الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


غيروا الأسماء ليغيروا التاريخ

سامي الاخرس

2015 / 8 / 26
الادب والفن


هناك حقيقة جدلية بين أن تُطلق الأسماء وتُكرممن قدم تضحيات لأجل الوطن، وبين أن تنفي وتغير ملامح التاريخ لتصب في اتجاه واحد، وتركل الكل من أجل أن تبقى أنت. فقضيتنا الفلسطينية قضية استقطبت كل أحرار العالم وثواره، وقَدم لها عشرات بل مئات المقاتلين والمتضامنين من كل أصقاع العالم، ليس من ركبوا البحار لوحدهم بل هناك من ركبوا الجو والتحفوا السماء، وطافوا بميادين العالم ليقولوا أن فلسطين قضية ضمير عالم بلا ضمير، وأن من يستحقوا التكريم والتخليد ليس أولهم ولا آخرهم شهداء  سفينة مرمرة التركية فط، ولن تكون تركيا أو غيرها من الدول التي دعمت قضيتنا بل أن تركيا جاءت من الباب الخلفي حيث إنها كانت حليفة استراتيجية للعدو الصهيوني عسكريًا، وسياسيًا، واقتصاديًا عندما كان الدم الفلسطيني ينزف في كل الأماكن، وهذا أيضًا لا ينفي أو يعني نكران ما تقدمه تركيا لغزة المكلومة، بل هو استذكار من ذكريات محافل التاريخ التي تعج بصوت الأحرار من أمريكا اللاتينية حتى أدغال افريقيا.لقد تجاوزت حكومة غزة كل المنصات التاريخية المشرفة عندما بدأت بتقليم وتقزيم التاريخ الفلسطيني عمدًا لتلغي رواية رجال في الشمس من المنهاج الفلسطيني لأنها تحمل اسم أديب وثائر وأديب يُدرس أدبه في أرقى وأكبر جامعات العالم، ليس لأنه غسان كنفاني القائد في الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين بل لأنه من قاد معركة الثقافة والأدب والتأريخ التي هزمت الحركة الصهيونية وأسقطتها من قمة ذروتها وخداعها للعالم بتزييف التاريخ للانقضاض على الجغرافيا، فما كان منها إلَّا اغتياله لإسكات قلمه وسيفه الأدبي الثقافي ومنع الكلمة التي لم تسقط أبدًا.ثم إلتزمت حكومة غزة وأجهزتها الأمنية والشرطية التي تتابع كل شاردة وواردة في أنفاس غزة الصمت القاتل عندما قامت ثلة من الموتورين بتشويه أضرحة ثلاث قادة أبطال هم محمد الأسود والحايك والعمصي قال عنهم جنرالات العدو " أنهم يحكمون غزة ليلًا ونحن نحكمها نهارًا" الجيفار الذي احتفل وزير الدفاع الصهيوني باغتياله بإلقاء التحية العسكرية له، وتوزيع الحلوى في شوارع غزة لأنه تخلص من مرعبهم، وملاحق جندهم، ورغم ذلك لم يحرك أحد ساكن، ولم تشفع الشهادة لهم من ترك والقفز عن من شوه أضرحتهم، ومرّ الحدث وكأنه لم يحدث، رغم أنه ياتي في حدود الجريمة الوطنية التي لا يمكن المرور عنها أو تجاوزها في الوقت التي قامت معارك لأجل ملصق في شارع أو مسجد تم تمزيقه.في ضوء الحالة الغريبة كان قرار وزارة التربية والتعليم في غزة بتغيير مسمى مدرسة الشهيد غسان كنفاني في محافظة رفح إلى مدرسة مرمرة، وهنا الاستهجان بل والإستغراب والتنديد ليس بالمسمى الجديد بل بهذا الفهم غير المفهوم، وهذا الإبتذال من وزارة أول اسمها يبدأ بتربية ثم تعليم، كيف تربي وهي تقصي قامة تربوية وأدبية من ذاكرة الأجيال؟ فمن غيرت مسماه الوزارة يمثل ظاهرة وليس فرد أو شخص بل ظاهرة تربوية أدبية ثقافية يجب ان تعمم وتغرس في ذهن كل الأجيال ، وليس اقصائها من أجل المال السياسي.إن ما حدث ويحدث هو ضرب بالكل الوطني، ودفن الرموز والعناوين الوطنية التي تمثل قدوة ونهج للأجيال، فالواقع الذي نحن بصدده لا يعبر عن حالة طارئة أو خطأ أو عدم دراية فهم، بل منهجية شاملة تقوم على أسس حزبية مقيتة لا تؤمن إلَّا بما يتوافق ورغبات المانحين، ومجرى المال السياسي الذي من أهم  منجزاته شرذمة حالتنا وقضيتنا وإنزلاقها إلى منعطفات الإبتذال، والتلاعب في عقول نشء وتضليله.فالأمور لا تتطلب وقفات فقط بل تتطلب مراجعة موضوعية وطنية من الكل الوطني والثقافي للسياسات الإقصائية في غزة أولًا وبالوطن ثانيًا ... تبنى على قاعدة الاحترام لكل رموز ثورتنا وتاريخنا .... د. سامي الأخرس








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. وفاة والدة الفنان كريم عبد العزيز وتشييع الجنازة الخميس


.. مغني الراب الأمريكي ماكليمور يساند غزة بأغنية -قاعة هند-




.. مونيا بن فغول: لماذا تراجعت الممثلة الجزائرية عن دفاعها عن ت


.. عاجل.. وفاة والدة الفنان كريم عبد العزيز وتشييع الجنازة غداً




.. سكرين شوت | إنتاج العربية| الذكاء الاصطناعي يهدد التراث المو