الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


علاقات جنوب السودان و امريكا في عهدي بوش و اوباما ( 31 – 31 )

كور متيوك انيار

2015 / 8 / 23
السياسة والعلاقات الدولية



مضى على احداث الخامس عشر من ديسمبر ، عام وعلى بداية الخلاف بين الحكومة وإدارة اوباما ما يقارب العامين حتى الان ومن مصلحة الحكومة أن تسعى لإعادة تلك العلاقات الى طبيعتها ، نظراً للفوائد الاستراتيجية و الاقتصادية و الامنية والدبلوماسية التي يمكن أن تعود من المحافظة على تلك العلاقات التي امتدت طويلاً قبل الاستقلال وبعدها ، يجب على الحكومة أن لا تختار المواجهة بالاستعانة بروسيا باعتبارها العدو التقليدي للولايات المتحدة ، فالعداوة بين امريكا وروسيا في فترة الاتحاد السوفيتي والحرب الباردة تختلف عن العلاقات بين الدولتين بعد انهيار الاتحاد السوفيتي ، وعندما نقوم بتحليل مواقف الحكومة وخاصة تعاملها مع ملف العلاقات مع امريكا وروسيا ، والتي يبدوا و كأنها سياسة خارجية رسمت في فترة الحرب الباردة وفي عهد الاتحاد السوفيتي وليس في القرن العشرين .
على الولايات المتحدة أن تضع سياسات اقتصادية واضحة ، وتنموية على ان تعطي الاولوية لتدريب و تاهيل كوادر شبابية ، وتوفير فرص تعليمية للشباب ، وهذا سيساعد في المستقبل القريب في إدارتهم لاجهزة الدولة المختلفة بكفاءة ويقلل من الاعتماد على الجيل الاول من قادة الحركة الشعبية وخلافاتهم التي ستدمر البلاد في حال استمرارهم بالسيطرة على مواقع اتخاذ القرار ، لا يمكن رؤية جنوب مستقر ومتطور بينما نفس قادة الحركة الشعبية او الجيل الاول من الحركة الشعبية ومن سبقوهم من سياسيين قبل ثورة الحركة الشعبية في 1983م مازالوا يتخذون القرارات او يؤثرون في متخذي القرار .
ومن المهم جداً ان يأخذ السياسات الامريكية في الاعتبار اهمية تقليل اعتماد جنوب السودان على دولة السودان على المدى البعيد وعدم العمل على ربط البلدين اقتصادياً وامنياً وهذا ما سيتيح للجنوب التطور بعيداً من التأثيرات السودانية التي مازالت تتدخل في الشؤون الداخلية بعد الاستقلال مستغلاً وجود المنشات النفطية التي يعتمد عليها الجنوب في اراضيها ، وهذا ما سيجعل الجنوب يتطور ويستقر وعلى الحكومة طرح ذلك في لقاءاتها مع المسئولين الامريكيين .
ووفقاً للمحللة في معهد التنمية الخارجية البريطاني سارة بانتوليانو بان الضغوطات التي وقعت على دولتي السودان لاعادة انتاج النفط يمكن ان يؤدي الى توحيد الجانبين ، وسارة تنظر لتلك التاثيرات من الناحية الايجابية ، وهذا قد يكون صحيحاً ، فاتفاقهم على السماح بانتاج النفط والتوافق بينهم وتطورها والذي قد يكون الوسيط في تلك العلاقة الصين سيؤدي الى انسحابها على المستوى السياسي واخذ جنوب السودان بنموذج الحكم في السودان وتقنينها على مستوى الجنوب وهذا سيؤدي الى مشاكل اجتماعية واقتصادية وسياسية على المدى البعيد وهنا تكمن الخطورة .
إن موقف الولايات المتحدة اثناء ازمة فانطاو اساءت على صورة الولايات المتحدة لدى الشعب الجنوبي ، وعندما حملت الجنوب كامل مسؤولية الاعتداء والهجوم دون ان يأخذ ذلك الموقف أن السودان وقواتها المسلحة هي التي بادرت بالهجوم عدة مرات قبل أن يتدخل الجيش الشعبي في منطقة فانطاو ، كما ان موقف الولايات المتحدة اظهرت ، ان امريكا لا تتعامل بمسؤولية في علاقاتها مع الجنوب .
لذلك لم تلتزم بالوقوف بجانبها في وقت حاجتها اليها لتقف مع الجانب السوداني وهذا يثير الشكوك حول مدى وكيفية تعاطي ادارة اوباما في شان العلاقات بين دولتي السودان ، وكذلك السياسة الخارجية الامريكية تجاه الجنوب والسودان ، ومدى تاثير المتغيرات الاقليمية والدولية في السياسة الامريكية مثل الاطاحة بالإسلاميين في مصر والرئيس مرسي في مصر و تأثيرات ذلك على السياسة الامريكية تجاه الجنوب والسودان .
و كان البيان الصادر عن مجلس الامن في ابريل 2012م بموافقة امريكية والتي دعت الى الانسحاب الفوري لقوات جنوب السودان من منطقة فانطاو دون ان يأخذ الولايات المتحدة في الاعتبار كدولة تعتبر نفسها صديقة لشعب جنوب السودان وتفتخر بوقوفها القوي خلف نضالات شعب جنوب السودان لنيل استقلالها ، تلك البيان كما قال ليمان بان قادة جنوب السودان تفاجاوا بالإدانة فبالتأكيد حتى الشعب تفاجاة بذلك ايضاُ ، وهذا ما وضحتها جنداي فريزر مساعدة سابقة لوزير الخارجية للشؤون الافريقية وفي حوار اجري معها قالت أن دور الوساطة يجب ان يظل يلعبه الاتحاد الافريقي ، وان الصين باعتبارها حليفة للسودان لا يمكنها ان تكون وسيطاً وذلك رداً على وعد الصين بانها ستتوسط بين الطرفين .
وكذلك الامر بالنسبة للولايات المتحدة باعتبارها حليفة للجنوب ووصفت معاملة المجتمع الدولي للطرفين بالتساوي خطأ استراتيجي ، طالما ان السودان هي التي ظلت تعتدي على الجنوب وتقول جنداي " ان المجتمع الدولي وموقف الولايات المتحدة هو انها سوف تحاول أن تكون الحكم وتعامل كل طرف على قدم المساواة ، وهذا خطأ استراتيجي ، لن يجدي ابدأ . في الماضي كانت الولايات المتحدة واضحة جداً في ان الشمال هو المعتدي والجنوب كان حليفنا وشريك لنا ونحن بحاجة الى التعامل معه على هذا الاساس أنه امر حسن وجيد للاتحاد الافريقي أن يكون حكماً محايداً ، كانت كينيا لدى التوقيع على اتفاقية السلام الشامل وسيطاً محايداً ، والولايات المتحدة لم تكن الوسيط ويجب الا تكون الوسيط لأننا بوضوح منحازين لجانب واحد من الصراع " .
وعدم ربط الاقتصاد الجنوبي بالاقتصاد السوداني يعضده جنداي فرايزر بأهمية ان يربط الجنوب باقتصاديات شرق افريقيا بدلاً من الشمال قائلة بان الجنوب يحتاج الى اخذ وقفة استراتيجية من حيث قتال الشمال على ارض الواقع ، انهم بحاجة الى التركيز على المستقبل الذي هو الاتجاه شرقاً بشكل اكبر اي ربط انفسهم مع جماعة شرق افريقيا ، معظم التجار في جنوب السودان في الوقت الراهن من شرق افريقيا وهكذا مستقبلهم الاقتصادي والسياسي في المستقبل وينبغي للجنوب أن يتجه شرقاً بدلاً من الاتجاه شمالاً .
لذا فهم بحاجة لفصل انفسهم من الشمال بمرور الوقت وللقيام بذلك فان الجنوب يحتاج الا يلج حرباً شاملة او يدخل في انواع الصراعات العرضية او المعارك مع الشمال ، و لا يعني هذا ان يذعن للقرارات السودانية وتطلب جنداي من الولايات المتحدة توفير الدفاعات الجوية للجنوب وتلخص جنداي استراتيجيتها بان امريكا ينبغي لها ان تبلغ السودان بوضوح و اذا ارادت العبث مع الجنوب فانها تتلاعب بالولايات المتحدة ، وان يوفر امريكا غطاءاً امنياً ونساعد الجنوب في نظام الدفاع الجوي . رؤية جنداي فرايزر في حال استطاع الادارة الامريكية تفهمها على نحو جيد فيمكن ان تكون استراتيجية جيدة للعلاقات بين الدولتين رغم المخاوف الاقليمية .
للولايات المتحدة اهتمامات امنية في منطقة القرن الافريقي ومحاربة حركة الشباب الصومالي الذي لا يهدد دول الاقليم فقط في كينيا و اثيوبيا و يوغندا فحسب بل اصبحت تهدد بضرب اهداف مدنية داخل الولايات المتحدة ولقد تكررت تهديداتها وهذا يشكل تهديداً كبيراً ، مع ذلك نجد أن الدولتين جنوب السودان والولايات المتحدة لهم اهداف مشتركة على المدى الطويل في محاربة الارهاب والجماعات الاسلامية .
وخاصة بان الجنوب يجاور السودان التي اصبحت معقل الجماعات الاسلامية في العالم بعد فشل نموذج اسلمة الحكم في مصر وتونس وليبيا . الحرب في جنوب السودان لن تستمر الى ما لانهاية بل ستضع نهاية لها ، ولقد خدمت التمرد اهداف السودان الاستراتيجية وهي خلق فوضى في جنوب السودان وبالرغم من التأكيدات السودانية المتكررة بأنها اكثر حرصاً لاستقرار جنوب السودان لما يمكن ان يترتب من الحرب على الاقتصاد السوداني و تأثيرها على انتاج النفط في الجنوب الذي يعتمد السودان فيها على عائدات المرور .
ولكن السودان لا يعتمد في موازنتها على عائدات الانتاج بل على الهبات ، والمنح التي تقدمها الدول العربية خاصة القطرية ، لذلك السودان ترى في استمرار الفوضى في جنوب السودان باعتبارها غير مخرج لها من الضغوطات الدولية ويحول انظار المجتمع الدولي من انتهاكات حقوق الانسان وغيرها . فاندلاع الحرب في جنوب السودان جعلت تركيز المنظمات الدولية ، والمنظمات العاملة في مجال حقوق الانسان والمجتمع الدولي تركز جهودها على السودان ، وتم تناسي فشل الدولة السودانية ، لذلك بعد ان تضع حرب الجنوب اوزارها وهذا واقع ، ستجد السودان ان الاعتماد على المليشيات الجنوبية ومتمردي جوبا غير مجدي لان تلك الحركات المسلحة ذات مطالب سياسية ، لذلك يسهل التوصل الى اتفاق معها مثل حركة ياو ياو بتنفيذ مطالبها .
و من المؤكد انها ستلجأ الى اليات اكثر دوامة وفعالية وهي تجنيد جماعات اسلامية جنوبية عقائدية لمحاربة الحكومة وتهديد الدولة بصورة لا متناهي ، ولن تجد صعوبة في الحصول على تلك الجماعات ، فلقد عمل في صفوفها او في صفوف القوات المسلحة السودانية والمجاهدين و الاجهزة الامنية المختلفة جنوبيين ، و اصبحوا مسلمين وانتموا الى الحركة الاسلامية ، وعن طريق التدريب والتلقين و الاغراء المالي سيكون سهلاً على تلك الجماعات الاقتناع بتلك الافكار ، والحرب التي ستقودها تلك الجماعات لن يكون لها نهاية وستكون مثل بوكو حرام في نيجيريا ، و داعش في سوريا وليبيا والعراق لذلك الحكومة بحاجة الى وضع خطط واضحة واعتبارها احتمالات ممكنة الحدوث .

تمت








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. صفقة الاتحاد الأوروبي مع لبنان..ما خلفياتها؟| المسائية


.. بايدن يشدد على إرساء -النظام- في مواجهة الاحتجاجات الجامعية




.. أمريكا.. طلاب يجتمعون أمام منزل رئيسة جامعة كولومبيا نعمت شف


.. الجيش الإسرائيلي: 12 عسكريا أصيبوا في قطاع غزة خلال الساعات




.. الخارجية الأمريكية: هناك مقترح على الطاولة وعلى حماس قبوله ل