الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


عندما يتمخض القلم فينجب المغالطات (ردا على رشيد نيني)

يوسف المساتي

2015 / 8 / 24
العمل المشترك بين القوى اليسارية والعلمانية والديمقرطية


مشكلة كثير من الاعلاميين أنهم عادة ما يتجاوزون أدوارهم المنوطة بهم، ويقودهم "غرورهم" إلى تصور أنهم قد أصبحوا منظرين فوق العادة أو أنهم في موقع يخول لهم اعطاء الدروس للآخرين والتنظير، وبعيدا عن الخوض في أسباب هذا الأمر وحتى لا نتهم بمصادرة رأي أي كان فقد فكرنا كثيرا قبل أن نحمل قلمنا للرد على ما كتبه السيد رشيد نيني في مقاله الأخير حول فدرالية اليسار الديمقراطي بيد أن ما كتبه الصحفي المحترم يقتضي التصحيح والتوضيح، حتى لا يختلط الحابل بالنابل في ذهن القارئ ويعتقد أن ليس في القنافذ أملس أو أن أولاد عبد الواحد واحد، وهو ما قد ينتاب إلى ذهن القارئ الذي يقرأ المقال الذي كتبه السيد نيني.
وأعتقد أنه قبل أن نقوم بالرد فلا بد لنا من التساؤل حول السبب الذي جعل نيني يكتب مقاله على عجل منعه التأكد من صحة اخباره ودقتها -إذا نحن نظرنا للأمر بحسن نية- فلو فعل السي نيني ذلك لفهم أن بلافريج استقال منذ سنوات طويلة من الشبيبة الاتحادية، وعرف بمواقفه السياسية المتطابقة مع مواقف الفيدرالية وأدبياتها منذ الربيع العربي، اضافة إلى أنه يرأس جمعية تدعم الفيدرالية في مواقفها، وهو مناضل في صفوف الفيدرالية، وليس عضوا لا بالأجهزة التقريرية ولا التنفيذية، وقع عليه الاختيار من طرف مناضلين آخرين، وكان بإمكان صديقنا رشيد أن يعود إلى يوتيوب وغوغل ليتأكد بنفسه عوض أن يخط ما لا يعلم.
ولأن المقال قد كتب على عجل، وفي غياب معطيات دقيقة فقد كان لابد للخيال أن يتدخل فيسرح بفكر السي رشيد نيني بعيدا، حتى يصل إلى تصور أن هناك في الفيدرالية من يقبل عينا لليازغي داخلها، ولو كان –الصحفي نيني- قد كلف نفسه مرة أخرى عناء التقصي لاكتشف أن اليازغي يعتبر بالنسبة لحزب الطليعة -وبنعمرو خصوصا- وكذلك رفاقنا في الفيدرالية خطا أحمر ويعتبره الكل أحد المسؤولين على انهيار الاتحاد الاشتراكي وتحريف مساره ما ادى لكل الانشقاقات المتتالية، كان يكفيه ان يدخل الى الانترنيت ويطالع مواقف بنعمرو وغيره من قادة الفيدرالية تجاه اليازغي.
فباي منطق تقبل فيدرالية اليسار الديمقراطي عينا لليازغي داخلها؟؟ وهي أصلا تكونت ممن عانى منه ومن أتباعه ومن تحريفهم لمسار المدرسة الاتحادية الاصيلة؟؟ وهل يبلغ مستوى الغباء بالفيدرالية أن تقبل "بتفجيرها" من الداخل في وقت تسعى فيه إلى الوحدة؟؟ وهل لازالت لليازغي نفس القوة والعلاقات والسلطة حتى تصبح له القدرة على تفجير الفيدرالية؟ التي تكونت من تنظيمات منح مناضلوها دماؤهم، وأوقاتهم، وأجسادهم، وعقولهم للفيدرالية؟؟ وهل يعرف السي رشيد نوعية مناضلي أحزاب الفيدرالية ومواقفهم أم أنه يتحدث عن أحزاب "الوزيعة"، فحتى أكثر كتاب السيناريو بلادة وبلاهة، لا يستطيع أن يرتكب هذه الأخطاء والثغرات؟؟ ولكن اللعنة على الزربة والسرعة.
عجالة نيني أيضا منعته من أن يعرف أن السيدة هند بنعمرو ابنة عبد الرحمن بنعمرو توجد في اللائحة العامة، ولا تترأس اللائحة النسوية كما زعم في مقاله، وكان يكفيه الدخول إلى الانترنيت للتأكد من هذه المعلومة -ولكن الزربة خايبة ما علينا- وما لا يعرفه السيد رشيد هو أن السيدة هند مناضلة منذ زمن طويل في صفوف حزب الطليعة الديمقراطي الاشتراكي، اضافة إلى هشام بنعمرو، ولكن لأننا في حزب الطليعة وفيدرالية اليسار الديمقراطي ككل وعبد الرحمن بنعمرو -خصوصا- لا نؤمن بمنطق التوريث ولا بمنطق الوساطة، فإن أولاده دائما ما كانوا يناضلون في الظل بعيدا عن الأضواء وعن الأجهزة الحزبية، وهو أمر كان بإمكانه التأكد منه من خلال اتصاله بأي مناضل حزبي فيؤكده له، وعندئذ كان سيعرف أن السيدة هند تفقه في السياسة أكثر مما يفقهه النيني في السياسة -وربما حتى في الصحافة- كما سيعرف أن ترشيح السيدة هند جاء باقتراح من قواعد الحزب ولم يكن لعبد الرحمن بنعمرو دخل في الامر، ولو كان السيد رشيد تحرك من مكتبه أو حرك هاتفه لعرف أن عبد الرحمن بنعمرو لم يتدخل مطلقا في التزكيات، ولم يسبق له أن فرض اسما معينا، وهو الأمر الذي يشهد له به الخصوم قبل الأصدقاء وكان يكفي السيد رشيد أن يبحث قليلا ويتأكد مما ذكره، ولكن الزربة خايبة.
أما عن باقي ما ذكره فيبدو التخبط واضحا إذ يبيح السيد رشيد نيني القفز على الأحداث وتوظيفها كما شاء، دون مراجعة أدبيات أحزاب الفيدرالية ومواقفها، بل أطلق العنان لخياله للتنظير، دون رابط ناظم للأحداث، وهو خطأ لا يرتكبه هواة كتابة القصص القصيرة، فبالأحرى من يبيحون لأنفسهم التنظير للسياسة، ولكن اللعنة على الزربة –وا والله إلى الزربة خايبة ولكن ما علينا-
ولو أعطى السيد رشيد لنفسه وقتا ودخل على شبكة الانترنت واطلع على لوائح المرشحين باسم الفيدرالية لما تكلم عن العائلات والصالونات المكيفة، ولأرتعد القلم في يديه خجلا من أن يكتب هذه الهرطقة، ففي نفس اللائحة التي انتقدها سيجد الطبيبة والطباخة والاستاذ والموظف، لا معيار ولا فرق سوى الكفاءة والنزاهة، ولو نظر إلى المرشحين الذين قدمتهم الفيدرالية في شتى ربوع المغرب لوجد الامر نفسه منطبقا ولكن مرة اخرى اللعنة كل اللعنة كل اللعنة على الزربة .
وما دام الاستاذ رشيد قد أباح لنفسه ممارسة التنظير واعطاء الدروس في الممارسة السياسية، فليسمح لنا أن نتقمص نفس دوره ونعطيه بعض الدروس من أبجديات الصحافة، إذ كان على السيد الصحفي المخضرم أن يحمل هاتفه ويتصل بالسيد بنعمرو والسيد بلافريج ويأخذ تصريحاتهما، وتصريحات مناضلين آخرين ضمانا للحياد، وهذا أمر يعرفه هواة الصحافة وطلبتها، إلا إذا كان وراء الأكمة ما وراءها، وكان الأمر مقصودا "ومغرضا"، ونتمنى أن يكون خيالنا قد جمح بعيدا كما جمح خيال السي رشيد.
ملحوظة لها علاقة بما سبق: السي رشيد كان بإمكانك أن تدخل إلى الانترنت وتشغل هاتفك للتأكد من دقة معلوماتك قبل نشرها، وإلى كان ما عندكش غير قولها لنا، والله حتى نتفارضوا ونشريوه لك، غير ما تبقاش تنشر هاد المغالطات وتبقى تأكد من معلوماتك عاد تكتب، نقول هذا الكلام حرصا على أخلاقيات الصحافة








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. الشرطة الأمريكية تعتدي على متظاهرين وصحفيين بمخيم داعم لغزة


.. كلمة عضو المكتب السياسي للحركة مشعان البراق في الحلقة النقاش




.. كلمة عضو المكتب السياسي للحركة مشعان البراق في الحلقة النقاش


.. كلمة نائب رئيس جمعية المحامين عدنان أبل في الحلقة النقاشية -




.. كلمة عضو مشروع الشباب الإصلاحي فيصل البريدي في الحلقة النقاش