الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


إلى متى يستنجد السيد عبد العزيز

ماجد فيادي

2005 / 10 / 17
اخر الاخبار, المقالات والبيانات


يقود السيد عبد العزيز الحكيم المجلس الأعلى للثورة الإسلامية, كحزب سياسي إسلامي شيعي على الساحة العراقية , إضافة إلى قيادته الائتلاف العراقي الموحد, أي انه يمثل أيدلوجية معينة, إضافة إلى دور سياسي يتبعه عدد غير قليل من الأتباع والأصدقاء, وعلى هذا الأساس, فان السيد عبد العزيز يعتبر قدوة تنير درب الآخرين, أما واقع الحال فيشير إلى عكس ذلك, فنراه في الأوقات الحرجة يلجئ إلى الاستعانة بالمرجعية الدينية, والمتمثلة بشخص السيد علي السستاني, لما للسيد من تأثير ديني كبير على بنات وأبناء الطائفة الشيعية, شاهدنا ذلك في أيام تشكيل التحالف الشيعي عبر قائمة الائتلاف العراقي الموحد, فلولا تدخل السيد السستاني لما نجحت الإطراف الشيعية في التحالف, وتكرر أيضا عندما شرعت القوائم المتنافسة في الانتخابات السابقة, عندما استندت قائمة الائتلاف العراقي الموحد في تحشيد بنات وأبناء الطائفة الشيعية ودفعها للتصويت لصالح القائمة, بأن السيد السستاني كلف أتباعه بذلك, وشاهدنا الملصقات الدعائية التي تحمل صورة السيد السستاني وهي تشير إلى تأييده الكريم للقائمة, وسمعنا الكثير من التصريحات على لسان السيد عبد العزيز, بمساندة السيد السستاني للقائمة التي يترأسها, تكرر المشهد للمرة الثالثة عندما جرى التصويت على الدستور, فقد أعلن السيد عبد العزيز الحكيم في كلمته يوم انعقاد الجلسة الاستثنائية للجمعية الوطنية, والخاص بتعديل الدستور خلال فترة أربعة اشهر من إقراره, بأن المرجعية الدينية كانت حاضرة في كل ثنايا مسودة الدستور, وللخروج ببعض الاستنتاجات سأتناول الأحداث بترتيب عكسي لأهمية ذلك, من حيث التأثير في المجتمع العراقي.
جرت مراحل كتابة الدستور بمباحثات وجلسات بين القائمتين الائتلاف العراقي الموحد والكردستانية, فكانت مسودة الدستور تعبر عن رغبات الفائزين بالانتخابات, دون الالتفافتة إلى مصالح الآخرين( الشركاء في الشعب العراقي), فما الحل الذي يلجئ له السيد عبد العزيز الحكيم, لتمرير هذا الدستور, غير الاعتماد على الورقة الرابحة, ورقة السيد السستاني, كان ولا يزال السيد عبد العزيز الحكيم مقتنعا بأن مسودة الدستور لا تحضي بتأييد عدد كبير من بنات وأبناء الشعب العراقي, بما فيه أتباع الطائفة الشيعية, وهو يعرف جيدا انه غير قادر على إقناع الشعب العراقي بالتصويت لصالح مسودة الدستور, فهذا الدستور الذي جرى الحديث عنه طويلا, لا يرتقي إلى مستوى الدساتير الإنسانية, ففيه الكثير من الانتهاك لحقوق الإنسان, وفيه الكثير من المتناقضات, التي ستستغل من قبل الأطراف الفائزة في البرلمان القادم, خاصة إذا علمنا أن قائمة الائتلاف العراقي الموحد تعمل على تعميق الخلاف الطائفي لغرض كسب اكبر عدد من الأصوات, فهل يعمل السيد عبد العزيز بالسياسة المتعارف عليها, أم انه يعمل على تعميق فكرة ولاية الفقيه, وهل يخطط السيد عبد العزيز لالتهام الآخرين, مستغلا ثغرات مسودة الدستور, فيما لو اقر من قبل الشعب (واذكر هنا بعبارة الانتصار الساحق التي رددها السيد عبد العزيز الحكيم ثلاث مرات), هذه النوايا كاستنتاجات يجب على القوى السياسية العمل المسبق لتفاديها, وألا فالعواقب وخيمة, ومن الأمثلة التي احذر منها, تهميش المرأة, ودفعها للتصويت لصالح الدستور الذي ينتهك حقوقها, بالتعويل على فتوى السيد السستاني, باعتبارها تكليف شرعي, أي أن أصوات الغالبية من الشيعة ممن يقلدون السيد السستاني قد اختزلت بفتواه التي تحث على تأييد الدستور, إذا ما راعينا تبعية المرأة لزوجها ووالدها في المجتمع العراقي.
في الانتخابات السابقة, استند السيد عبد العزيز الحكيم, في الحصول على تأييد أصوات بنات وأبناء الطائفة الشيعية, على الفكرة الطائفية, وانسحابها على تأثير السيد السستاني في مقلديه, فكان الانتصار الساحق لقائمة الائتلاف العراقي الموحد على شركاء الدرب في النضال ضد الدكتاتورية, وهذا يدل على عدم امتلاك الاحزاب الشيعية لبرنامج ينهض بواقع الحال العراقي نحو الأفضل, مما يفسر فشل حكومة السيد الجعفري بحل مشاكل الشعب العراقي, بل وصل الحال إلى تفاقمها, وقد تجلا ذلك في انسحاب السيد السستاني من تأييده لأي قائمة أو حزب في الانتخابات القادمة, والسؤال هل سنستمر في دفع ثمن سياسة خاطئة, من اجل أن يحصل السيد عبد العزيز الحكيم على حق قيادة العراق وبتأييد من السيد السستاني ؟؟؟
ولو عدنا إلى انعقاد أول تحالف شيعي, في قائمة الائتلاف العراقي الموحد, والدور الذي لعبه السيد السستاني فيه, وربطناه بانسحاب السيد السستاني هذه المرة من هكذا دور, لما شاهده من خروقات قامت بها القائمة الشيعية, بعد توليها قيادة العراق عبر حكومة السيد الجعفري, وهو في الحقيقة, امتحان حقيقي للسيد عبد العزيز الحكيم, فما هي الدوافع التي سيقدمها لمن يريده حليفا له من القوى الشيعية, وقد سبق وكتبت مقال في هذا الاتجاه تحت عنوان ( هل تفاجئنا الاحزاب الشيعية).
أخشى أن يستمر السيد عبد العزيز الحكيم في العمل على إثارة النعرات الطائفية, مستغلا وجود من يساهمه في الجانب الآخر, بنفس التفكير لفرض أجندة خاصة لا تمثل مصلحة الشعب العراقي, إذا ما علمنا أن التقارير التي تأتي من الداخل تشير إلى تصاعد الحس الطائفي لكلا الطرفين.
أخيرا متى يستند السيد عبد العزيز الحكيم, على ما يقدمه من فكر لتنظيم الحياة الاقتصادية والأمنية والاجتماعية للشعب العراقي, بدل الاعتماد على إلغاء صوت بنات وأبناء الطائفة الشيعية واختزالها بتأييد السيد السستاني وجعله تكليف ديني .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. … • مونت كارلو الدولية / MCD كان 2024- ميغالوبوليس


.. ctمقتل فلسطينيين في قصف جوي إسرائيلي استهدف منزلا وسط رفح




.. المستشفى الميداني الإماراتي في رفح ينظم حملة جديدة للتبرع با


.. تصاعد وتيرة المواجهات بين إسرائيل وحزب الله وسلسلة غارات على




.. أكسيوس: الرئيس الأميركي يحمل -يحيى السنوار- مسؤولية فشل المف