الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


ما ننساه زمانا عدى..*

عبد السلام الزغيبي

2015 / 8 / 25
سيرة ذاتية




في زمن غابت فيه البساطة والمودة وراحة البال، تعود بي الذاكرة إلى الزمن الجميل، زمن التراحم والتكافل والجيرة الحسنة، والتواصل بين الجيران والاقارب، والقلوب الصافية...
زمن التنقل بين المناطق والاحياء بالكاروات والعربيات واتوبيسات الشركة البرقاوية أو ما كان يعرف بـ (اتوبيس الدورة) الذي ينظم رحلة يومية من البركه الى الفندق ،ويمر على محطات مختلفة، وهو اتوبيس نظيف منظم، الركاب يركبون من الامام وينزلون من الخلف ، والكمسري جالس على كرسي وامامه التذاكر..وبابور السكة الذي يحملك انت واسرتك الى زيارة جردينة... ( قطار سيدي مرعي)...
والاستيقاظ للمدرسة صباحا، وطابور الصباح، والقرينبولي والعصا مسعودة، والسبورة والطباشير،وفطور المدرسة ( تن وحلوة شامية)، وصحبة رفاق المدرسة في اللواحي والتحرير والامير وسيدي حسين وامحمد المقريف، واللعب بكاويش عشرين قرش بكرة الفطمبل بعد التسريحة في وسعاية شارع العقيب مع شارع الحشر، ولعب الزغادي والتصاوير والطقيرة والبطش، وفي الليل نلعب الوابيس والليبرة. و نحتمي بجمرات الكانون، وعليه الشاهي والكاكاوية والقصطل..وخرافات وحكاوي الجدات، عن ام بسيسي وبوسعدية، وام قطمبو.
وعندما كبرنا، كانت متعة الذهاب لمشاهدة الكورة في ملعب 24 ديسمبر وتروبونة الاهلي في الشمس وتروبونة الهلال في الظل، والتحدي بالوانه المخططة بالاسود والابيض والنجمة بالازرق والاحمر، وسي حمد واقف في الباب والدكتور مصطفى بوجازية، ومشاهدة فنيات والعاب المكي واقعيم واتعوله وديمس والمحجوب وابراهيم المصري وبن صويد.
والفسحة في البوسكو، والسيرك الايطالي، ومتعة الذهاب لسينما 9 اغسطس،و النهضة والحرية والهايتي، والبرنيتشي وريكس، وافلام هرقل والكاوبوي وطرزان واسماعيل ياسين وفريد شوقي.. والقازوزة، والمستكة والزريعة والكاكاوية ومستكة السبع..
والعوامة في بحر جليانه ومصيف الشباب في الصيف، وبابا سليم ونادي الجولف، والشابي والكبترانيا...
والتجول في ميدان البلدية وقهوة العرودي والجامع العتيق، و ميدان الشجرة والمقهى الرياضي والحديقة الكبيرة، وسوق الحوت وقفة الفول الساخن من دادا مسعودة، وسوق الظلام وسوق الجريد وسوق بوغوله والفندق، وسوق الخضارة، وضريح عمر المختار، وميدان الحدادة، ونادي الاهلي ونادي الهلال ومفوضية الكشافة ومدرسة الامير، وقهوة شمسه ومقهى دمشق، وقهوة تيكة. والتردد على نادي النجمة في شارع العقيب ونادي الاهلي بجانب سينما برنيتشي ونادي الهلال في شارع اندريان بلنت ومفوضية الكشافة والمسرح العام والمسرح الحديث وصحبة علي الجهاني وعلي بوجناح وعمر بن دردف وخليفة الحوات، وحسن العروية، ومفتاح بادي، والمسرح الشعبي والمسرح العربي.
وزياراة الاهل والاصحاب في سيدي حسين، والجبانة والعلوة وكوشة طشة، والسكابلي وسوق الحشيش والبركة، القهوة ومكتبة الاندلس، والفويهات والسيلس وسي خريبيش والمنارة، وسوق احداش ودكاكين حميد، ورأس اعبيدة والسلماني والوحيشي، والسبالة والرويسات، والهواري وقاريونس واللثامة، والماجوري، وبوزغيبة والكيش، وباقي مناطق واحياء وضواحي بنغازي التي لا تبارح القلب أبداً، بميادينها وأسواقها الضاجة بالحياة .
ولا يغيب عن البال شارعنا، العقيب، والشوارع القريبة منه (الحشر ومحمد موسى وطرابلس ومصراته وازواره والبزار وقصر حمد والرعيض) ولا تُمحى من الذاكرة رائحة القهوة النفاذة من مطحن الرجريجي، ورائحة ماء الزهر من حوش عمتي غالية المغربي ( الحداد) في شارع الحشر، وخبزة الحوش عند سي الصالحين والكعك في كوشة خميس، والسحلب من سي سالم المسلاتي والجولاطي من عربة سي عثمان تربل، والتمتع باحسن الاكلات من احميده فاصوليه وبوذراع وسي خليفة وهامبورجة سي زايد ، وكبدة سي حسين ، وتن سي عبد الغفار وحرايمي سي بشير، وفاصوليا وامسير قريتشه،وتن العلواني واينابا، وشاورما مطعم سوريا ومطعم افريقيا، وكنافة بوعشرين...وباسطي المقهى الرياضي ومقهى دمشق، وقازوزة الدنيني.
ومن منا ما زالت ذاكرته تبحث عن الأمس الذي مضى وناسه الطيبين وكلام السهر والسمر والضحكات البريئة الصاعدة من الأفواه ، والاجانب الذين عاشوا بيننا من طليان ويونانا وماطية وويهود واصبحوا بناغزة اكثر من هلها..والاحتفال بشهر رمضان والسفنز والزلابية، وكاراكوز بازامه والميلود والقناديل وحلوة الزاويا الرفاعية، والعيد الصغير والاولاد بثيابهم الجديدة و الفتيات بثيابهن الملونة وضفائرهن المجدولة، والعيد الكبير وكبش العيد والشوايات، واحتفال عاشورا والفول والحمص.

وشخصيات عاشت واصبحت معالم في المدينة، احمد رفيق المهدوي، عبد الرحمن بونخيله،الصادق النيهوم، حميده العنيزي، خديجة الجهمي، خليفة الفاخري، مصطفى بن عامر، السيد بومدين، علي الشعاليه، كاريذاكيس، جملي طرخان،رمضان الكيخيا عبد السلام بسيكري، عبد ربه الغنائي،رجب البكوش،روؤف بن عامر،محمد بشير المغيربي، عمر فخري المحيشي، محمد الشلطامي، فتحي العريبي، عوض عبيده، وهبي البوري، حسن السوسي، حميده بن عامر، عمر الاشهب، رجب المغربي،علي زواوه، محمد السنوسي البيجو،سليمان النجار،يوسف بن كاطو، خليل قزح،يوسف بوكر،عوض زاقوب، ال الهوني اصحاب الحقيقة، حسن تربل، مصطفى الشيباني، مصطفى امنينة،عمر كانون،يوسف لنقي.
احميده درنه، احمد فكرون ،اعليويك، الفونشه، جمعة الدرناوي خلقهن، حسين قرقوم حيطه،محمد الربع احميده فاصوليا، محمد البكاي شركة، الحاج الزياني، خالد الغنائي والحاج ابريك.

كانت السعادة يومها تغمر قلوب الناس ، وكانت المحبة والمودة والحميمية،والمشاعر الطيبة ولمة الاسرة، والبهجة عنوان الحياة في مدينتنا، وكان المال وسيلة للعيش ومساعدة المحتاج وليس غاية.

انها صورة من الزمن الجميل الذي مضى وصعب ان يعودً، لكن لن ننساه، كما غنى المطرب الشعبي الليبي شادي الجبل( محمد السيد بومدين) ذات يوم...

*اغنية شعبية ليبية








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. فرانس كافكا: عبقري يتملكه الشك الذاتي


.. الرئيس الإسرائيلي يؤكد دعمه لحكومة نتنياهو للتوصل إلى اتفاق




.. مراسلتنا: رشقة صواريخ من جنوب لبنان باتجاه كريات شمونة | #را


.. منظمة أوبك بلس تعقد اجتماعا مقررا في العاصمة السعودية الرياض




.. هيئة البث الإسرائيلية: توقعات بمناقشة مجلس الحرب إيجاد بديل