الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


لماذا نكره اليهود؟

وردة بية

2015 / 8 / 27
مواضيع وابحاث سياسية


"اللهم شتت شملهم، اللهم اقطع نسلهم وأغرق حرثهم وزرعهم، آمين يا رب العالمين.. "هذه كانت خاتمة خطب الجمعة عندنا، ندعو فيها على اليهود وحتى على المسيحيين أصحاب السلم وربما الاستسلام من خلال عقيدتهم: " إذا ضربك أحدهم على خدك الأيمن فأدر له خدك الأيسر، وإذا أخذ أحدهم رداءك فأعطه إزارك".
عندما انتشر كتاب "بروتوكولات حكماء صهيون" نهاية الثمانينات وبداية التسعينات ، كان أستاذ التربية الاسلامية في مرحلة الثانوي ذا التوجه الاخواني قد حول – وقتها- مادة التربية الاسلامية الى شرح لتلك البروتوكولات صفحة صفحة و بلغة كراهية لكل اليهود ، من دون استثناء . وأذكر أنه في آخر الدرس قال لنا : يكفي أنهم يهود.
لغة الكراهية بين المسلمين واليهود ضاربة في القدم ، ولكن اللافت أن من يحدثك عن الكراهية هم النخبة وليس العوام، فالأول إمام والثاني أستاذ ثانوي ، ليؤكد الواقع أن العوام والبسطاء أقل تطرفا ، بدليل أنه كانت بينهم وبين اليهود العرب عشرة طيبة عندما كان هؤلاء يعيشون في الوطن العربي..
حدثني الكثير ممن عايشوا اليهود في الجزائر قبل هجرتهم بُعيد الاستقلال ، بأنهم كانوا قوما يشتغلون في التجارة ويعشقون الحرف اليدوية، وفي كل ولايات الوطن تقريبا كانوا يسكنون حارات تسمى باسمهم، لا يتدخلون في شؤون الآخرين ولا يحبون من يتدخل في شؤونهم. .
جميع من حدثني عن يهود الجزائر قال لي بأنهم قوم مسالمون ، لايؤذون أحدا ، ويعرفون حدودهم جيدا، ولأجل هذا كانوا يعيشون بسلام مع المسلمين . صحيح أنهم يؤمنون بالتعايش مع الآخر ولكن بحدود، وهذا ماعرف تقريبا عن علاقات الجالية اليهودية بالعرب الآخرين في كل الوطن العربي ..
وبالمقابل كان العربي شهما مع اليهود ، لا يؤذيه ولا يتدخل في شؤونه، ويحترم طقوسه. ويذكر أحد أكبر حاخامات اليهود إبراهام مردخاى قصة شهامة وقعت له شخصيا مع العرب اذ يقول أن اليهود عاشوا منذ قديم الأزل فى بلاد المسلمين بأمن وأمان ومع شعوب أحسنت معاملتنا. وفى 1921 كتب " مردخاى" وكان يعيش فى بولندا قائلا إنه عندما ذهب لزيارة الأرض المقدسة، وسار فى شوارع القدس حيث كان العرب يمتطون جمالهم، كان الجميع يوسع له الطريق باحترام كرجل دين وتمنى أن يُعامل اليهود بنصف هذا الاحترام فى الدول التى يعيشون بها. ".
المفكر اليهودي الأميركي نورمن فنكلستين صاحب كتاب " إسرائيل، فلسطين، لبنان : رحلة أميركي يهودي بحثاً عن الحقيقة والعدالة" هو من اليهود التقدميين الذين زاروا لبنان والتقوا فيها بمسلمين ، وهو من الذين يرون أن دولة "إسرائيل" ظاهرة غير قابلة للحياة لأنها قامت على أسس تدمير شعب آخر، وأن الصهيونيّة ،ظاهرة استعماريّة، عرقيّة، شريرة، سرقت من شعب آخر أرضه وما تزال مستمرة في اضطهاده.
قبل أربع سنوات تقريبا استضافت قناة المنار اللبنانية أحد كبار حاخامات اليهود الأمريكان المناهض للوجود الصهيوني بفلسطين المحتلة وهو الحاخام يسرائيل دوفيد وايس ، كان ملتزما بملابس رجال الدين اليهود ويضع شعارا مثل "البروش" على ملابسه يدعو فيه لمناهضة الصهيونية وإنهاء دولة إسرائيل؟ وقال حينها أن: إسرائيل ستنهار. لأن عقيدتها صهيونية، وهي تعني التحول من اليهودية الى القوميّة أو الماديّة. وبحسبه فإن اليهودية هي التقيّد بقوانين الله، واتباع تعاليم التوراة فقط...
كلامه هذا لا ينطبق على كل الحاخامات ، لأن هناك من يؤيدون الدولة الصهيونية وما تدعو له ، بل يجدون مبرراً لقتل الفلسطينيين. .مثل الحاخام الراحل عفاديا يوسف
دوفيد وايس صديق حميم للمفكر الاسلامي المعروف كمال الهلباوى الذي كان أحد أكبر قيادات الإخوان المسلمين والمتكلم باسمهم في أوروبا قبل أن ينفصل عنهم ، وقال عن يسرائيل : إن ما يجمعه به هو تلك الإنسانية وفطرة الله التى فطر الناس عليها. وأن هدفه بالتأكيد هو وجود أفكار مشتركة تستحق المناقشة والطرح من قبل عقلاء يهود ومسلمين.
ولذا نقول أن العداء بين العرب واليهود من صنيعة صهيونية خالصة، فليس كل يهودي صهيوني يؤمن بالضرورة بدولة اسرائيل التي هي في الأصل أساس كل الشرور بين العرب والمسلمين ، وما نريد أن نستخلصه من هذا الطرح ، هو أن الخير والشر ، الحق والباطل ، ليس حكرا على شعب ما، فنقول أن هذا الشعب شرير وأن الشعب الآخر خّير، بناء على معطيات خاطئة ، غير موضوعية وعلمية . والاستنتاج الأخير والخطير والقابل للاستثناءات بالتأكيد ، هو أن غير المسلم كلما سما في دينه أكثر كلما أدرك حق الآخرين، بينما كلما تبحر أشباه مسلمين في علوم الدين كلما تطرفوا أكثر.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - لماذا نكره اليهود؟
زرقاء العراق ( 2015 / 8 / 27 - 00:06 )
لماذا نكره اليهود؟
لأننا نكره الجميع ان كانوا يهوداً او هنوداً , مسيحيون او صابئة , يزيديون او اكراد. واذا طردناهم جميعاً من بلداننا العربية فسيقتل السني اخيه الشيعي وبالعكس
ثبت بأن بروتوكولات حكماء صهيون كانت مزورة ومع ذلك نتمسك بها كتمسك الغريق بالقشة
المذابح اللتي اقامها العرب للمواطنين اليهود كانت قبل قيام اسرائيل , مثل فرهود اليهود في العراق ومذابح اليهود في ليبيا وغيرها الكثير . ولكوننا نخجل عن ذكرها فأننا نذكر قيام اسرائيل للتغطية عن جرائمنا بحقهم
لماذا نكره اليهود؟
لأننا نغار منهم ونحسدهم , فها هي اسرائيل عروس الشرق الأوسط اللتي نال مواطنوها جوائز نوبل للعلوم بينما شوارعها افضل من اي دولة اوربية
قارنوا اسرائيل بأي دولة عربية وسترون الفرق


2 - خافوا من الحقيقة فحذفوا تعليقي
زرقاء العراق ( 2015 / 8 / 27 - 22:43 )
حين اثبت تعليقي أن العداء بين العرب واليهود ليس من صنيعة الصهيونية وانما سبقها بعقود قامت الكاتبة المحترمة بحذف تعليقي
واذا كان كل هذا يتم في منبر الحوار المتمدن , فما بالكم بالمواقع الأخرى


3 - الحذف من الموقع وليس من الكاتبة
خليفة عبدالله القصيمي ( 2015 / 8 / 27 - 23:45 )
لمعرفة من قام بالحذف ينظر إلى من تحكم بالتعليق ! الكاتب-ة أو الحوار المتمدن ! من قام بحذف تعليقك الموقع ومن أظهر تعليقك الثاني الأستاذة الكاتبة .


4 - يهود ما يهود كل هذا لا يسمن ولا يغني من جوع!
أفنان القاسم ( 2015 / 8 / 28 - 09:00 )
أشكر الست وردة على هذا المقال لكني أضيف أننا يجدر بنا التعامل مع إسرائيل اليوم لا أمس ولا أول أمس، أن نتعامل معها كواقع، أن تنعامل معها كقوة فرضت نفسها على المنطقة وعلى العالم، الباقي كل الباقي ينتمي إلى ميدان الإيديولوجيا، وما نقوله سلبًا في اليهودي وحتى في الصهيوني، يعزز من قوة إسرائيل ومن تميزها الاجتماعي والحضاري علينا، خاصة ما يقوله اليهود المتعاطفين معنا (متعاطفين كيف؟)، فهم باسم الإنسانية يشوهون الإنسانية، فتكون ظاهرة العداء والكره ...