماهير الذين وحدتهم الكلمة الصادقة وراية العراق وحب الوطن . وعمل الأعلام المضاد على خلط السم بالعسل لتفريغ المظاهرات من محتواها وصرفها عن توجهها واهدافها الحقيقية , وذلك بتشوية وتظليل وعي الجماهير أنطلاقا من شعار (( عدم تسيس المظاهرات )) وعدم السماح للأحزاب والشخصيات السياسية في تبني وقيادة الجماهير . أن مثل هكذا شعارات هي محاولة خبيثة تحاول من خلالها الطبقة الحاكمة خلق فجوه ما بين الجماهير والقوى الطليعية والاستخفاف وتبشيع وتسفية الحياة والتنظيم الحزبي والهدف هو أبقاء العفوية والفردية السلبية والفوضى والفراغ الساسي , وهذه الاجواء المناسبة لطبقات الحاكمة والتي من خلالها تتمكن من أحتواء وأفراغ المظاهرات وغضب الجماهير من محتواها الحقيقي والمداهنه والتسويف في قرارات اصلاحية خجوله سرعان ما تتخلى عنها بعد هدوء هيجان القوى الجماهيرية .
أن محاولة أبعاد المظاهرات عن طابعها السياسي هو عملية ابعاد الجماهير عن التنظيم وأبقاء العفوية في الوقت الذي تكون هي (( الطبقات الحاكمة )) في افضل حالات التنظيم من خلال تنظيم الدولة ومؤسساتها . ومحاولة تشويش وتظليل الجماهير وأبعادهم عن الوعي الطبقي واخراقهم في صراعات طائفية – قومية .
نعم القوة الرئيسية في التغير هي الجماهير صاحبة المصلحة في التغير , لكن الكتلة الجماهيرية لوحدها يصعب عليها أن تلمس مصالحها وان تصيغ حقوقها وترسم آفاق مستقبلها وربط مصالحها الخاصة بالجانب السياسي , اذ لابد من قوة طليعية تلعب الدور الاساسي في تنوير وتوعية الجماهير بمصالحها وبالطريق الصحيح الذي يجب ان تسلكة .
وهنا يجب أن تأخذ القوى والاحزاب والشخصيات ذات النهج والاهداف المدنية الديمقراطية دورها الحقيقي في قيادة الجماهير والمظاهرات والعمل على توعية تلك الجماهير وتنظيمها بالشكل الذي يقضي على الفردية وردود الفعل العاطفية وأمدادها بالمعلومات الضرورية واللازمة حول القرارات والاصلاحات التي تعلنها الطبقات الحاكمة ونتائجها المستقبلية بغية توعيتها وتوجيهها بالشكل الصحيح . وبذلك تعمل على خلق وعي سياسي وتكوين رأي عام أكثر فاعلية .
أن معركتنا في الاصلاح والتغير كبيرة وخطيرة أذا ما علمنا ان الطرف المقابل يمتلك السلطة والمال والنفوذ وهو لا يتهاون في استخدام كافة الطرق والوسائل في البقاء على سدة الحكم والتحكم في مصير البلاد والعباد , لذا يجب أن نحسن أستخدام أدواتنا بالشكل الذي يمكننا من تحقيق اهدافنا وغاياتنا في القضاء على الفساد والمفسدين واصلاح مؤسسات الدولة وبناء عراق مدني ديمقراطي موحد .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. ماذا قال النائب الفرنسي الذي رفع العلم الفلسطيني في الجمعية


.. لا التحذيرات ولا القرارات ولا الاحتجاجات قادرة على وقف الهجو




.. تحديات وأمواج عاتية وأضرار.. شاهد ما حل بالرصيف العائم في غز


.. لجنة التاريخ والذاكرة الجزائرية الفرنسية تعقد اجتماعها الخام




.. إياد الفرا: الاعتبارات السياسية حاضرة في اجتياح رفح