الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


رئاسة اقليم كوردستان العراق وتوازن القوى بين ايران وتركيا

سوزان ئاميدي

2015 / 8 / 24
مواضيع وابحاث سياسية


يشهد اقليم كوردستان تجاذبات سياسية في موضوع رئاسة الاقليم . والى يومنا هذا يعجز البرلمان الكوردستاني مع القوى السياسية الوصول الى اي قرار نهائي , و يبدو أن القرار يخضع الى مصالح حزبية وتوازن القوى بين تركيا وايران اكثر مما هو خاضع للقانون او للمطالب الشعبية .
إن اللاعبين الاقليميين ايران وتركيا والذين لهما عمقاً تأريخياً وسياسياً وإجتماعياً واقتصادياً في المنطقة , وتجمع البلدين مصالح اقتصادية رغم وجود خلافات في عدة ملفات , الا انهما يحاولان تحييد هذه الخلافات من اجل مصالحهما , فلكل منهما هيمنتها على عدة دول مستغلة فيها الجانب السياسي والعقائدي المزري, ويعملان على تحويل صراعهما الداخلي الى صراع خارجي من خلال تعزيز الازمات والحروب داخل تلك الدول, وتستخدم كلا الدولتين جميع الوسائل من أجل تحقيق ذلك , هذا من جانب ,ومن جانب آخر يعملان على ابقاء التوازن بينهما في السيطرة , بمعنى آخر هو صراع على النفوذ بين ايران وتركيا , وهذا ما يعانيه العراق ككل وكوردستان كجزء , فايران وتركيا تعيشان حالة تحدي كبير للحفاظ على توازن هيمنتهما على العراق . ولايمكن استبعاد تأثر مجريات الاحداث السياسية في اربيل بهذا الصراع ومن خلال الاحزاب الحاكمة في العراق وكوردستان .
وماحصل في عام 1996 عند دخول قوات صدام حسين الى اربيل هو لتعديل توازن القوى بين ايران وتركيا في المنطقة وعلى مرأى ومسمع من كل العالم , وقد غض النظر عن ذلك كل من امريكا وتركيا ومجلس الامن , والاخيرة التي قامت عام 1991 باتخاذ قرار اقامة ممر آمن ومنطقة حضر جوي شمال خط العرض 36 , فضلا عن قيام الطائرات الأمريكية والبريطانية والفرنسية بجولات طيران استطلاعية يومية فوق المنطقة من قاعدة إنجرليك للقوات الجوية في تركيا , إلا ان ذلك لم يمنع من تحقيق اهداف صراع النفوذ واسترجاع كفي الميزان بين ايران وتركيا .
ولا اعتقد ان هناك شعباً يرفض العلاقات بين الدول والتي تصب في مصالحها ولا تؤثر على ثوابتها الوطنية, ولكن غالبا مايقع الشعب الكوردي ضحية المصالح الدولية والاقليمية , والاخيرة تعمل من موقعها القوي نسبة الى إقليم كوردستان فتبدأ بالتهديد الاقتصادي من اجل زيادة ضغطها السياسي على الاحزاب الكوردية , وبذلك تصبح هذه الاحزاب اسيرة للضغوط الاقليمية محاولين دون تأثير ذلك على مصالحها القومية .
وأعتقد اذا عملت الاحزاب الكوردية على اعادة تنظيم صراعها السياسي الداخلي , والحفاظ على الثوابت القومية , وسد الثغرات , وعدم ترك اي مبرر او نقاط ضعف , مما يجعل من الدول صاحبة النفوذ التردد والارتباك بحيث تسلب منها القدرة على اتخاذ القرار في تدخلها , وبالتالي ستفرز تقارباً وتفاهماً كبيرين بين الاحزاب وسنشهد حلحلة للمشاكل الداخلية والقضايا الملحة .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. نتنياهو: فكرة وقف دائم لإطلاق النار في قطاع غزة غير مطروحة ق


.. استقبال حجاج بيت الله الحرام في مكة المكرمة




.. أسرى غزة يقتلون في سجون الاحتلال وانتهاكات غير مسبوقة بحقهم


.. سرايا القدس تبث مشاهد لإعداد وتجهيز قذائف صاروخية




.. الرئيس الإيراني الأسبق محمود أحمدي نجاد يترشح لانتخابات الرئ