الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


أزمة داعش والنووي الإيراني وانهيار اقتصاد العراق وتقسيمه

محمد باني أل فالح

2015 / 8 / 27
مواضيع وابحاث سياسية


. تأخذ الإحداث المتلاحقة على الساحة السياسية بعد غزو داعش لبعض مدن العراق شكلا يرسم معه صورة رمادية لمستقبل تقبع بين طياته ملامح رغبات وأجندة إقليمية ودولية تعمل بالتنسيق على إجهاض مستقبل العراق الاقتصادي من خلال مناورة سياسية ودولية ذات أبعاد إستراتيجية وفق أطار بعيد المدى تثمر من خلاله تكبيل العراق بديون خارجية يعجز عن سدادها بسبب تدني أسعار سوق النفط في السنوات المقبلة والتي من المتوقع أن يصل سعر البرميل فيها 18 -$- كما كان في السنوات العشرة الأخيرة من القرن الماضي وتأتي تلك السياسة بفعل الضخ المتصاعد لبراميل النفط هذه الأيام حيث تصدر السعودية اكثر من مليوني برميل يوميا إضافة الى دخول ايران على خط التصدير حيث بلغ مقدار ما تصدره حوالي مليوني برميل يوميا إضافة الى ما تبيعه داعش من النفط الذي تسرقه من سوريا والعراق الى إسرائيل بأسعار رمزيه وهو العامل الذي يؤدي الى دعم الاقتصاد الإسرائيلي وتعزيز أمنها الاقليمي ومن هنا فأن عقد اتفاقية النووي الإيراني ليس بمسألة عبثية أنما جاءت وفق إستراتيجية أمريكية لإغراق السوق بالنفط بعد رفع العقوبات عن ايران مما يعجل بانخفاض أسعار النفط في السوق العالمية والتأثير على الدب الروسي في التنحي عن دعم الدول الحليفة له مثل سوريا وتقليل الاستثمارات المالية لدعم صناعتها العسكرية العملاقة التي باتت تقلق الدول الأوربية بعد أحداث أوكرانيا وصفقة صواريخ أس أس 300 لإيران إضافة الى أضعاف الاقتصاد العراقي الذي يعتمد كليا على صادرات النفط وأضعاف قدرته في حرب الاستنزاف التي يخوضها ضد داعش ومن المعروف ان العراق لا يمتلك إستراتيجية اقتصادية تمكنه من تقليل اعتماده على النفط الذي يمثل تحديا لخلق تنمية اقتصادية مستدامة عبر خلق قطاعات استثمارية جديدة بالتزامن مع زيادة الاستهلاك المحلي وتذبذب أسعار النفط وظهور وسائل وتقنيات بديلة للطاقة مستقبلا الامر الذي يعد بحد ذاته وسيلة لخفض واردات العراق من الصادرات النفطية حيث من الممكن أن تمر البلاد بأزمة اقتصادية خانقة ينخفض معها مستوى دخل الفرد وارتفاع أسعار المواد الغذائية والكمالية وانكماش مستوى التبادل التجاري بسب انخفاض سعر الصرف للدينار العراقي في التعاملات التجارية الخارجية وحالة الإفلاس الذي من الممكن أن يتعرض له البنك المركزي وأنهيار الرصيد الاعتمادي للدينار من الذهب والعملات الصعبة .
ومن جانب أخر كان لتصريحات جو بايدن الأخيرة بتقسيم العراق أصداء واسعة في الرأي العام العربي والدولي حيث تصر الإدارة الأمريكية ما بين الفينة والأخرى على أطلاق مثل تلك التصريحات والتي تأتي متزامنة مع اشتداد المعارك في الانبار وشمال صلاح الدين ( بيجي ) وانهيار عصابات داعش في الرمادي وشمال سامراء وقد قامت القوات الأمريكية بإنزال العديد من قواتها شمال مدينة الموصل فيما تم وقبل أشهر تعيين وجبة من الضباط العراقيين الذين تم أعدادهم وفق دورات خاصة عسكرية في معاهد واشنطن من أجل معركة تحرير الموصل والتي من المحتمل أن يتم تحريرها عبر اتصالات مكثفة مع داعش ودخول الموصل دون قتال ليتم بعد ذلك إعلان الإقليم السني بالاتفاق مع أهالي نينوى وشيوخ الفنادق في أنقرة الذي يمتد من الموصل شمالا الى صحراء الانبار جنوبا وهذه الحقيقة تستند الى رغبة إسرائيل بتقسيم العراق لضمان قطع طريق الإمداد ما بين ايران وحزب الله الذي يرعب وجوده أدارة الموساد الإسرائيلي في جنوب لبنان وهو الأمر الذي تعمل الإدارة الأمريكية على الترويج له والعمل عليه وفق إستراتيجية عسكرية مشتركة مع عصابات داعش ومن الممكن أن يولد قيام إقليم السنة صراعا داخليا ( الحرب الأهلية ) حول الحدود الإدارية لكل إقليم بين الكرد والسنة من جانب أو الكرد والشيعة من جانب أخر وتلك نتيجة حتمية لنشوب صراعات جانبية ينتظرها الإسرائيليون بفارغ الصبر ..








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. ما هي الأسباب التي تؤدي إلى الإصابة بالتوحد؟ • فرانس 24


.. مدير مكتب الجزيرة في غزة وائل الدحدوح: هناك تعمد باستهدافي و




.. الشرطة الفرنسية تدخل جامعة -سيانس بو- بباريس لفض اعتصام مؤيد


.. موت أسيرين فلسطينيين اثنين في سجون إسرائيل أحدهما طبيب بارز




.. رغم نفي إسرائيل.. خبير أسلحة يبت رأيه بنوع الذخيرة المستخدمة