الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الملياردير الأمريكي والصياد المكسيكي

عبد القادر أنيس

2015 / 8 / 22
مواضيع وابحاث سياسية


الملياردير الأمريكي والصياد المكسيكي
هذه القصة نعثر عليها في مواقع كثيرة في إنترنت، حيث هناك إجماع على العبرة المستخلصة منها، وهي إدانة موقف رجل الأعمال الأمريكي باعتباره رمز الجشع والطمع والاستغلال والأنانية والتهافت على جمع المال، وهناك إجماع على التعاطف أو الإشادة بموقف الصياد المكسيكي كرمز للقناعة والطيبة والتواضع والعناية بذويه والمحيطين به. أنقل القصة من أحد المواقع ثم أعلق عليها علها تثير مزيدا من النقاش المثمر:
"جلس ملياردير أمريكي– في أواخر عمره– أمام بيته الشتوي الخاص على أحد انهار المكسيك.. لفت نظره اقتراب صياد مكسيكي بسيط من الشاطئ، وبدأ بمراقبة الصياد المكسيكي، فرأى مركب صيده في غاية البساطة، وكذا الأدوات التي يستعملها في الصيد، وقد اصطاد كمية محدودة من السمك جعلها بجانبه، فناداه – الملياردير الأمريكي – ليشتري منه بعض السمك، ويتحدث إليه، وعندما جاء الصياد اشترى منه بعض السمك، ثم سأله: كم تحتاج من الوقت كي تصطاد كمية مثل هذه؟
أجابه: ليس كثيرا.
الأمريكي: إذن لماذا لا تقضي وقتاً أطول حتى تصطاد أكثر، فتكسب أكثر من ذلك؟
الصياد: ما اصطاده يكفي حاجتي وحاجة أسرتي بالفعل !!
الأمريكي: ماذا تفعل ببقية الوقت؟
الصياد: أنام نوماً هادئاً، وأتناول الطعام مع زوجتي، وألعب مع أطفالي، وأمرح في الحقول الخضراء والشواطئ، وألهو مع أصدقائي في الليل، نغني ونستمتع بحياتنا، ونلعب بالقيثارة ونشرب خمرا، فنحن نعيش حياتنا.. أنا حياتي مليئة بغير العمل.
قال له رجل الأعمال: سوف أنصحك يا صديقي، فأنا حاصل على شهادة في إدارة الأعمال من هارفارد: يجب أن تتفرغ أكثر للصيد حتى تزداد كمية ما تصطاده ..بعد فترة من الزمن، عندما يتحسن وضعك المادي، تشتري مركباً أحدث وأكبر من هذا القارب البسيط .. يمكنك بعد فترة من الزمن، مضاعفة عدد القوارب عندما تزداد أرباحك ..سوف تجد نفسك بعد مدة من الزمن صاحب أسطول بحري كبير ..حينها تبيع السمك إلى الموزعين، وترتاح بدلاً من بيعك للناس كما تفعل الآن، ثم بعدها تنشأ مصانع لتعليب السمك خاصة بك، وبعد فترة من الزمن، يمكنك التحكم بكمية إنتاج السمك وتوزيعه، ثم تنتقل من هذه القرية إلى مكسيكو، لوس أنجلس، أو ربما نيويورك، ومن هناك تشرف على إدارة أعمالك.
سكت الصياد قليلاً ثم سأل رجل الأعمال الأمريكي:
ولكن كم من الوقت يتطلب كل هذا النجاح يا سنيور؟؟
رد الأمريكي ضاحكا: بين عشر وعشرين سنة !!!
فقال الصياد: وماذا بعد ذلك؟؟!!
قال الأمريكي: بعد ذلك؟ هنا نصل إلى الأهم. عندما يحين الوقت، يكون بوسعك أن تدخل شركتك إلى البورصة وتربح الملايين0
رد المكسيكي: الملايين؟ ثم ماذا؟
قال الأمريكي: حينها يمكنك أن تتقاعد، تسكن قرية صغيرة على الشاطئ، تنام القيلولة ملء جفونك مع زوجتك، تلهو مع أطفالك، تصطاد للمتعة، وتقضي لياليك في الشرب والعزف على القيثارة مع أحبابك..."
هنا تنتهي القصة كما هي في المواقع غير العربية. لكننا نجد في المواقع العربية والإسلامية إضافات على لسان الصياد المكسيكي من قبيل:
http://vb.elmstba.com/t221197-3.html
"فقال الصياد المكسيكي البسيط مندهشاً: هل تعني أن أقضي 20 عاماً من التعب والجهد والإرهاق والعمل المتواصل، وعدم الاستمتاع بالحياة، والحرمان من زوجتي وأطفالي، وترك الخروج مع أصحابي، وإهمال صحتي، لأصل في النهاية إلى ما أنا عليه الآن يا سنيور؟"
أو من قبيل:
http://happiness-hb.blogspot.com/2013/07/story-about-real-happiness.html
"فابتسم الصياد وهو يقول في هدوء: "هل تريد مني أن أقضي ما يقرب من 20 عاماً من عمري كادحاً في عمل متواصل .. لا أرى أبنائي وزوجتي إلا قليلاً .. لا أستمتع بوقتي ولا بصحتي ولا حتى بأموالي. كل ذلك أضحي به لأصل في النهاية إلى (ما أنا عليه أصلاً)"؟!!!. ثم أكمل في حماس: "إن كانت السعادة الحقيقية كما قلتَ أنت في الاسترخاء وراحة البال والوجود في وسط الزوجة والأبناء والاستمتاع برفقة الأهل والأصدقاء. فأنا الآن أعيش هذه السعادة الحقيقية ولا أجد سبباً يجعلني أرجئها 20 عاماً".
ومن قبيل: "إنتهت القصة والعبرة هي آخر كلمات الصياد إقرؤوها ثانية وتأملوها، فقد أعطى درساً لهذا الرجل الغني وللكثيرين من أمثاله ممن يعتقدون أن السعادة فقط في جمع الأموال في هذه الدنيا الفانية، يجمعون المال ويرجون التمتع به مع أنهم قد يرحلون عنه ويستمتع به غيرهم وهذا يذكرني بقول الشاعر:
وذو حرص تراه يلمّ وفراً لوارثه ويدفع عن حماه
ككلب الصيد يمسك وهو طاوٍ فريسته ليأكلها سواه

"فهؤلاء الذين يجمعون المال ويستمتع به ورثتهم مثلهم كمثل كلب الصيد الذي يمسك فريسته وقد يكون جائعاً ولكن يأكلها أسياده".
ثم يحيلنا صاحب هذه العبرة المغرضة إلى "قصيدة رائعة"، كما وصفها للشيخ القرضاوي يتحدث فيها عن السعادة" ويدعونا إلى قراءتها والاستمتاع بها ويسأل "الله أن يسعدنا جميعاً في الدنيا والآخرة".
http://happiness-hb.blogspot.com/2013/07/happiness-poem-of-garadawi.html
أقول بأن هذه العبرة مغرضة لأن صاحبها يتعمد تشويه الحقائق حتى تستقيم عبرته المستخلصة من القصة. فهو إذ يقول على لسان الصياد: "هل تريد مني أن أقضي ما يقرب من 20 عاماً من عمري كادحاً في عمل متواصل .. لا أرى أبنائي وزوجتي إلا قليلاً .. لا أستمتع بوقتي ولا بصحتي ولا حتى بأموالي. كل ذلك أضحي به لأصل في النهاية إلى (ما أنا عليه أصلاً)"؟!!!
إنما يتعمد لَيّ أعناق الحقائق. فهل رجل الأعمال الأمريكي هو بالضرورة من هذه الشاكلة، عدا الشواذ وهم موجودون في كل الطبقات والشرائح الاجتماعية وفي كل زمان ومكان. أما عدا ذلك فإن أقل الناس استمتاعا بالحياة هو الصياد المكسيكي ومن على شاكلته. الفقراء في العالم الثالث يعيشون حياة بائسة، يتناسلون بكثرة، تفتك الأمراض والمجاعات والآفات الاجتماعية وأخيرا السيدا وحمى الإيبولا بهم وبأطفالهم، تنخر عقولهم الخرافات، تقض مضاجعهم كوابيس العفاريت والشياطين ونيران جهنم الوهمية، هم عرضة لكل أنواع الاستغلال وهم عادة ما يلقون في نار جهنم الدنيوية من حروب وفتن وصراعات عشائرية وطائفية همجية.
طبعا قصة الصياد المكسيكي ورجل الأعمال الأمريكي رمزية، وهي موجودة حتى في حكاياتنا الشعبية. وهي تعبر عن ثقافة الخداع والنفاق أو تبرير العجز أو مواساة النفس المنهزمة، وهي حيلة يلجأ إليها المحتالون لتمرير خطاب أيديولوجي يسعى لاستغفال الناس وجعلهم يرضون بوضعهم البائس ويتلذذون بأغلالهم يحسبونها جواهر، بل ويحرصون على البقاء فيه ويصمون آذانهم عن كل النصائح ويفوّتون على أنفسهم وذويهم كل الفرص السانحة لتحسين أوضاعهم. وهي من جانب آخر تعبر عن جحود تجاه فضل الناجحين على البشرية. أقول هذا دون أن أقلل من قيمة النضال ضد الجشع والطمع والاستغلال بشتى صوره ودون التقليل من ضرورة النضال لحماية الطبيعة من الاستغلال المفرط وتهديد الحياة على كوكبنا. لكني ضد الأيديولوجيات الخلاصية التي تبشر الناس بمجتمعات مثالية تشيد بأخلاق الخضوع والخوف والاستسلام والقناعة والصبر في الدنيا، باعتبارها قيم نبيلة وشرطا للفوز بالآخرة، بينما هؤلاء المخلِّصون، كما خبرناهم دائما، كثيرا ما يستغلون البسطاء من الناس الذين يصدقون هذه الحكايات ليركبوهم ويشيدوا على ظهورهم جناتهم الخاصة العامرة بكل ما لذ وطاب، مثلما يفعل رجال الدين عندنا، على شاكلة القرضاوي.
هنا أكون في حاجة إلى طرح بعض التساؤلات:
نحن نعرف أن الحضارة البشرية صنعها أمثال رجل الأعمال الأمريكي. بدأت هذه المغامرة منذ غابر الأزمان. بدأها إنسان صار ذا ثلاثة أبعاد (الماضي والحاضر والمستقبل) أراد تحسين وضعه المعيشي الراهن والتفكير في مستقبله ففكر ودبر واكتشف وابتكر واخترع حتى تراكمت كل هذه المعارف والتقنيات المدهشة بين أيدينا اليوم وتسارعت وتيرتها التقدمية مع ظهور حركة المحتجين (البروتستانت). نحن نعرف، إلا من يماري في ذلك، أننا صرنا اليوم أفضل بكثير من أسلافنا علما وعملا وثقافة وأخلاقا، رغم أننا لم نتخلص بعد من الكثير من طبائع التوحش المترسبة في ثقافاتنا وأدياننا، ولكن هل بوسعنا أن نعيش اليوم بدون منجزات هذه الحضارة؟ هل بوسعنا أن نستغني عن الكهرباء ووسائل النقل والتواصل والعلاج والراحة وعن ألف وسيلة ووسيلة مفيدة حولت بيوتنا إلى متاحف. لماذا تهفو قلوب المكسيكيين إلى الهجرة إلى أمريكا إذن، كما تهفو غالبية شعوب العالم المتخلف إلى الهجرة إلى البلدان المتقدمة، لو أن مثلهم الأعلى هو حكمة هذا الصياد: القناعة والتواضع والرضا بالقليل وعدم القلق على المستقبل.
القرضاوي في قصيدته الطويلة التي يبدأها بذم الغنى:
قـالوا: السعادة فـي الغنـى فأخو الثـراء هو السعيـد
الأصـفـر الـرنـان في كفـيـه يلـوي كل جـيـد
يرمـي به شـركـاً يصيـد من الرغائـب ما يصيـد
وبـه يـديـن له الـعصي وقد يـليـن لـه الحـديـد
فـإذا أراد… فـكـل مـا في هـذه الـدنيـا يـريـد
وإذا تـمنـى الشـيء جاء كما تـمنـى… أو يـزيـد
والنـاس خلـف ركابـه يـمشون فـي حضـر وبيـد
.................................................... الخ.
ليخلص إلى إسداء النصيحة لنا:
إن السعـادة: أن تـعـيـش لفـكرة الحـق التـليـد
لعقـيـدة كـبـرى تـحـل قضيـة الكـون العتـيـد
وتـجيـب عما يسأل الحيران فـي وعــي رشـيـد
من أيـن جئت؟ وأيـن أذهب؟ لم خلقت؟ وهل أعـود؟
هو نفسه لم يعمل بهذه النصيحة. فهو عشق بعد أن تجاوز سن الستين بكثير، بعد عشرة طويلة مع زوجته الأولى التي أنجبت له 7 بنين وبنات، لكن يبدو أنه مل حياته الزوجية خاصة وأنه ثراءه يبيح له التمتع بالحياة فأحب فتاة جزائرية وأصر على الزواج منها رغم معارضة والدها وبقي لها بالمرصاد حتى توفي الوالد وقد نظم القصائد في معشوقته وتزوج بها وهي في سن أصغر بناته ولما قضى وطره منها رماها رمي الجيفة للكلاب، وهو قد جمع من الأموال ما يحسده عليه قارون، نقرأ في بعض المواقع أن ثروته تقدر بثلاثة ملايير دولار، فمتى يعتبر بما فعله بيل غيتس باعتباره رمزا لرجل الأعمال الأمريكي؟
http://urlz.fr/2k86
شخصيا مثلي الأعلى ليس الصياد المكسيكي، مثلي الأعلى هو الإنسان الفضولي الحر صانع الحضارة، محب الحكمة والمعرفة، مكتشف غوامض الطبيعة والكون، المتمرد على المألوف من الأفكار والعادات والتقاليد المتكلسة التي تسعى لخداع الناس باسم القناعة كنز لا يفنى وباسم التواضع الزائف وباسم المساواة المخاتلة.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - القناعة ليست كنزاً
صلاح يوسف ( 2015 / 8 / 22 - 17:02 )
لماذا يقوم الإسلاميون تحديدا بالترويج لهذه القصة الخرافية ؟؟؟ الجواب لأنها تؤدي وظيفيا أحد أهدافهم العقائدية حيث تقتصر وظيفة الدين على إقناع الناس بالرضى بالقليل والرضوخ والامتثال لرأي القطيع وثقافته السائدة.
لو كانت القناعة كنز لا يفني لتم التسليم بأوضاع الطقس الطبيعي من حر أو برد، ولكن الإنسان المبدع الخلاق لم يسلم أبدا بل تمرد على واقع الطبيعية واخترع المكيفات. لو كانت القناعة كنز لا يفنى لاقتنع الإنسان بالخيل والحمير والبغال ( لتركبوها ) ولم يخترع السيارات والقطارات السريعة والسفن المهولة والطائرات التي تفوق سرعتها سرعة الصوت بخمسة أضعاف !!!
القناعة كنز لا يفنى لدي الكسالى والأغبياء الذين يمتثلون للصلاة بما فيها من ركوع للواقع وسجود للوهم وانحناء أمام الصعوبات.
ثم حتى كبار رجال الأعمال لديهم حياتهم المرفهة بشكل أكبر من المألوف، حيث لا يعني العمل والنشاط فقدان الرفاه كما حاول مؤلف القصة أن يستنتج.
شكرا لك عبد القادر لهذا التنوير


2 - الغني والفقير
شاكر شكور ( 2015 / 8 / 22 - 17:12 )
برأيي كلا الرجلين الصياد والثري على حق فلكل إنسان له الحرية في إختيار طريقة حياته ولكن الكسالى الأسلاميين يريدون تحريف كل شيئ لكي يسوقوا معتقدهم على الناس طوعا او كرها بالسيف معتقدين ان ما يؤمنون به هو الحق الذي نزل على صحراء الجزيرة العربية بقوة سيف الصعاليك ودجل المنبوذين وبهذا يريدون ارجاع الناس الى عهد العيش بين البعران وبيوت من طين والوضوء بماء ملوث بدم الحيض ، فهناك من يعيش كفلاح بسيط مقتنع ومتمتع بمعيشته برضى وقناعة فليس المال كل شيئ في العالم وهناك من ربح العالم وخسر نفسه وهناك من الغربيين من كدّ وأجتهد وأخترع وأفاد البشرية وبعد ان اغتنى وزع امواله على الفقراء وبهذا العمل كسر عظم كالشيخ القرضاوي الذي لا يفتي بخرافاته إلا ان يحصل على نجوى (صدقة) من الناس كتجارة في الدين فأنا مع طريقة عيش وتفكير الأثنين الغني والفقير وضد تقية ونفاق الإسلاميين ، تحياتي استاذ عبد القادر


3 - -الفكر الفاسد والمغلف بكذبة -القناعة
نهى سيلين الزبرقان ( 2015 / 8 / 22 - 17:55 )
مقال في الصميم ،وأحييك عليه. فعلا يوضح الفكر الفاسد والمغلف بكذبة -القناعة -...ممكن أن تكون قنوع لكن ليس معناه أن يتوقف فكرك وعطاءك وابداعك ، يمكن أن تكون قنوع لكن ليس معناه أن تتوقف عن الانتاج والعمل واتقان عملك ... -القناعة- الكاذبة في مجتمعاتنا غرسها الفكر الاسلامي بزرع فكر عمل الدنيا زائل اما عمل الآخرة الباقي ، لذا الناس تتلهف لعمل الآخرة وترك عمل الدنيا، فلايبدعون ولايتقنون اعمالهم الدنياوية لأنهم مشغولين بالآخرة !!!...أو مشغولون ببيع الوهم الديني مثل القرضاوي الذي جمع أمواله من الكذب والمتاجرة الدينية ، فماذا أبدع هذا القرضاوي !!؟؟؟؟، ماذا ترك للإنسانية مقارنة ببيل جيتس أو باستور أو أي عالم افاد البشرية ؟؟؟؟ ولا شيء ، بل سيترك لهم كتب فاسدة وأشعار قبيحة عن القناعة والكذب المؤدلج ..هذه هي حصيلة القرضاوي الخبيث ....


4 - العودة للبدائية
محمد البدري ( 2015 / 8 / 22 - 23:03 )
فحوي القصة مبهر وهي تدغدغ كثيرا من العقول التي لم تتدرب علي العمل بقيمه المضافة الكثيرة. فليس الجشع ولا الطمع من تلك القيم تماما مثلما تجارة السلاح والمخدرات وغسيل الاموال والرقيق الابيض من تلك الانشطة الراسمالية إنما هي الهامش، صفيحة قمامة الراسمالية العالمية، التي تملك اساطيل بحرية وبرية وجوية لحماية هذا الثري. يلتقي خريج هافارد الملياردير مع الصياد المتواضع في لحظات السعادة والمتعة مع الفارق في طريقة الوصل اليها. فبغض النظر عمن روج هذه القصة حيث انها تتفق والروح الاسلامية التي تكره العمل مع الروح اليسارية الكارهة للراسمالية الا انهما نسيا ان المتعة هي الغرض وهدف كلا من خريج هارفارد والصياد الفقير. ونسي كلاهما ان العمل بعدالة سيفتح مجالات معرفية باكثر مما يحلم به الفقير وستطور حياته لو انه بذل مزيدا من الجهد. فكلا الرجلين محق في احداها ومخطئ في الاخري ويبقي الصراع كمحدد ايهما الخطأ وايهما علي صواب.


5 - قصة غير واقعية للأسف
محمد أبو هزاع هواش ( 2015 / 8 / 23 - 01:28 )
تحية أستاذ عبد القادر:

كما تفضلت فالحضارة بناها فضول وظن وشك وتجربة الكثير اللذين أرادوا إكتشاف حدود جديدة لطاقة وإبداع الإنسان التي يقيدها الشيخ والحاكم.

رجل الأعمال الأمريكي في قصتك يعيش في رفاهية جلبها له عمله الشاق بينما يسترخي الصياد الكسول مقتنعاً بمشاهدة غابة أو وادي.

القصة التي نشرتها لاعلاقة لها بالواقع فليس هناك صياد يستطيع الحصول على عدة أسماك بشكل منتظم ويومي. هذه خرافة وإن قدر فهذه الأسماك هي عماد أقتصاد أسرته ومن الطبيعي أن يتمنى أن يكون لديه مركب أكبر يستطيع الحصول فيه على الكثير من السمك...

الحضارة بناها العمل الشاق وليس التمني والاسترخاء..

مع التقدير


6 - صلاح يوسف
عبد القادر أنيس ( 2015 / 8 / 23 - 05:30 )
أتبنى قولك السديد: -لماذا يقوم الإسلاميون تحديدا بالترويج لهذه القصة الخرافية ؟؟؟ الجواب لأنها تؤدي وظيفيا أحد أهدافهم العقائدية حيث تقتصر وظيفة الدين على إقناع الناس بالرضى بالقليل والرضوخ والامتثال لرأي القطيع وثقافته السائدة. -
وأضيف أن هذا النوع من الحيل يجري تعميمه ليس فقط لتزهيد الناس في حقهم في الحياة الكريمة أكلا وشربا وسكنا وصحة، بل لتزهيدهم في حقهم في المواطنة الكاملة والمشاركة في الحياة السياسية والاقتصادية والاجتماعية على قدم المساواة مع الآخرين. بينما يخدع القرضاوي الناس وهو يتحدث عم عدم جدوى طلب الثراء والنفوذ والجاه والسلطان. وهذا يخدم أكثر الطغاة.
تحياتي


7 - شاكر شكور
عبد القادر أنيس ( 2015 / 8 / 23 - 05:31 )
مرحبا شاكر، وشكرا على إثرائك للحوار. طبعا لا جدال في أننا مع حرية الناس في اختيار نمط الحياة الذي يستريحون له. لكن ما استفزني هو سعي البعض إلى تشويه الحقائق وتدعيم سعيهم دينيا وأخلاقيا. القارئ يخرج من القصة بعبرة مفادها أن طريقتة الصياد الزاهد في الحياة هي المثلى، بينما رجل الأعمال شيطان مع أننا نعيش عالة على جهود هذا (الشيطان).
تحياتي


8 - نهى سيلين الزبرقان
عبد القادر أنيس ( 2015 / 8 / 23 - 05:32 )
شكرا نهى على المرور وإثراء الحوار. تابعت حكاية رجل الأعمال الأمريكي والصياد المكسيكي عبر المواقع الإلكترونية. في المواقع الفرنسية والإنجليزية يكتفون برواية القصة وترك القارئ يستنتج منها ما يريد. في أغلب المواقع العربية يجري توجيه العبرة من القصة دينيا. وهنا ندخل في آفة النفاق المستشرية في مجتمعاتنا. الجميع يتحدثون عن فضيلة القناعة، والجميع لا يفوتون أية فرصة للتنكر لهذه الفضيلة شأن القرضاوي.
تحياتي


9 - محمد البدري
عبد القادر أنيس ( 2015 / 8 / 23 - 05:34 )
شكرا على مرورك وإثرائك القيّم للحوار. أنا أردت إماطة اللثام عن كم هائل من النفاق يسمم حياتنا. لا يجب أن ننخدع بالمظاهر. يعجبني الحديث المنسوب إلى (النبي) محمد: -أخوف ما أخافه على أمتي: رياء ظاهر وشهوة خفية-. الناس كثيرا ما ينتقدون أصحاب المال والنفوذ والجاه والسلطة. لكن الحقيقة هي أنهم لو حلوا محل هؤلاء المسخوط عليهم لفعلوا مثلهم، تماما مثل أسطورة جيجس الراعي اليوناني الذي اشتهر بالطيبة ولما وجد خاتما سحريا يبيح لواضعه في إصبعه الاختفاء عن الأنظار، تحول إلى مجرم وقاتل. تعاطفت مرة مع أحد الفلاحين (الطيبين) (البسطاء)، ثم علمت أنه شديد القسوة عندما يدخل بيته يتحول إلى طاغية لا يتحاور إلا بالعصا.
تحياتي


10 - محمد أبو هزاع هواش
عبد القادر أنيس ( 2015 / 8 / 23 - 05:37 )
شكرا على المرور وإثراء الحوار.
أتفق معك أن القصة غير واقعية. لكن العبرة التي استخلصت منها غير واقعية أيضا. كثيرا ما أتذكر قول المتنبي:
والظلم من شيم النفوس فإن....... تجد عفة فلعلة لا يظلم
تحياتي

اخر الافلام

.. اجتهاد الألمان في العمل.. حقيقة أم صورة نمطية؟ | يوروماكس


.. كاميرا CNN داخل قاعات مخبّأة منذ فترة طويلة في -القصر الكبير




.. ما معنى الانتقال الطاقي العادل وكيف تختلف فرص الدول العربية


.. إسرائيل .. استمرار سياسة الاغتيالات في لبنان




.. تفاؤل أميركي بـ-زخم جديد- في مفاوضات غزة.. و-حماس- تدرس رد ت