الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


معركة أُحُد، وسقوط الموصل ......!! .

مرتضى عصام الشريفي

2015 / 8 / 22
مواضيع وابحاث سياسية


مرّةً أخرى يأتي التاريخ؛ ليكون حجّةً في الخلافات السياسية في أهمّ قضية في تاريخ العراق الحديث ألا وهي (سقوط الموصل)؛ إذ اختلفت رؤى القوى السياسية حول تقرير اللجنة النهائي في التوصيات ــ تحديداً ــ التي أثبتها قسم من أعضائها؛ إذ هناك فرق واضح بين التقرير، والتوصيات على مستوى الصياغة اللغوية، والمهنيّة، وتناول القضايا المهمّة، فقد أهملت هذه التوصيات كثير من القضايا التي أشار لها التقرير إشارات واضحة، وأبرزها دور البيشمركة في سقوط الموصل، وتجريد الجيش العراقي من سلاحه، وآلياته، وزيّه العسكري، وهذا العمل لم يسمح للجيش من إعادة تنظيم صفوفه، والرجوع للموصل؛ لتحريرها قبل أنْ يبسط العدوّ سيطرته عليها، وربّما تغافلت اللجنة هذه الأحداث بفعل تأثير سياسي؛ بحجّة لا وثيقة تثبت إدانة مسعود على ذلك .
.
أشعل هذا التقرير فتيل الخلافات مرّة أخرى بين القوى السياسية المعروفة بعداواتها المتجدّدة ....!، وما أشعل هذه الصراعات ورود اسم القائد العام للقوات المسلّحة السابق (نوري المالكي)، مع إغفال متعمّد لاسم رئيس إقليم كردستان (مسعود برزاني)، و دوره معروف في قضيّة سقوط الموصل، وما بعده، وكذلك رئيس البرلمان السابق (أسامة النجيفي) وهذا لا يعني إعفاء رئيس الوزراء السابق من مسؤوليته، وبقيت الكلمة الفصل للقضاء العراقي .
وهذه المسألة جوهرية في التقرير ثلمت الكثير من مهنيته، وعدم تأثّره بالجوّ السياسي العام؛ كما أدعي ذلك فيه .
.
وبما أنّ الكلام يدور حول أسباب سقوط الموصل، والعوامل، والظروف المؤثرة في انهيار الجيش وقتذاك ، فليس من الصواب مقارنة سقوط الموصل بما حدث في معركة أحد لأسباب كثيرة، وهو تشبيه ساذج لو قصد أسباب خسارة المعركة فقط؛ لأنّ الفارق واضح؛ لا يحتاج إلى البيان، وما ذكره الخزاعي قد جانب الصواب كثيراً؛ ولو أردنا المقارنة بما ورد في التقرير من استقراء للأحداث ما قبل سقوط الموصل، وفي اثنائه، وما بعده؛ لوجدنا الفوارق كثيرة، وأغلبها ذات طابع سياسي .
.
1. لم يكن مفهوم الدولة في زمن الرسالة بما هو عليه الآن؛ ولذلك لم تكن هناك انتخابات، وأحزاب، ودولة إقليمية، ودولية، وكثيرة من الأمور الأخرى التي تدخل في إطار علم السياسة الحديث .
2. طبيعة نظام الحكم في زمن الرسالة يختلف عمّا عليه الآن، ويعدّ من أهمّ أسباب سقوط الموصل هو زجّ المؤسسة الأمنية في الصراع السياسي؛ لذلك لم يكن للنبيّ محمد (صلّى الله عليه وآله) شركاء ينالوا من الجيش، ويلقّبوه بمختلف الألقاب؛ بفعل تنافسهم السياسي .
3. لم يكن في زمن الرسالة مؤامرات دولية تهدف إلى الإطاحة بنظام الحكم، واللافت للنظر تقرّب بعض الشركاء من هؤلاء المتآمرين .
4. لم يكن في زمن الرسالة فساد مالي، وإداري في جيشه، وصفقاته، وقياداته التي تسلّمت مهامها على وفق معايير منحرفة عن المهنيّة، والكفاءة، وسبب ذلك المحاصصة المقيتة التي قسّمت العراق على القوى السياسية .
5. لقد كان في زمن النبيّ نشاط جاسوسي معروف أطلعه الله عليهم بأسمائهم؛ أمّا العراق، فهو أرض خصبة للنشاط الجاسوسي الدولي يرافقه ضعف كبير لاستخبارات الدولة العراقية، وعمالة قبيحة لتلك الدول صاحبة التجسّس من شركاء غير مقتنعين بالنظام الجديد .
6.. لم يكن في زمن الرسالة أطماع لدول أخرى في دولة الإسلام، ولم يشهد ذلك العهد تعقّد العلاقات الدولية؛ لكنّنا في العصر الحديث نشهدها، وما يحدث فينا أسبابه معروفة، وغاياته مفضوحة، وما كان للعدوّ الخارحي لينجح؛ لو كان الداخل قويّاً موحّداً فطناً للمؤامرات الخارجية التي ما زالت تتربّص بنا .
.
ما حدث في العراق، ويحدث اشتركت فيه جميع القوى السياسية؛ لأنّهم لم يعملوا بواجباتهم إزاء الدولة، والشعب، وانغمسوا في خلافات سياسية ساذجة، وما زالوا؛ بحيث حوّلتهم إلى أضحوكة، وأصبح حكمهم مسرحية هزليّة مبكية؛ لأنّ الدراما فيها حقيقية اصطبغت بدماء المشاهدين فقط دون ممثليها الذين يمتلكون حصانة، وحماية تبعد عنهم الموت الأهوج الذي يفتك دون رحمة بمن استملح هذه المسرحية .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. صباح العربية | رحلة مذهلة داخل دماغ الإنسان لكشف آلية عمل ال


.. شرطة لوس أنجلوس تتأهب للتدخل وفض الاعتصام في جامعة كاليفورني




.. الاحتجاجات الطلابية المؤيدة لغزة تتواصل في جامعة كاليفورنيا


.. صباح العربية | زواج الأنتيم.. هل هناك علاقة صداقة بين الرجل




.. صباح العربية | كيف تحمي نفسك من التشهير الرقمي؟.. نصائح عملي