الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


على العراق إزالة قمامة لبنان .....!! . (النموذج السياسي العراقي، واللبناني متطابقان) .

مرتضى عصام الشريفي

2015 / 8 / 25
الثورات والانتفاضات الجماهيرية


من المعروف ـــ لدى المفكّرين، والمنظرين السياسيين ـــ عن النظام السياسي العراقي الجديد أنّه قد بُنِي على غرار النظام السياسي اللبناني؛ إذ اتفقت القوى السياسية آنذاك على جعله بهذا الشكل نظراً للبنى الاجتماعية، والسياسية المتشابهة؛ إذ يتكوّن المجتمع اللبناني من أطياف مختلفة (شيعة ، سنّة ، مسيحي ، وغيرهم)، والأمر عينه في المجتمع العراقي، ولكلّ طائفة منها أحزابها، وتياراتها السياسية؛ لذلك كانت عملية تكوين السلطة في العراق بناءً على هذه الفكرة، وهي تقسيم السلطة على هذه الأطياف بحسب نسبها الانتخابية، وهي ما يعرف بــ (المحاصصة الطائفية) .
.
سمة هذا النظام السياسي المنظور على أرض الواقع الخلافات، والصراعات السياسية التي سبّبها التنافس السياسي في المكوّن الواحد، ودعوة الغبن السياسي بين المكوّنات الأخرى، ونرى اليوم أمامنا لبنان كيف تفاقمت هذه الخصومات فيها ؟، بين القوى السياسية ممّا أدى بها إلى تعطيل عمل الدولة في مرافق مهمّة، ومنها عدم اتفاق هذه القوى على رئيس للجمهورية لأكثر من عام، ونصف .
.
أوصلت هذه الخلافات الدولة اللبنانية إلى حافّة الانهيار، وهو هاجس أعرب عنه رئيس الوزراء (تمّام سلام) في مؤتمره الصحفي الذي ندّد به بالقوى السياسية، بعدما خرج الشعب اللبناني في تظاهرات كبيرة ضدّ سوء إدارة الحكومة في الخدمات، وبناء الدولة؛ إذ ملئت بيروت بتلال النفايات التي فاحت روائحها في ربوعها، وجاءت شعارات المتظاهرين تحاكي هذا الواقع المزري؛ إذ حملت هذه الجموع شعار (طلعت ريحتكم) ........... !! .
.
لا يختلف الأمر كثيراً عنه في العراق، فقوانا السياسية قد فاحت رائحتها قبل رائحة القوى السياسية اللبنانية، والخلافات السياسية منذ تكوين نظامنا السياسي إلى يومنا هذا كانت هي السمة البارزة له، وقد أصابت أغلب مرافق الدولة بالشلل، والعجز؛ لذلك تجد حالنا بعد 12 سنة من التغيير لم يتغيّر شيء .....!!، بل ازددنا سوءاً على مستوى الخدمات، وهذا السبب المشترك بين التظاهرتين (العراقية ، واللبنانية) الذي دفع الناس إلى الخروج صادحةً بالإصلاح .
فعلى الساسة إدراك ما وصلت إليه لبنان أنْ لا يحدث في العراق، ويكون هاجس الانهيار واقعاً ــ لا سامح الله ــ؛ لأنّ السياسة في العراق تسيّرها أيادي خفيّة تمتد إليها من الخارج ................. !! .
.
لكن الفارق بين التظاهرتين إحداها تريد إسقاط النظام، والعملية السياسية، والأخرى تقف معها؛ لتنجح في مشروعها الإصلاحي؛ لكن هدفهما واحد، وهو القضاء على (المحاصصة الطائفية) التي هي القمامة الحقيقية؛ لأنّها تأتي بنفايات رائحتها تزكم الأنوف؛ لتدير خلافاتها، ولا تفقه شيئاً في إدارة الدولة ....!! .
.
والفارق الجوهري بينهما هو وجود رجل حكيم يمتلك رؤية، ووعي عميق للأحداث تثق هذه الجماهير العراقية بوعيه، وفطنته، وصواب آرائه؛ لذلك تجدها تقف خلفه؛ ليسير بهم إلى التقدّم، والبناء، وعلى الشعب، والسياسيين إدراك ذلك؛ لأنّنا نجد الساسة ناقدي رئيس الوزراء في مشروعه الإصلاحي الذي دفعته المرجعية، والشعب؛ ليتحمّل مسؤوليته في تنفيذه؛ وإصلاح ما يجب إصلاحه، وليس ما يمكن إصلاحه؛ إذ أعارته يداً من حديد؛ ليضرب بها الفساد، والمفسدين .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. مواجهات بين الشرطة ومتظاهرين في باريس خلال عيد العمال.. وفلس


.. على خلفية احتجاجات داعمة لفلسطين.. مواجهات بين الشرطة وطلاب




.. الاحتجاجات ضد -القانون الروسي-.. بوريل ينتقد عنف الشرطة ضد ا


.. قصة مبنى هاميلتون التاريخي الذي سيطر عليه الطلبة المحتجون في




.. الشرطة تمنع متظاهرين من الوصول إلى تقسيم في تركيا.. ما القصة