الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الديمقراطية والإصلاح السياسي في العالم العربي

سعاد جبر

2005 / 10 / 18
ملف 15-10- 2005 الديمقراطية والاصلاح السياسي في العالم العربي


خاص بالحوار المتمدن

تستند الديمقراطية إلى بيئة سياسية واجتماعية تهيئ الأجواء لتواجد علاقة متكافئة بين أفراد المجتمع والدولة وفق مبدأ المساواة في المواطنة والمشاركة الحرة في صنع التشريعات التي تنظم الحياة العامة ومساحات المأسسة بكافة أنواعها في المجتمع .
وتستند الديمقراطية في ادبياتها العامة إلى :
ـ وجود سلطة مرجعية عليا متمثلة بالدستور
ـ حرية الرأي والتعبير
ـ التعددية السياسية
ـ مبدأ تداول السلطة
والديمقراطية وفق مفهومها المتعارف عليه في المجتمعات المتحضر؛ ة تثير تساؤلات هل هي خاصة بمجتمعات معينة ولايمكن انسحابها إلى مجتمعات أخري لمعطيات وجودها التي يندر إيجاد جيناتها في مجتمعات معينة منطبعة بالاستبداد السياسي ، وهنا المعضلة والحقيقة معا في أن الديمقراطية تحتاج إلى أجواء خاصة في الحرية واحترام الأخ؛ وتداول السلطة في ظل تنظيم سياسي واجتماعي يتسم بالوعي واحترام الحرية .
ولكن يبرز للمتتبع للمشهد الثقافي السياسي في العالم العربي أن الديمقراطية تعاني من وأد مطلق في عالمنا العربي ، وحالة عقم سياسية في مجال ولادة الديمقراطية في عالمنا العربي ، وارجع تلك النظرة المتشائمة من قبلي لبعد خطر ومفاده أن تبني الديمقراطية سياسيا يقتضي إعداد تربوي للمجتمع من خلال ما يعرف بالتنمية السياسية للنشء، وقد تناولته في مقالات سياسية نقدية سابقة؛ واكدت على أهمية هذا البعد التربوي في الأعداد للديمقراطية في مجتمعاتنا العربية ، لأنه إلى الآن ما تزال الأجيال العربية تربي على الكبت ومبادئ متناقضة مع أبعاد الديمقراطية واحترام الحريات والأخر ، لذلك نحتاج إلى مساحة لابأس بها من الزمن حتى يتحقق هذا الحلم الوردي، لأن عالمنا العربي مستنزف في جذوره؛ وقد نخر فيه السوس إلى ابعد مداه في كافة الأفاق السياسية والثقافية والإعلامية والاجتماعية وتحكمت فيه دائرة سطوة الكرسي وآنا السلطة المتعجرفة .
فالبنية السياسية وكافة مترتباتها تقتضي إصلاح في أبعاد تعد من الجذور، وارجعها للبعد التربوي والاجتماعي الناشئة من القرار السياسي الحر ، وتحتاج إلى مسيرة إصلاحية ثقافية تنويريه في التدعيم الثقافي لأفراد المجتمع ، والتنشئة السياسية والإثراء النفسي في لغة ثقافة الحوار واحترام الأخر ورفع صوت الحريات وتداول السلطة بعيدا عن العنجهية وسطوة الأنا والرأي ، ولذلك يعد عالمنا العربي مساحة ممتدة لسطوة الأخر وحالة مأساوية من حيث الإعاقة الفكرية وامتداد سعار الاستبداد السياسي إلى أبعاد لاتحد ، وذلك يقتضي تربية سياسية خاصة ، تعد حلم المصلحين وأبجديات رسالة التغيير الثقافي ، ولوحة ينظر إليها المفكر بعين مستبشره نحو عالم يرفرف بالحرية ومنطلقات الديمقراطية والتنوير الإصلاحي والتغيير السياسي نحو الحرية والإبداع في كل مجالات الحياة ، لأن الحرية مفتاح حرية الشعوب وتفاحة المجد ورحم ولادة الإبداع الذي يعزز حالة انشطاراته هالات الحرية في كل مكان .
لذلك تولد الديمقراطية من ذات المجتمع في ظل إعداد تربوي عبر ما يعرف بالتنمية السياسية ، لذلك فأن التغييرات السياسية التي تحمل معها حلم الديمقراطية من الخارج لاتعد فاعلة وهي مرحلية وتتبع متطلبات لعبة السياسة والمصالح ، فالتغيير يولد من الذات في ذاتها وهذا هو محض رؤيتي السيكولوجية في هذا الذات؛ لأن هذا التغيير ينبعث من الجذور في الذات ويعزز الوعي والقناعات والبرامج الإصلاحية المترتبة عنها؛ عبر مأسسة التنمية السياسية في المجتمعات ، التي لابد أن تتوج مشاريعها بتدعيم مبادئ حقوق الإنسان وحرية التعبير وكافة برامج الإصلاح السياسي ومنطلقاته في كافة الاتجاهات .
وتهيئة الأجواء للديمقراطية في عالمنا العربي عبر برامج التنمية السياسية ولغة التعددية السياسية ، يجب أن يترتب عنها قاعدة مشتركة للتعددية ، تلتزم قضايا وطنية وقومية وانسانية ، وتكون لغة الاختلاف فيها ضمن الآليات وليس في ظل القاعدة الفكرية المشتركة بينها في حدود معنية، تسمح بدائرة أخري متسعة لاختلاف وجهات النظر، فأنا مع قاعدة مشتركة حزبية بين الأحزاب في لغة الولاء والانتماء الوطني والعروبي، ومساحة ممتدة حولها تسمح بلغة الاختلاف في التعاطي مع الآليات وبرامج الإصلاح التي تميز كل حزب وتجمع عن أخر . وهنا موضع الإشكالية في عالمنا العربي ، لأنه إلى الآن ما تزال الرؤى الفكرية ومنها الإسلامية تلتزم أفقاً ضيقا لها لا يسمح بالتداول مع الأخر واحترام لغته وثقافته ، علما بأنه لا إشكالية في قبول الأخر ورؤاه ما دام هناك نقاط مشتركة وطنية وعروبية وانسانية بين كافة الأطياف الفكرية والسياسية، وهذه النقاط المشتركة تعزز التوافق لا التصادم بين كافة الأطياف الفكرية والسياسية .
أما بشأن حديث الأنظمة السياسية العربية بشأن خصوصية المجتمعات هروبا من التعاطي الحقيقي مع الديمقراطية ،فهو من متطلبات اللعبة السياسة من جهة ، واللغة الخطابية الدعائية من جهة أخرى ، وأنا لا انفي حقيقة خصوصية للمجتمعات في ظل تطبيق الديمقراطية ، ولكن ليس دائما توضع تلك العبارة في مقامها الصحيح ووزنها الحقيقي ، فالخصوصية لها متطلباتها ولكن في ظل الخطاب السياسي العربي ، فالخصوصية بعيده عن جوهرها الحقيقي وهي محض لعبة سياسية للهروب من الديمقراطية ، ودوما الديقرطية هي لفظة دعائية في الخطاب السياسي العربي ، والواقع لها هو محض استبداد مطلق بلا حدود، كبت مطلق ، أحادية مطلقة ، أنانية مستعرة هوجاء








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. سرّ الأحذية البرونزية على قناة مالمو المائية | #مراسلو_سكاي


.. أزمة أوكرانيا.. صاروخ أتاكمس | #التاسعة




.. مراسل الجزيرة يرصد التطورات الميدانية في قطاع غزة


.. الجيش الإسرائيلي يكثف هجماته على مخيمات وسط غزة ويستهدف مبنى




.. اعتداء عنيف من الشرطة الأمريكية على طالب متضامن مع غزة بجامع