الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الشخصية المبادرة

جهاد علاونه

2015 / 8 / 22
الطبيعة, التلوث , وحماية البيئة ونشاط حركات الخضر


الشخصية المبادرة هي شخصية ذكية قبل كل شيء, وتحب تحمل المسئولية دون أن تأخذ أجرا على عملها, نشيطة وذكية وطموحة وتهدف إلى التغيير, ودعونا نضرب عنها مثلا بسيطا: إذا كنا نجلس في غرفة والباب مغلقٌ علينا وفجأة فتح الهواء الباب بسرعة وقام ببعثرة أوراقنا وتحريك كل شيء بالغرفة بشكل فوضوي وبقينا نتفرج ونراقب بالهواء وما يفعله, وفجأة قام أحد الحضور وأغلق الباب, نعم, قام وأغلق الباب, فماذا إذا قام وأغلق الباب نقول عنه؟ نقول: بأنه مبادر, وهذا هو معنى الشخصية المبادرة, الشخص المبادر يراقب المجتمع المحلي وينظر في احتياجاته ويحاول أن يلبيها دون أن ينتظر أجرا يأخذه على نشاطه مثله مثل الشخص الذي قام وأغلق الباب فهذا الشخص أغلق الباب دون أن ينتدبه أحد إنه هو من ينتدب نفسه بنفسه, إنه متطوع ومحب للعمل التطوعي وهذا الشخص المتطوع نقول عنه: صاحب شخصية تحب العمل التطوعي والمبادرة إلى خدمة المجتمع المحلي.


ولكن أين من الممكن لنا أن نجد الشخصية المبادرة؟

أولا نجد هذه الشخصية على صفحات الحوار المتمدن, فمثلا كل الكُتاب الذين يكتبون وينشرون كل يوم مقالاتهم على صحيفة الحوار المتمدن, كل ألئك مبادرون إلى فعل تغيير, الشخصية المبادرة والتي لديها مبادرة جادة تبادر لأنها تريد فعل شيء في المجتمع وتغييره من وجهة نظرها إلى الأفضل, وبالقياس على ذلك نجد أن الدول المتقدمة تملك جيشا من المبادرين ومن المتطوعين الذين يعملون في كافة مجالات خدمة المجتمع المحلي دون أن يأخذوا أجرا أو أن ينتظروا مقابلا على عملهم, ولكن الدولة تكافئهم على عملهم من خلال منحهم أوسمة وشهادات تقدير وجوائز مالية من أجل أن يستمروا أكثر.

الشخصية المبادرة من صفاتها أنها شخصية مبدعة, تعمل على التغيير من خلال ما تبدعه من فنون, مثل الرسم أو النحت أو كتابة الشعر أو القصة أو الألعاب الرياضية أو التطوع لتئسيس أحزاب سياسية أو جمعيات خيرية أو طرح مبادرات على الناس في الشوارع وفي المؤسسات وتقوم بجمع أشخاص لديهم حب العمل التطوعي ويسعوا مع الشخصية المبادرة من أجل تغيير شيء ماء أو تطوير شيء ما, أو فعل حراك سياسي أو اجتماعي في المجتمع.

الشخصية المبادرة لديها حس قوي بالمسئولية عن دون الناس, فحين كنا نجلس في بداية المقالة في الغرفة وفتح الهواء الباب لم يقم أي أحد من الحضور بإغلاق الباب ولكن فجأة قام شخص واحد وبادر إلى فتح الباب, ولكن لماذا فعل ذلك؟ فعل ذلك لأن لديه حس عالي بالمسئولية ويحب خدمة الناس والمجتمع دون أن ينتظر أجرا على عمله, إنه شخصية ملفتة للنظر وللانتباه ولا ينصاع إلى كلام الناس, فكثيرون سيقولون للشخص الذي أغلق الباب: لماذا أغلقته أنت؟ لماذا لم يقم فلان بإغلاقه؟ لماذا كلفت نفسك العناء والتعب؟ ولكنه شخص لا يستمع لكلام الناس ولكلام الطابور الخامس, الشخص المبادر للتطوع وللمبادرة هو شخص عنيد ليس من السهل إخضاعه وليس من السهل اللعب بأعصابه, إنه شخصية قوية ولديه الكثير من الأسباب لكي يستمر في عمله حتى وإن أنفق النقود من جيبه الخاص, ينطبق هذا على الرجال القليلون جدا من أصحاب رؤساء الجمعيات الخيرية وهم قلة إذ أن أغلبية هؤلاء مزيفون هدفهم سرقة الجمعيات مناصفة مع أصحاب المناصب من المتنفذين في الحكومات الفاسدة, الشخصية لمبادرة شخصية متطوعة تبذل كل ما عندها من إمكانيات وطاقات من أجل التغيير وحب التغيير وفعل حراك سياسي واقتصادي, وتتقاسم مع الدولة تحمل المسئولية وتوفر على الحكومة, فمثلا من يقوم بتنظيف الشارع متطوعا يوفر على الدولة أجرة عامل, قبل شهرين سمعت من صديق لي بأنه كان يرى في حارته أكياس النفايات ملقاة بجانب حاوية القمامة, فكر بأن يعطي عامل النظافة 5 دنانير أردنية من أجل أن يزيد في نظافة الحارة, ولكنه تراجع وعاد إلى المنزل ولبس ملابس العمال ووضع القفازات في أصابع يديه وباشر بتنظيف الشارع وأكياس القمامة فرأوه الجيران وبادروا بمساعدته وهكذا كبر عددهم حتى أن الحارة كلها استغنت عن عمال البلدية, أليس هذا الشخص شخصية مبادرة بادرت لفعل الخير ووفرت على الدولة أجرة عمال؟ ومن الممكن أن يكون العمل التطوعي بيئي وثقافي وثقافي سياسي...إلخ.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. مقتل حسن نصر الله.. هل تخلت إيران عن حزب الله؟


.. دوي انفجار بعد سقوط صاروخ على نهاريا في الجليل الغربي




.. تصاعد الدخان بعد الغارة الإسرائيلية الجديدة على الضاحية الجن


.. اعتراض مسيرة أطلقت من جنوب لبنان فوق سماء مستوطنة نهاريا




.. مقابلة خاصة مع رئيس التيار الشيعي الحر الشيخ محمد الحاج حسن