الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


كيف يمكن للازمة النقدية في العراق ان تؤثر في قتال تنظيم الدولة الاسلامية

رنين الهندي

2015 / 8 / 26
مواضيع وابحاث سياسية


جاك فيرويذر و رينات غاي نولين / صحيفة بلومبيرغ بيزنس
كل أزمة نقدية تأتي عادة مع عواقب وخيمة على البلد، والمخاوف من حصول مثل هذه الازمة في العراق تظهر مدى إمكانية تأثيرها الى ما هو أبعد من الاقتصاد والاسواق.
ان قلة التداول في العملات الاجنبية بسبب انخفاض اسعار النفط قد يخفض قيمة الدينار العراقي ويجعل حتى القتال ضد مسلحي تنظيم الدولة الاسلامية أصعب. حيث يعتمد العراق، أكبر مصدر للنفط حالياً في منظمة أوبك بعد المملكة العربية السعودية، على عائدات النفط لتمويل عملياته في ساحات المعركة ولتقليل الاضطرابات المتزايدة على الاقتصاد.
تراجعت احتياطات الدولار نحو 20% بما يقارب 59-$- مليار ابتداء من 23 يوليو وتصاعد وتيرة القتال ضد تنظيم الدولة الاسلامية منذ عام حيث الخسائر مستمرة بالازدياد.
وأظهرت بيانات جمعتها صحيفة بلومبيرغ أن البنك المركزي باع في الايام الـ 25 الاولى من شهر آب 4.6-$- مليار من العملة لإبقاء الدينار العراق بمستوى سعر ثابت، في معدل 184-$- مليون للسيولة اليومية.
وقال فرانك غانتر، صاحب دراسة (الاقتصاد السياسي للعراق)، "العاصفة هذه تشير الى أن العراق سوف يستمر بفقدان الاحتياطي حتى تقرر الحكومة العراقية أن تخفض قيمة الدينار". وأضاف "أن العملة قد تضعف بنسبة 20% خلال العام المقبل".
الموجة العالمية
ان انضمام العراق الى الدول النامية الاخرى في موجة جديدة من تخفيض قيمة العملة يثير احتمال دخول الاسواق الناشئة بقوة هذا الشهر وعلى رأسها الصين، حيث الدينار العراقي واحد من أكثر العملات المهددة في الشرق الاوسط من حدوث ذلك، مع ذلك فأن من المرجح ان يبقى نظام سعر الصرف الحالي ثابت، وفقاً لدراسة نشرت يوم الثلاثاء من قبل بنك دبي الدولي في الامارات، وهو البنك الاكبر في دبي.
وأفادت قناة العربية التي تمتلكها العربية السعودية أن البنك المركزي السعودي قال هذا الاسبوع أنه ملتزم بسياسة تثبيت سعر الريال مقابل الدولار، وسط تكهنات من ان البلاد سوف تقلل من قيمة عملتها بعد هبوط اسعار النفط.
أن قوى السوق في العراق تزيد تعقيد مساعي رئيس الوزراء حيدر العبادي في استعادة الاراضي التي أحتلها تنظيم الدولة الاسلامية، حيث ان النجاح العسكري جزئي مثلما كافحت الحكومة في كسب دعم المجتمعات ذات الاغلبية السنية في اجزاء من البلاد التي دمرتها الهجمات.
لقد ارسلت الولايات المتحدة وحلفائها الاسلحة الى الكرد في شمال العراق وتخطط إدراة الرئيس باراك اوباما الى إنفاق 700-$- مليون أخرى في عام 2016 لدعم الجيش. ومع ذلك، فأن الحكومة في بغداد تدفع الجزء الاكبر من العمليات من ميزانيتها منذ خروج القوات الاميركية من العراق في عام 2011.
بيع الدولار
سوف يزيد انهيار الدينار العراقي من رفع التكاليف المعيشية للعراقيين الذين يتظاهرون الان ضد الفساد الحكومي وانقطاع التيار الكهربائي والنقص في تزويد الماء.
وقال وليد عيدي، مدير عام في البنك المركزي العراقي، في مكالمة هاتفية يوم الاثنين، إن "السياسة المتبعة الان هي تلبية الطلب على الدولار". وقال إن الخزين الاحتياطي لن يستنزف بسبب مبيعات النفط وقيمة الدينار لن تخفض.
تم اصلاح سعر الصرف للدينار من قبل البنك المركزي العراقي بمعدل 1.166 للدولار الواحد وهناك ضغط على تثبيت الاسعار. وكنتيجة لذلك، فأن معدل احتياطي العراق للعملات الاجنبية من الممكن ان ينخفض الى حوالي 45-$- مليار بحلول نهاية عام 2016، وفقاً لشركة إيكزوتكس بارتنرز، وهي شركة استثمار مقرها لندن ومتخصصة في الاسواق الحدودية.
وقال جايكوب كرستينسن، مدير في شركة إيكزوتكس، "أن السلطات سوف تحاول أن تستمر في تثبيت الاسعار لأطول فترة ممكنة، ولكن قد يؤدي هذا الى خفض قيمة العملة بالقوة إذا أستمر الضغط".
خيارات قليلة
لقد قاوم البنك المركزي ضغوطات الحكومة لمدة طويلة لطبع أموال لسد عجز الميزانية المقدر بـ 30-$- مليار. حيث أعلن الاسبوع الماضي عن خطط لبرنامج سندات تقدر بـ 6-$- مليار والذي يتبعها 1.2-$- مليار من قبل صندوق النقد الدولي على الرغم من أنها ليست كبيرة بما يكفي لسد عجز الميزانية.
وأشار غانتر من أن هذا الامر سيترك وزارة المالية العراقية للعمل بخيارات بسيطة وقليلة، حيث تسعى الحكومة الى خفض الانفاق ومعالجة الفساد. وتشمل الخيارات الاخرى الاقتراض من المصارف المحلية أو حتى إجبار البنك المركزي العراقي على شراء سندات صادرة بالدولار من وزارة المالية.
وأضاف "ان العراق سيكون قادرا على سد عجز ميزانية عام 2015، ولكن إذا استمر القتال ضد تنظيم الدولة الاسلامية إضافة الى إنخفاض اسعار النفط، عندها سيصطدم العراق بجدار".

ترجمة: رنين الهنــدي








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. معرض -إكسبو إيران-.. شاهد ما تصنعه طهران للتغلب على العقوبات


.. مشاهد للحظة شراء سائح تركي سكينا قبل تنفيذه عملية طعن بالقدس




.. مشاهد لقصف إسرائيلي استهدف أطراف بلدات العديسة ومركبا والطيب


.. مسيرة من بلدة دير الغصون إلى مخيم نور شمس بطولكرم تأييدا للم




.. بعد فضيحة -رحلة الأشباح-.. تغريم شركة أسترالية بـ 66 مليون د