الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


ألبنات والكاميرا ..

قاسم حسن محاجنة
مترجم ومدرب شخصي ، كاتب وشاعر أحيانا

2015 / 8 / 23
العولمة وتطورات العالم المعاصر


ألبنات والكاميرا ..
تحول التلفون المحمول إلى عضو مركزي من أعضاء "جسم "الشباب المُعاصر ومن قيافته التي يعتز بها ويقضي وقتا طويلا في "هندمتها" . فالمحمول هو وسيلة اتصال صوتية ، كِتابية ، بالصورة والصوت .. كاميرا وألبوم صور كبير ، "متحفٌ " شخصي للحظات من الحياة يتم تخليدها بالفيديو وبالستايلز ..
ولسهولة حمله والتنقل به من مكان مفتوح "عام " إلى مكان مُغلق خاص ، فقد تحول مع الزمن الى صديق إنتيمي ، "نُطلِعُهُ" على أدق تفاصيل حياتنا ، وخفايا جسدنا !!
والإهتمام بالجسد و"متابعة " التغيرات التي تحدث عليه ، هو من أبرز سمات المراهقة ..!! وهذه المتابعة ومراقبة "تَشكل " الجسد "لصيغته" النهائية والمقبولة على الفرد ، هي الوسيلة لإستيعاب الجسد وتقبله .
لذا نُلاحظ عند المراهقين دقة ملاحظتهم لكل تغير ولو كان بسيطا .. كظهور بثور على الوجه أو إختفائها!! لا يختلف في ذلك الذكرُ عن الأنثى .
الاختلاف بين الذكور والاناث في هذا المجال ، هو في موقف المجتمع من "الجسد " الذكوري مقارنة بالجسد الأنثوي .
فالمراهقة هي ذات المرحلة التي تنطوي على تغيرات جسدية ونفسية لدى الذكور والاناث ، مع عدم إغفال الخصوصية الفيزيولوجية لدى الطرفين .. لكن الاهتمام هو نفس الاهتمام ، والاحاسيس هي نفس الاحاسيس، وتطور الميل الجنسي ، هو ذاته عند الذكر وعند الأُنثى .
وعادة ما تنشأُ "علاقات" عن بعد بين الفتيات والشباب ، علاقات تتم بواسطة "الريموت كونترول " ، وعبر التكنولوجيا .. مكالمة عادية ، رسالة قصيرة ، مكالمة بالفيديو ، من خلال الواتس –أب ، الماسينجر وتقنيات أُخرى أجهلها .
تتطور "العلاقة " إلى مشاعر وانجذاب ، تصل في مرحلتها العليا الى "توتر" جنسي بين الطرفين ، الا وهو رغبة في لقاء حميمي ..
-لا استطيع التحمل ..!! أريد ان التقيكِ واضمك الى صدري ..!! أُريد أن أرى جسدك كله !! هكذا تبدأ العلاقة بإتخاذ مسار جديد ..
وكثيرا ما "يتهاوى" صمود الفتاة ، أما "الضربات" الشديدة للرسائل النصية ، الصوتية او المرئية ، التي "يكررها"، وبصياغات مختلفة ، الفتى او الشاب على الطرف الأخر من "الخط " ..!! تبعث له صورة لها بالملابس الداخلية ، أو أي وضعية مثيرة أُخرى لتقع في الفخ ..!!
تبدأُ التهديدات بنشر الصورة على الشبكة ، إذا لم تلتقيه مثلا ..! لتتحول العلاقة التي كانت "لطيفة ، شعورية" الى علاقة قائمة على الابتزاز ..
الانكى والأمر ، أن تقوم فتاة "بمشاركة " صديقاتها ببعض صورها الشخصية الإنتيمية لنجدها بعد ايام قد انتشرت على شبكة التواصل الاجتماعي .. وكل هذا لماذا ، لأنها تخاصمت مع احداهن بشكل عادي كما "تتخاصم " المراهقات ..!
شخصيا ، كنتُ شاهدا ، على "انتقام " بعض المراهقين من بعض المراهقات لأنهن رفضن الذهاب حتى نهاية "الطريق" مع صديقهن الافتراضي ، فقام هذا او ذاك بنشر "محادثاتهما" على الشبكة ، دون أن يخشى عاقبة الامور ...
فالمجتمع بقيمه البالية والمهترئة ، يعتبر بأن من حقه ان تكون له "علاقات " مع فتيات ، وهذا أمر لا يعيبه ، بينما "تضربُ" هذا القيم البالية بيد من حديد ،"على يدي " الفتاة التي أقامت "علاقة" افتراضية ، مع أحدهم .
هذه هي العقلية التي "تُمجدُ وتتباهى" بأعضاء الذكورة ، و"تخجل " بالأعضاء الأنثوية ، رغم انها في دواخلها "تقدسها " وتُمضي مجمل وقتها الذكوري في الحديث عنها ( الاعضاء الانثوية ).
والعقلية الذكورية التي قصدتها ، لا تقتصر على الذكور بل تشمل الإناث ايضا ..
لقد اصبح الجسد الأنثوي وسيلة إنتقام رائجة ، زادت من انتشارها ، وسائل التكنولوجيا الحديثة .. والتي صممها مخترعوها اصلا لخدمة البشرية وتسهيل حياتها ..
لكن العرب والمسلمين ، "إخترعوا" استعمالات جديدة لهذه التكنولوجيا ، لم تكن لتخطر على بال مخترعيها الأصليين ..!!
وللإنصاف ، ففي المجتمعات الغربية ، هناك من "يسير" على خطى العرب ، بإستعمال التكنولوجيا لأهداف "الشيمينغ " ،التشهير .. !!








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. سيناريوهات خروج بايدن من السباق الانتخابي لعام 2024


.. ولادة مبكرة تؤدي إلى عواقب مدمرة.. كيف انتهت رحلة هذه الأم ب




.. الضفة الغربية.. إسرائيل تصادر مزيدا من الأراضي | #رادار


.. دولة الإمارات تستمر في إيصال المساعدات لقطاع غزة بالرغم من ا




.. بعد -قسوة- بايدن على نتنياهو حول الصفقة المنتظرة.. هل انتهت